يضع معرض الشارقة الدولي للكتاب، الطفل والناشئة في المقام الأول، في مرتبة توازي مرتبة القارئ البالغ الذي يتوجه إليه بعروض الكتب وبالأنشطة الثقافية المختلفة، فإلى جانب كتاب الطفل الحاضر بكل أشكاله في أجنحة المعرض والذي يشهد إقبالاً كبيراً من طرف الزوار، ويحتل مساحات كبيرة من قاعات مركز إكسبو، يجد الزائر الصغير كل ما يدهشه مما يتصل بالكتاب، وينمي ثقافته وخبراته الذاتية، فهناك ورش للاحتراف اليدوي وأخرى للذكاء والتفكير، وثالثة للقراءة والكتابة، وغير ذلك من الفعاليات، التي تركز على تنمية ملكات الطفل.
درج المعرض على أن يخصص جناحاً للحكاية يستضيف مشرفين وخبراء في مجال القراءة والحكي، يقرأون كتباً قصصية مختارة، يجتمع عليهم عدد من الناشئة يستمعون ويستمتعون بقدرات أولئك القارئين في مجال تمثيل الشخصيات والأحداث، ما يسهم في فهم الأطفال للحكاية، وتفاعلهم معها، وشد انتباههم إلى الكتاب كمصدر للمعرفة، فيخرجون من الجلسة، وقد وقع في عقولهم أن يقتنوا تلك الكتب، ويقرأوها في بيوتهم.
يخصص المعرض يومياً ساعات من الفترة الصباحية للمدارس تأتي فيها أفواج من طلاب المدارس مع مدرسيهم، ويتجولون في المعرض ويحضرون الأنشطة الخاصة بالأطفال ويقتنون الكتب، ولا شك في أنهم عندما يرجعون إلى أصدقائهم وذويهم سيكون لديهم ما يتحدثون عنه.
تشكل جائزة الاتصالات لكتاب الطفل التي ينظمها المعهد بالتعاون مع مؤسسة اتصالات أبرز مظاهر ذلك الاهتمام الموجه إلى الطفل، والهادف إلى تقديم المعرفة له في أحسن حلة، وأجمل ثوب، فهذه الجائزة التي تعتبر اليوم أكبر جائزة في مجال أدب الطفل، وقيمتها مليون درهم، شكلت حافزاً لمؤلفي كتب الأطفال وناشريها على تجويد كتبهم من ناحية المضمون والشكل، لكي يكون الكتاب جاذباً للعين والروح معاً، ويقدم مادة خصبة لقارئه الصغير، ما يعطي دفعة قوية لهذا اللون من الأدب.
في دورة هذا العام هناك برنامج واسع للطفل خصوصاًً في مجال فنون القراءة والكتابة، فهناك ورشة في فن كتابة القصة القصيرة وإبداعها، هو واحدة، تهتم بإبراز الأسس التي ينبني عليها هذا الفن بشكل مبسط، لكي يتعرف إليها الناشئة، ويطبقوها فيما يكتبون، ما يساهم في تنمية قدراتهم مبكراً، حتى يصلوا إلى الإبداع مبكراً، وكذلك هناك ورشة في الرسم بعنوان «شخصيات المانجا»، يتعلم فيها الأطفال طرق رسم شخصيات المانجا (وهي الكتب القصصية الخيالية اليابانية)، ما ينمي قدراتهم في الرسم، ويربطهم في الوقت ذاته بالكتب القصصية، وهناك ورشة في فن المسرح تقدمها إدارة مراكز أطفال الشارقة، تقدم تمثيلية تفاعلية تحمل لغزاً يحله الطفل عن طريق الاسترشاد بالكتب، ما يؤدي إلى ربطه مباشرة بالكتاب وإغرائه به.
هذه الأنشطة كلها تهدف إلى إغواء الطفل عن طريق أساليب مدهشة لأخذه إلى ذلك العالم الباهر، عالم المعرفة والذي لا ينضب، عالم الكتاب، وجعل تجربة الجلوس إليه والنظر فيه تجربة ممتعة، ومغامرة ينتظر منها الطفل المدهشَ والجديد دائماً.
dah_tah@yahoo.fr