لم تكن تدري صاحبة ال16 عاماً أنها ستحمل يوماً ما لقب أصغر روائية إماراتية، بل وتقف أمام جمهور عريض من كافة دول العالم ليكرمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخة فاطمة سعود عبدالعزيز المعلا التي حصدت جائزة أفضل كتاب أجنبي في الدورة الحالية للمعرض عن روايتها «المخفي» التي صدرت عن دار الهدهد.
الشيخة فاطمة المعلا، أصغر شقيقاتها الثلاث، ووالدها رئيس نادي الشارقة الثقافي للشطرنج، فُجعت منذ سنوات قليلة، كما بقية أفراد أسرتها، بوفاة والدتها بعد صراع مع مرض السرطان، وفي رحلتها الأخيرة للعلاج خارج الدولة أوصتها والدتها بالكتابة، لأن القراءة، ومن ثم الكتابة، نافذة مهمة ستطل منها على العالم، وهي الطريقة الأكيدة كي يعرفها العالم ويتذكرها.
عن «المخفي» تتحدث فاطمة قائلة: القصة خيالية لكنها مرتبطة بالواقع، وكتبت بطريقة خيالية باللغة الإنجليزية، وتدور حول شقيقتين، تصاب الكبرى بسرطان الثدي، وتخضع للعلاج، وتتردد كثيراً على المستشفى من أجل ذلك، وتتداعى الأحداث حيث تتحمل الشقيقة الصغرى الكثير من المهام والمسؤولية، - ولازال الكلام على لسان فاطمة - لقد أمضيت أربع سنوات في كتابة هذه الرواية الخيالية الواقعية، وأنجزتها على فترتين، في الفترة الأولى دفعتها للطباعة ولكنني قمت بسحبها لأنني لم أكن راضية عن بعض التفاصيل، وبعد معاودة قراءتها من جديد، أضفت أحداثاً أخرى، ثم دفعت بها للمطبعة من جديد من خلال دار «الهدهد».
فاطمة تعتز بوصية والدتها في رحلتها الأخيرة للعلاج بأن تقرأ وتكتب وتنشر، وتقول عن تلك التجربة المؤلمة التي مرت بها: قصة والدتي لن تغيب عن ذاكرتي مهما طال العمر بي أو قصر، بل ستكون حاضرة عبر التاريخ.
بينما أكد والد فاطمة، الشيخ سعود المعلا، أن هناك توجيهاً دائماً من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، بخصوص الاهتمام بالكتاب، والقراءة والاهتمام بالناشئة، وأن المعرض أصبح فخراً ليس لأهل الإمارات، بل للعالم العربي أجمع ووصف حصول فاطمة ابنته على جائزة أفضل كتاب أجنبي بالحدث المؤثر ليس في حياتها فحسب، بل بالنسبة للأسرة بأكملها، وختم والد فاطمة حديثه موجهاً الشكر الخاص لدار «الهدهد» التي حرصت على أن تنتهي من طباعة الرواية في زمن قياسي، كي تكون حاضرة في «الشارقة للكتاب».
الشارقة: أمل سرور