من بني سويف، إحدى محافظات شمال الصعيد، جنوب القاهرة في وادي النيل، تلك المدينة الهادئة الوادعة، انطلق شغفه بالقراءة لنصيحة قدمتها والدته له ذات يوم، في أن يقرأ بمكتبة البلدية في المدينة، هناك، كانت بواكيره الأولى، ومنها انطلق، وحفر اسمه ببراعة في عالم الصحافة والإعلام، الصحفي المصري المعروف مفيد فوزي.
بهذه الكلمات انطلق فوزي للحديث عن بداياته المهنية والعديد من المواضيع الأخرى، في جلسة بعنوان «الإعلام كوسط ثقافي» التي أقيمت في ملتقى الكتاب ضمن الفعاليات الثقافية للمعرض وأدار الجلسة علي الشعالي، وحضرها جمهور كبير من رواد المعرض.
وأشار مفيد فوزي إلى أن المعرض يمجد الكتاب، ويمجد الكلمة، ويدعو إلى الحرف، ويدعمك لبناء مخزون حقيقي من الثقافة، يمكن أن يكون حائط صد لما أحدثته التقنية الحديثة من حاجز بين الإنسان والثقافة، وسيكون للإمارات شأن كبير في الثقافة التي تحاول أن تجعل منها خبزاً للحياة.وأشاد فوزي بالدور الكبير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في المجال الثقافي، وحفاوته اللافتة بالمثقف والكتاب.
ودعا فوزي إلى فصل الازدواجية الحالية بين الكتاب الورقي والجهاز اللوحي على اعتبار أن كلاً منهما موجود لخدمة القراءة والقارئ، مؤكداً أن للكتاب حضوراً واسعاً منذ اكتشاف الورق إلى اليوم، على عكس الأجهزة الحديثة التي ما خُلِقت إلا للتسلية والترفيه وقضاء الوقت في كثير من الأمور غير النافعة.
واستذكر فوزي انتقالته من بني سويف إلى القاهرة في سن العاشرة، وإصداره أول صحيفة حائط، كما تطرق إلى أشخاص مؤثرين في حياته مثل الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، والأديب سلامة موسى وغيرهما، وبين أن مصادر ثقافته الواسعة لم تتوقف على الكتب فقط، بل شملت السينما والمسرح والأغنية وكل ما له دور مؤثر في الحياة.
«لست حكيماً لأعطي نصائح للشباب» أجاب فوزي من سأله من الجمهور عن نصيحة يمكن تقديمها للإعلاميين، لكنه أكد أن على الإعلامي أن يكون نبيهاً واسع المدارك.
الشارقة: «الخليج»