شهد المقهى الثقافي في عاشر أيام المعرض، ندوتين فكريتين جاءت الأولى لتناقش كتاب «صلاح الدين الأيوبي فارس عابر للقرون» الصادر حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، لمؤلفه د. محمد مؤنس عوض وأدارها محمود صيام.
وقال عوض: يتكون هذا الكتاب من 22 موضوعاً سطرت تحته سيرة صلاح الدين الأيوبي، وكيف أسس دولة إسلامية قوية يسودها العدل والحكمة، وأيضاً استطاع بقوة شخصيته وصلابته أسر قلوب أعدائه فأصبح رمزاً للشجاعة عندهم. وهذا هو كتابي العاشر عن هذا القائد العظيم.
وأضاف يعد هذا الكتاب مكملاً لعدة مؤلفات حاولت من خلالها الاقتراب من شخصية وعصر ذلك القائد التاريخي الذي قاد المسلمين نحو انتصار حاسم وغير مسبوق ضد الصليبيين في حطين عام ١١٨٧م، وقد جاء عنوان الكتاب كما هو عليه، لأن شخصية صلاح الدين فعلاً عابرة للقرون، فمنذ القرن ١٢م وحتى أوائل القرن ٢١م صدرت آلاف الكتب والبحوث والمقالات عنه بصورة لافتة للانتباه، وبالتالي من يتعمق في دراسته يدرك عن قناعة، أن تاريخه يعيش بيننا وليس قاصراً على زمانه.
أما الندوة الثانية فناقشت كتاب «أنباء الأنام بذكر ما جاء عن الزُّبارة في سالف الأيام» الصادر حديثا عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، لمؤلفه راشد صالح محمد علي النقبي، وأدارها د. عمر عبدالعزيز. أوضح النقبي أن هذا الكتاب يتناول واحدة من أعرق مناطق الإمارات، وهي منطقة (الزُّبارة)، وقال: «راودتني نفسي في البحث والتنقيب عن تاريخ هذه المنطقة العريقة، لاسيما وأنا أحد أبنائها، حيث وطئت فيها أقدام حضارات قديمة ذكرهم التاريخ منذ قرون عديدة، وقد عكفت على دراسة هذا الكنز الثمين قرابة ثلاث سنوات لكي أرويها للناس والأجيال القادمة على مدى الأزمان.
وأضاف: قضيت ليالي وأياما في البحث والاستماع عن كل ما يختص بمنطقة الزبارة، بالجلوس مع كبار السن الذين عاصروا تلك الحقبة، والكتابة عن حياتهم اليومية والمعيشية، وتعريف كلمة الزبار في اللغة وبيان معناها، والقبائل التي سكنت المنطقة، والآثار والمعالم التاريخية، وأسماء النخيل والمحاصيل الزراعية، وشعراء المنطقة وتاريخ الطب فيها.
كما شهد المقهى أمسيتين شعريتين، أحيا الأولى الشاعران طلال الجنيبي وعبد الكريم يونس وأدارها الباحث زكريا أحمد.
قرأ طلال الجنيبي مجموعة قصائد منها «طرزيني» يقول فيها:
طرزيني/ بخيوط من حنين/ انسجيني/ حول جيد بي يلين/ اجعليني لونك/ الشفاف حتى/ يكتسي الإحساس باللون المبين/ طوقيني بهناءٍ ثم غيبي/ وابحثي عني بعزم الصادقين.
وقدم عبدالكريم يونس مجموعة قصائد منها «هذا الفؤاد» يقول فيها:
يصبو فؤادي ويلهو مترفا مرحا
في مرج أشواقه حيثُ الهوى سمحا
نشوان من قدحٍ يحلو الرضاب به
حتى وإن لم يلامس ثغره القدحا
وأحيا الأمسية الثانية الشاعران رهف مبارك وأحمد العسم وأدارها الشاعر محمد أبو عرب.
قدمت رهف المبارك مجموعة قصائد منها «عطر المساء» تقول فيها:
عند البوابة عانقني/ في ذات مساء/ عطر صيفي أربكني/ فاجأني/ لا أدري من أين/ من أين أضاء.
وقرأ أحمد العسم مجموعة قصائد منها «فوق بيتنا علم» يقول فيها:
فوق بيتنا قسم/ وحب وطن/ وعلم/ سما/ أقلوبنا له ترف/ بأسمى العبارات له نزف/ فوق بيتنا دنيا/ ترفع علم/ وبلاد بكل لهفة لها/ في أرواحنا نضم.
الشارقة: غيث خوري