نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي بمقره بالمسرح الوطني أمس الأول لقاءً حوارياً مع الناقد الدكتور حسام سفَان حول عمله الفائز بجائزة كتارا «زوايا الميل والانحراف في مغامرة الرواية العربية الجديدة»، كما ألقى الضوء على تجربته في الكتابة في مجال الرواية والمسرح والنقد وذلك بحضور الشاعر سالم أبو جمهور مدير فرع الاتحاد في أبوظبي وعدد من الأدباء والكتاب.
وأكد أبو جمهور في بداية اللقاء أن النقد يعتبر مهمة صعبة جدا، الجميع يتهرب منها، فهي تحتاج جهدا وعملا دؤوبا، موضحا أن هذه الأمسية تعد مكسبا لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات وإضافة لفعالياته المتنوعة والغنية.
واتخذ اللقاء طابعا حواريا أداره الدكتور فراس مقدادي، موضحا أن الحدث الأدبي الأهم في حياة الدكتور حسام سفان هو فوزه بجائزة كتارا التي تعتبر من أهم الجوائز العربية.
وذكر الدكتور حسام سفان أن دِراسته «زوايا الميل والانحراف في مغامرة الرواية العربية الجديدة» تلم بمظاهر التجديد في السرد الروائي العربي شكلا ومضمونا، تلك المظاهر التي غامر الروائيون في توظيفها بين ثنايا سردهم الروائي، محاولين، من خلالها، الشبَ عن طوق الكلاسيكية في أعمالهم الروائية، مضيفا أن هذه الدراسة تبين من خلال التحليل والمقارنة مع السرد الكلاسيكي، أثر تلك المظاهر في بنية السرد الروائي وبيان جذورها من حيث تطور بعضها عن شكلٍ تقليدي، أو استحداث بعضها الآخر استحداثاً في بنية السرد، وتقوم بتفسير تأويلات ومآلات هذه المظاهر الجديدة أو المُجَدَدة، وتوضيح أدوارها وكيفية توظيفها في بنية السرد حتى لا تغدو مجرد زينة نتقلدها دون أن نختارَ الزيَ الملائم لها.
وأضاف الدكتور سفان أنه لا يوجد نقاد في الوطن العربي باستثناء عدد متمركز في المغرب، لكن نحن المشارقة ما زلنا مقصرين في النقد.
وأوضح أن الجوائز ترفع المستوى المعنوي للفائز وتعطيه ثقة بما يكتبه، وتعطي دور النشر ثقة بنتاج هذا الأديب، ولكنها لا تصنع أديباً فلا بد من وجود موهبة، موضحا أنه نشأ في بيئة ثقافية أدبية وورث الأدب كما ورث لون شعره وعيونه، وأنه وجد نفسه في كتابة المسرح وفي النقد وفي القصة وفي الرواية، فقد عرف وطننا العربي العديد من الشخصيات الأدبية التي كتبت في عدة أجناس أدبية، مؤكدا أنه ليس المهم التنويع ولكن المهم أن يكون هناك تميز في هذا التنويع.
وتابع أن رسالته في الدكتوراه كانت بعنوان «نحو أدب جديد ومتطور للطفل العربي»، فقد كان يقص على أطفاله مما لديه من مخزون كبير في أدب الطفل، ومن خلال معلوماته كأكاديمي، موضحا أن معظم الشعوب تحاول أن تنسب بداية أدب الطفل لها، ولكن الحقيقة أن الدراسات أثبتت أن النصوص الكنعانية لإيلي ميلكو هي بداية أدب الطفل وتعود لعام 1100 قبل الميلاد.
وأشار إلى أن الكتابة للطفل بحاجة لدعم واهتمام، في الوطن العربي، حيث توجد فقط 40 مجلة للأطفال، بينما في دولة كفرنسا تصدر حوالي 10 آلاف مجلة للطفل.
وأوضح أن الرواية الجديدة حطمت تابوهات الرواية الكلاسيكية وقد وجدت أعمال لا يوجد فيها زمان محدد أو شخصية محددة مثل كتاب «نسيان.كوم» لأحلام مستغانمي، فقد هدمت الرواية الجديدة بنية الحكاية المتصاعدة، مؤكدا أن الرواية العربية تعيش حاليا في أحسن أوقاتها وفي أزهى عصر للرواية، وأنها لم تكن في يوم تابعة للغرب، وإنما بالعكس هم أخذوا العديد من القصص التراثية مثل قصة حي بن يقظان.
أبوظبي: نجاة الفارس