باسمة يونس
سوف يتفاجأ أي زائر لموقع «الباحث العلمي» بنسخته العربية والتابع لمحرك البحث الأم «غوغل» بقلة مواضيع وأعداد البحوث المنشورة فيه، مقابل الأعداد الهائلة التي تزخر بها نسخته الانجليزية، وربما يعود ذلك إلى سببين، فإما أن يكون الموقع متاحاً للباحثين للنشر بشكل شخصي، أو أن ما يتوفر على مواقع البحث هو جهد «غوغل» المؤسسي لدعم منشورات مراكز البحث الأجنبية التابعة للجامعات والمؤسسات الخاصة والعامة.
لكنّ الزائر سيكتشف لاحقاً كارثة غياب البحث العلمي العربي وجفاف وفقر الشبكة العنكبوتية، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا النقاش والتفكير النقدي وعلاج المشكلات المجتمعية من اقتصادية وفكرية وسياسية وغيرها، وسوف يكتشف هذا الزائر بأن خطورة موقفنا البحثي ومنتج جامعاتنا الأكاديمي وحاجتنا إلى قرار سريع بدعم وتجنيد مراكز بحثية مجتهدة وقادرة على تعميق دراسات دقيقة ومحكمة جيداً ونشرها ورفد المكتبة العلمية بها.
وستزداد مفاجأة هذا الزائر كما فوجئت شخصياً بعد إضافة اسم باحث عربي استشهدت ببحث من أبحاثه المنشورة بسؤال البروفيسور عن مدى الثقة بهذا الباحث وبدراسته العلمية، بينما لم يطرح السؤال نفسه عن أي باحث أجنبي آخر استشهدت به بسبب استمرارية حضورهم واستدامة بحوثهم المنشورة.
المشكلة ليست في قلة البحوث المنشورة فقط، بل في صدمة المقارنة بين حجم المنشورات على الجانب العربي في الشبكة الإلكترونية، والتي ترزح تحت عناوين الإثارة والترفيه والتسلية وتدور حول مواضيع الطرب والمغنين والخلافات الناشبة بين الممثلين حول من ستنال لقب الأجمل والأظرف وأكبر عدد من المتابعين، وبأن معظم المواقع الثقافية، حتى الرسمية منها، تستعرض خدماتها الإدارية أو صور ومقتطفات مؤتمرات أو منتديات وتسعى لزيادة عدد متابعيها، لكنها من ناحية أخرى لا تقدم منتجاً فكرياً أو دراسة بحثية مفيدة، ما يخرجها من إطار المنافسة مع مدونة صغيرة وخاصة لكاتب أجنبي أو صفحة من صفحات الفيسبوك العامة التي تناقش قضايا عالمية وتزخر بمتابعين من كل العالم يحمون ساحة النقاش بجدية.
الباحث العلمي الإلكتروني، كشف خللاً مهماً يستشري في فكرنا العربي، أكبر مما يمكن تصوره، ورفع الستار عن مضامين الغالبية العظمى من منشوراتنا، وبأن مساحة القصص والروايات المتخيلة والفقيرة ثقافياً، تتفوق مساحة نشرها إلكترونياً على مكتبة البحوث الواقعية والعلمية.
البحث العلمي والدراسات تسهم في تسيير المجتمعات، وفي ظل غيابها لن تعثر على مناقشة جادة وواقعية لقضايا هذه المجتمعات بعد أن أصبح يمكن كل من امتلك وسيلة تواصل طرح آراء لا تستشهد بدراسات حقيقية وفعلية.
لنسعَ بجدية نحو إثراء المكتبات الواقعية والافتراضية ببحوث ودراسات ذات كفاءة عالية تعزز أسماء وحضور الباحث العربي.
إن أقل ما يمكن قوله عن أهمية ثقافة البحث ونشره، أنها ستؤسس جيلاً ناقداً لديه القدرة على التوصل لحلول ونتائج تدعم عجلة التطور والتقدم بدقة وحرفية عالية.
سوف يتفاجأ أي زائر لموقع «الباحث العلمي» بنسخته العربية والتابع لمحرك البحث الأم «غوغل» بقلة مواضيع وأعداد البحوث المنشورة فيه، مقابل الأعداد الهائلة التي تزخر بها نسخته الانجليزية، وربما يعود ذلك إلى سببين، فإما أن يكون الموقع متاحاً للباحثين للنشر بشكل شخصي، أو أن ما يتوفر على مواقع البحث هو جهد «غوغل» المؤسسي لدعم منشورات مراكز البحث الأجنبية التابعة للجامعات والمؤسسات الخاصة والعامة.
لكنّ الزائر سيكتشف لاحقاً كارثة غياب البحث العلمي العربي وجفاف وفقر الشبكة العنكبوتية، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا النقاش والتفكير النقدي وعلاج المشكلات المجتمعية من اقتصادية وفكرية وسياسية وغيرها، وسوف يكتشف هذا الزائر بأن خطورة موقفنا البحثي ومنتج جامعاتنا الأكاديمي وحاجتنا إلى قرار سريع بدعم وتجنيد مراكز بحثية مجتهدة وقادرة على تعميق دراسات دقيقة ومحكمة جيداً ونشرها ورفد المكتبة العلمية بها.
وستزداد مفاجأة هذا الزائر كما فوجئت شخصياً بعد إضافة اسم باحث عربي استشهدت ببحث من أبحاثه المنشورة بسؤال البروفيسور عن مدى الثقة بهذا الباحث وبدراسته العلمية، بينما لم يطرح السؤال نفسه عن أي باحث أجنبي آخر استشهدت به بسبب استمرارية حضورهم واستدامة بحوثهم المنشورة.
المشكلة ليست في قلة البحوث المنشورة فقط، بل في صدمة المقارنة بين حجم المنشورات على الجانب العربي في الشبكة الإلكترونية، والتي ترزح تحت عناوين الإثارة والترفيه والتسلية وتدور حول مواضيع الطرب والمغنين والخلافات الناشبة بين الممثلين حول من ستنال لقب الأجمل والأظرف وأكبر عدد من المتابعين، وبأن معظم المواقع الثقافية، حتى الرسمية منها، تستعرض خدماتها الإدارية أو صور ومقتطفات مؤتمرات أو منتديات وتسعى لزيادة عدد متابعيها، لكنها من ناحية أخرى لا تقدم منتجاً فكرياً أو دراسة بحثية مفيدة، ما يخرجها من إطار المنافسة مع مدونة صغيرة وخاصة لكاتب أجنبي أو صفحة من صفحات الفيسبوك العامة التي تناقش قضايا عالمية وتزخر بمتابعين من كل العالم يحمون ساحة النقاش بجدية.
الباحث العلمي الإلكتروني، كشف خللاً مهماً يستشري في فكرنا العربي، أكبر مما يمكن تصوره، ورفع الستار عن مضامين الغالبية العظمى من منشوراتنا، وبأن مساحة القصص والروايات المتخيلة والفقيرة ثقافياً، تتفوق مساحة نشرها إلكترونياً على مكتبة البحوث الواقعية والعلمية.
البحث العلمي والدراسات تسهم في تسيير المجتمعات، وفي ظل غيابها لن تعثر على مناقشة جادة وواقعية لقضايا هذه المجتمعات بعد أن أصبح يمكن كل من امتلك وسيلة تواصل طرح آراء لا تستشهد بدراسات حقيقية وفعلية.
لنسعَ بجدية نحو إثراء المكتبات الواقعية والافتراضية ببحوث ودراسات ذات كفاءة عالية تعزز أسماء وحضور الباحث العربي.
إن أقل ما يمكن قوله عن أهمية ثقافة البحث ونشره، أنها ستؤسس جيلاً ناقداً لديه القدرة على التوصل لحلول ونتائج تدعم عجلة التطور والتقدم بدقة وحرفية عالية.
basema.younes@gmail.com