نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الخميس الماضي، أمسية شعرية بعنوان «قصائد للأرض» بمناسبة اليوم الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشارك فيها المبدعون: همسة يونس من فلسطين، ومحمد إدريس «الأردن»، ومهند الشريف «سوريا»، وأدارها الشاعر نصر بدوان، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وناصر الدرمكي عضو مجلس الإدارة.
قال نصر بدوان في بداية الأمسية: «إن اليوم الوطني للإمارات يشكل ذكرى اتحاد أقيم على الترابط والتلاحم، من أجل بناء وطن واحد، يسمو نحو المستقبل بآمال كبيرة استطاع بُناته أن يحققوها، وأن يمهدوا بإنجازاتهم العظيمة الطريق للأجيال اللاحقة؛ لكي تنعم بالاستقرار والأمن في دولة الأمن والاستقرار، ويعيشوا بسعادة، وهو نموذج لكل اتحاد عربي منشود، وإن من حق أرض الإمارات على كل من يعيش على أرضها أن يعتز بهذا الاتحاد ويعمل على دعمه وتعزيزه، لكي تظل الإمارات وطناً مزدهراً مضيافاً يؤوي كل من يلجأ إليه».
بدأت الأمسية بإلقاء شعري للطفلة مريم إسلام التي قرأت بصوت جميل قصيدة وطنية للشاعر الإماراتي سلطان العميمي التي ألقاها في الذكرى السادسة والثلاثين لعيد الإمارات، ويقول فيها:
قَبّلتُ رَمْلَكِ صُبْحَ ذِكرى العيدِ
وسَكَبْتُ روحي في مداد نشيدي
وزرعتُ نخلاً في سمائك مثمرا
أسقيه نبعاً من عيون قصيدي
أحروف شعر أم صكوك محبةٍ
كالنبض تسري في دِماءِ وريدي
علمٌ يرفّ وما سئمت عناقه
حتى وددت بحمله تقليدي
قُمّطْتُ فيه وكان مهد طفولتي
فغدا اللباس وحلة التجنيدِ
كحروفِ عشقٍ ما مللت غنائها
ككلامِ حبٍّ في شفاهِ الغيدِ
يحلو بذكرك كل لحنٍ صادحٍ
للخلدِ، للتاريخِ، للتمجيدِ
اليوم يومك يا بلادي فارفلي
بثياب عزٍّ في الفلاةِ وميدي
ماذا أقول لقائدٍ في كفه
نبت السلام وعمّ رمل البيدِ
ماذا أقول لمجدهِ وسموّهِ؟
ماذا أخطّ وإسمه ترديدي؟
ماذا أقول وكلّ ما بي ناطقٌ
جدّدتُ عهدي فاقبلي تجديدي
الشعراء جالوا في الأشعار الوطنية التي تعلي من شأن الأرض والدفاع عنها، والاعتزاز بقيم الوطنية والوحدة، وقيم الإباء والشرف دفاعاً عن الأرض والشعب، وتحقيقاً للوحدة والتلاحم، وبعثوا بقصائد تحية واعتزاز بالإمارات التي تمثل بجلاء العزة والكرامة والضيافة العربية الأصيلة.
قرأت همسة يونس من قصيدة «الإمارات الحلم»:
هذي الإماراتُ الحُلُمْ
مِن روحِ زايدَ يستفيقُ جلالُها
والنورُ يسجدُ في ربوع دلالها
أبناؤها دِرعٌ من الحبّ القديم
يضمها... ويصونها
ويقول للكونِ الكبيرِ مُباهِياً
ذي دولةٌ فيها السعادةُ منهجٌ
ذي دولةٌ فيها العدالةُ كوكبٌ دُرّيُ يُلهِمُ طُهْرَ خطواتِ الأملْ.
يا أنتَ قِفْ واقرأْ ملامحَ دهشةٍ
حينَ الشهيدُ، يقولُ للأرضِ افخري
وعلى أَكُفِّ الصبرِ تنبتُ ألفُ.. ألفُ يمامةٍ
ويضيء من نور التفاني كلّ قلبٍ
مسّهُ عطرٌ تنهدَ مِن وَلَهْ.
أما مهند الشريف فوجّه قصيدة تحية إلى الإمارات في يوم عيدها، وإلى الشارقة البهية بثقافتها، وقال من قصيدة مهداة لفلسطين: «في البئر»:
قالوا ستأتي غيمة سكرى
فقلت سأنتظرْ
قالوا ستُكسر زهرة حبلى
فقلت ستنتصرْ
لكنّني لمّا رأيت حبالنا مقطوعةً
قلت البلاد ستنكسرْ
في البحث عن ميلادنا
يستغرق الموت الكثير من الحياة
في البحث عن تاريخنا
نحتاج نصراً واحداً للأغنياتْ.
كذلك قرأ محمد إدريس قصائد للأرض والوطن، وختمها بقصيدة مهداة إلى الإمارات، يقول فيها:
سبع إمارات
بل سبع أميرات
كل واحدة أحلى من الأخرى
وإذا اجتمعن
صرن أبهى الصبايا
وصرن أندى الرياحين.