Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

قراءات تتحسس جرح الحياة الأخير في بيت الشعر

$
0
0
الشارقة:«الخليج»

نظّم بيت الشعر في الشارقة مساء أمس الأول أمسية شعرية ، لكل من الشعراء مفرّح الشقيقي من السعودية، ومازن شديد من الأردن ومحمد المامي من موريتانيا، كما شاركت في الأمسية أصوات جديدة هي: أميرة توحيد من مصر ومهند الشريف وباسل عبد العال من فلسطين، بحضور محمد البريكي مدير البيت.
قدم الأمسية الشاعر الإماراتي حسن النجار، الذي قال في مقدمته: (البيت هو ركننا في العالم.. كوننا الأول، كون حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، وهذا بيتٌ للشعر والشعراء، يجد الشاعر فيه ألفته، ويلتقي بأناه، ويقرأ تفاصيل الروح معلقةً على هذه الجدران الناطقة بصدى كل شاعر مرّ، وتترك براويزَ فارغة لتمتلئ بأصواتِ من سيأتي، واليوم يجمعنا الشعر في كوننا الصغير وبيتنا جميعاً، وعلى اتساع رقعة اللغة الفصحى في وطننا الكبير نلتقي هنا، ونطوف حول قبلة الروح، وللكلمة أن تحلّق عند سدرة المعنى).

انتمى الشعراء المشاركون في قراءاتهم إلى مدارس مختلفة تعكس هويتهم وتجربتهم الجميلة في أشكال القصيدة المختلفة، وقد تنوّعت قصائدهم بين القضايا التي يعيشها الواقع العربي.
افتتحت الأمسية بقراءات للشاعرة أميرة توحيد التي ألقت عدداً من القصائد جعلت فيها الحب شمساً تحنو على نبض الحروف، كما تغنّت بمصر الحضارة ونيلها الشامخ في قصيدتها (سر عروبتي) فقالت فيها:

مِصرُ الحضارةُ كمْ سَقَتْ من فيضِها

                        مِنْ ظامئ فغدا بوجهٍ مُنْعمِ

رأسُ الفضائِلِ لو يُضاءُ صَنيعُها

                       في كلِّ أرضٍ لارتقى للأَنْجُمِ

منها استقيتُ كرامتي ومروءتي

                   فلأُمَّتي أحني الجبينَ وأنتمي

لعروبَتي أصلٌ يمدّ جذورَهُ

             في أرضِ قلبي والرواءُ له دَمي

الشاعر باسل عبد العال تميزت قصائده بالعمق والرمزية الجميلة، ففي فضاء التيه كانت عصاه تتحسس جرح الحياة الأخير، إذ قرأ من قصيدته (سيرة أيلول):

أيلولُ أيقظَ وهْجهُ المشهور/‏ في دمنا ونامْ/‏ في نصفهِ ذكرى/‏ يعششُ في زواياها الحمامْ/‏ هوَ سيرةُ الريحان/‏ حول شقائقِ النعمانِ/‏ سيرةُ نخلةٍ وقفت بوجه الريح/‏ عاريةً/‏ ومن أولى حروب الروم/‏ والغزوِ القديمِ/‏ إلى فنون الذبحِ/‏ والنقش الجديدِ على شواهدِ قبرنا/‏ كانوا هنا/‏ هم ذاتهم/‏ هم أهلها/‏ كانوا هناك/‏ وسوف يخسفهم ومن معهم/‏ إلى أبد الظلامْ.
مهند الشريف أفضى بأسرار حرفه للريح، لتنفلت كل فصول النور، فقال:
منْ منكمُ يُعمي الرياحَ عنِ الفضولْ/‏ يسدي لروحي خدمةً/‏ حينَ انقضاءِ الليلِ/‏ يفضي سرّهُ/‏ للموتِ حيناً/‏ ثمَّ تنفلتُ الفصولْ /‏ البحرُ خلفي /‏
إنّما العمر الذي أحببتُ/‏ خلفَ كتابهمْ/‏ وحروفهمْ /‏ أحبابُ قلبي/‏ لم استطعْ بوحاً لهمْ بالسرِّ/‏ لكنّيِ قطعتُ الويلَ/‏ أدركتُ الوصولْ.
محمد المامي في حرفه شجن عميق حول وجع الإنسانية، فامتلك بحضوره وبشعره المشاعر، وقرأ من قصيدته ( مرثية الماء ) التي أهداها لروح الطفل إيلان فقال:

المفردات على شفاهك حائره

                  والموت يرسم حول وجهك دائره

والرمل آثر أن يضمك عندما

                         قذفتك أمواج الحياة الغادره

يا أول الطهر الغريق وآخره

                    نامت عيونك إذ رحلت ولم تزل

عيناي بعدك من أساها ساهره

                   (ماما) ويجهش بالقصيدة نازفا

والموج قَطّع بالحياة أواصره

                   يسقي تراب اليأس غيم وداعها

مازن شديد قرأ من قصائده فكانت الحروف طوفان نرجس وصهيل قناديل على ضفاف القلب، فأنشد من قصيدته ( سيد نبضي.. أنت ):

تغمرنا بالحب/‏ وترحل عنا/‏ تتركنا في مملكة نجهلها/‏ لا نعرف فيها غير الحزن/‏ وطعم الجمرْ/‏ قاسية طرقات الساحل/‏ من غير جيادكَ/‏ شاسعة غابات الدمع/‏ بدون مناديل يديك/‏ قاحلة كل بساتين البحرْ/‏ تغمرنا بالحب وترحل عنا/‏ تتركنا في هذا الزمن المعتم/‏ نتخبط كالغرباءْ/‏ بين مجاهل هذا البر/‏ وطوفان الماءْ.
واختتمت الأمسية بقراءات للشاعر مفرح الشقيقي فكان يشاغب مرايا القصيدة بظمأ الضوء للشعر، ليسطع شغف القوافي وتنساب اللغة بين يديه صوراً عميقة مؤثرة فقرأ يقول:

على مهلٍ تشاغبني المرايا

               وتعبرها إلى شغفٍ خطايا

أسير وآدم الغفران قبلي

                إلى حواء تأكلني الخطايا

أنا الولد الشقي فعَمّديني

             بماء الشعر.. ما ظمأٌ سوايا

سأسترق القصيدة في غيابي

             وأحضر قبلما تخبو النوايا

وإن سطع الكلام بغير قلبي

       زرعت الضوء في قلق الحنايا

معي جمرُ السؤالِ يجسّ روحي

              ويُشعلُني إذا خمدت رؤايا .



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

Trending Articles