تشمل «الموسوعة الشاملة عجمان في ذاكرة أبنائها» كل ما يتعلق بالإمارة من الناحية التاريخية، والاجتماعية، والاقتصادية، والصحة، والتعليم، والثقافة، والمهن والصناعات والحرف، والآثار، ضمن جهد موسوعي بحثي جاء ضمن مشروع موسع يعود إليه كل من هو مهتم بالتاريخ والكتابة بشكل عام حتى الإبداعية منها، وبذلك، فالموسوعة تضم معلومات وحقائق ووثائق وصوراً تاريخية واجتماعية ومعمارية هي من صميم روح عجمان الخالدة في ذاكرة التاريخ والآداب والفنون.
في البداية تجدر الإشارة إلى أن الموسوعة هي نتاج عمل بحثي ميداني جماعي يستند إلى مفردات ومؤشرات المكان، كما يستند إلى الوثائق، إضافة إلى مراجع ومصادر تتصل بماضي الإمارات تاريخاً وتراثاً وفنوناً، إلى جانب دراسات وبحوث في التراث الشعبي، وجغرافيا المدن، والاستفادة من بعض الرحالة والأدباء والشعراء الذين مرّوا بالمنطقة، كما تستند هذه الموسوعة التاريخية المهمة إلى معاجم ألفاظ، ومعاجم مصطلحات غنية معرفياً وثقافياً علاوة على الاستفادة من المفاهيم ذات الصلة بالحياة الاجتماعية مثل الغوص، ولم ينس الباحثون الذين اشتغلوا على هذه الموسوعة الجذور التاريخية للإمارة، وأيضاً من دون نسيان العادات والتقاليد الثقافية الشعبية والتراث الشعبي لمجتمع الإمارات.
بهذا التوصيف الأولي السريع للموسوعة، فنحن أمام «بحر» من المعلومات والمعارف ضمن أربعة عشر فصلاً يليها مادة في غاية الأهمية وهي «معجم المصطلحات والدلالات».
تخبرنا الموسوعة عن الجذور التاريخية الإماراتية، والبعد التاريخي لمنطقة الخليج العربي، وذلك بالعودة إلى آثاريات عريقة تؤكد أن أبناء الإمارات عرفوا الكتابة منذ قرون ما قبل الميلاد، وجاء في الموسوعة أن الإمارات عرفت عصوراً تاريخية عدة تمثلت في فترة العصر الحجري، وفترة الألف الثالث قبل الميلاد، وفترة الألف الثاني قبل الميلاد. وفترة الألف الأول قبل الميلاد التي تعرف بالعصر الحديدي، والفترة الهلنسيتية، والعصر البارثي والساساني، ثم الفترة الإسلامية.
تضيء الموسوعة على الحياة الاجتماعية في عجمان، وسمات المجتمع العجماني قديماً، والتكافل السائد بين أفراد المجتمع.. «..هذه الروح التكافلية وبساطة الحياة ربما منحت الناس غالباً، الإحساس بالأمن والأمان على عائلاتهم وأرزاقهم وجعلتهم يستمرون في عيشهم كجسد واحد..».
مقتنيات زينة المرأة تتمثل في: الشغاب، الكواشي، النثرة، الملتفت، الحقب، المشلحة وغيرها..
وهذه جميعاً عبارة عن عقود أو أساور أو قطع من الذهب والفضة.
نقرأ أيضاً عن المطبخ العجماني والأكلات الشعبية مثل: مجبوس السمك، المشواي، المرغز، تحته، المقلي، المطبوخ، الثريد إلى جانب الحلويات الشعبية والخبيصة، اللقيمات، البلاليط.. الخ.
الحياة الاقتصادية في عجمان قديماً كانت تقوم على الغوص وتجارة اللؤلؤ.. ومن المناطق التي كان يغوص عليها العجمانيون: سوقطرة، وسيلان، ودهلك. تقوم الحياة الاقتصادية أيضاً على صيد السمك والنقل البحري والأسفار الخارجية، إضافة إلى التجارة.
الأسواق الشعبية في عجمان: السوق الرئيسي (العرصة)، السوق الغربي، السوق الشرقي، وسوق الحلويات.
ظهرت في عجمان صناعة السفن ومن أسمائها وأنواعها: السنبوك أو السمبوق، الصمعا، الجالبوت، الشاحوف، البتيل، وصناعة القراقير.
العلاجات الشعبية في عجمان: التجبير، الحجامة، الختان، القراءة في كوب الماء، قبضة العصبة، ومن أشهر الأطباء والطبيبات الشعبيين في عجمان: عبيد بن خليفة سالم بن علي المعروف باسم (غميل)، محمد صالح العوضي، علياء بنت عبيد، فاطمة بنت عبد الله «بيغم»، آمنة بنت أحمد بن فضل العويضة.. وغيرهن.
البدايات الأولى للتعليم في عجمان كما في الإمارات عموماً بدأت بالكتاتيب، ثم الانتقال إلى التعليم النظامي في العام 1953.. وتعود بنا الموسوعة إلى أشهر المطاوعة في عجمان من ناحية تاريخية.. ومن بينهم: المطوع خلفان بن حميد بن عيسى آل الحزية، المطوع عبد العزيز بن عبد الرحمن عون..
وهذه المعلومة تشير إلى أن القراءة والكتابة كانت موجودة في الإمارات قبل التعليم النظامي، وأكثر من ذلك عرفت المرأة القراءة والكتابة مبكراً في الإمارات.. وتقول الموسوعة أن هناك مطوعات منهن: أمنينة العمياء، أمنينة بنت علي، خديجة بنت إبراهيم بن أحمد الجسمي.
موسوعة غنية أيضاً بالمواقع الأثرية التاريخية في عجمان (معلومات وصوراً) إضافة إلى ضوء كاشف على المهن والأدوات الحرفية والأعشاب والأسواق وأدوات زينة المرأة، أما معجم المصطلحات والدلالات فهو، بحق، تحفة لغوية تراثية شعبية إلى جانب الإضاءة على بعض أعلام عجمان، ومعالمها، ونباتاتها، والأسلحة، والألعاب، والأعراس، والأدوية وغير ذلك من سياقات محلية في غاية الأهمية.
الكتاب: الموسوعة الشاملة- عجمان في ذاكرة أبنائها
الناشر: دائرة التنمية السياحية في عجمان
المؤلف: مجموعة من الباحثين