وموصلَ الظلامِ بالضياءِ
أتيتُ بابَكَ الكريمَ أشكو
ومَنْ سواكَ سامعٌ شكائي؟
الظلمُ صارَ في الحياةِ عدلاً
والغدرُ صارَ قِمَّةَ الدهاءِ
والصدقُ لمعُ نجمِهِ تَلاشَى
في ظلمةِ النفاقِ والرياءِ
أرى الحياةَ غابةً تنادَتْ
وحوشُها لوجبةِ الدماءِ
عامٌ جديدٌ جاءَ بالأمانِي
أمْ جاءَ بالدمارِ والفناءِ؟
عشتارُ يا أسطورةَ التحدِّي
ونجمةَ الخلودِ والبقاءِ
مَنْ كبَّلَ الأسودَ في عرينٍ
وأطلقَ الضباعَ للعشاءِ؟
مَنْ زَفَّ هُولاكُو إليكِ قسراً
وبشَّر الغُزَاةَ بالوَلاءِ؟
وخَيَّر النهرينِ بينَ مجرى
أو عودةِ التيارِ للوراءِ
بغدادُ أينَ ضحكةُ الندامَى
على ضفافِ النهرِ في المساءِ؟
قيثارُكِ الحزينُ كادَ يبكِي
كأنهُ في محفلِ العزاءِ
مَنْ صادَرَ الأحلامَ والأماني
ورشَّ فيكِ دمْعَ كرْبَلاءِ؟
أرضَ الرشيدِ هذهِ شجونٌ
كغيمةٍ تجولُ في سَمائِي
سِرْ يَا عِرَاقُ مركباً تهادَى
أمّا عَجَاجُ الموجِ للأعداءِ.