سعيد سالم، روائي وقاص مصري، ينتمي إلى جيل الستينات، وهو غزير الإنتاج، يرتبط في إبداعه بالبحر، باعتباره الرافد الأول في ما يكتبه، وقد أنتج 30 عملاً سردياً ما بين الرواية والقصة القصيرة، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في مصر، وله كتابان هما «نجيب محفوظ الإنسان» و«الإسكندرية قبل 25 يناير»، جمع في الكتاب الثاني شهادات أدباء الإسكندرية عن الثورة وما قبلها، أما الكتاب الأول فقد نشر فيه مجموعة الرسائل المتبادلة بينه وبين نجيب محفوظ، حيث امتدت علاقته به نحو 40 عاماً.
* كيف كان تأثير مدينة الإسكندرية فيك إبداعياً؟
- البحر عندي ليس الإسكندرية فقط، لكنه الروح التي تمدني بطاقات فنية وإبداعية وإنسانية متميزة، كتبت عنه كثيراً، ونظرتي إلى الإسكندرية ليست نظرة إقليمية إلى مدينة أحبها، فهي جسد كبير وأنا معجون بها.
* تكتب القصة والرواية، أي الأشكال الأدبية أقرب إلى روحك؟
- أعشق الرواية، وتأتي القصة القصيرة في المركز الثاني من اهتماماتي، ثم بعد ذلك المسرح والكتابة النقدية، وتظل دائماً الكتابة عندي نوعاً من التجريب المتواصل، ولا أجهز للحالة التي أريد كتابتها، بل أتركها تأخذ مداها حتى تكتمل.
* كانت تجمعك علاقة بكبار الكتاب من جيل الرواد.. ما أثر ذلك فيك؟
- لم تكن علاقات عابرة، فقد تعارفت وتصادقت مع عدد كبير منهم، مثل يوسف إدريس، ويوسف عز الدين عيسى، وغيرهما من بناة التاريخ الأدبي المعاصر، عايشت تجاربهم وتعلمت منهم، رغم حرصي على خصوصية تجربتي، كما انفتحت على الآداب العالمية، خاصة الأدب الفرنسي، كما أنني متابع جيد للإبداع الجديد لدى الشباب، فالكاتب لا بد أن يتعرف إلى تجارب الآخرين، ويعرف تطور آليات الكتابة، خاصة في مجال الرواية التي تتغير بين يوم وليلة.
* لماذا توقفت فترة من حياتك عن الكتابة؟
الكتابة حالة من الرغبة تلحّ على الكاتب، فيكتب ويضيف، وقد توقفت عن الكتابة لمدة، كانت فترة مراجعة وتأمل، وليست هرباً من الواقع، وقد أدركت بعد هذه السنوات أن الكتابة جزء مهم في حياتي، فالتوقف عن الكتابة يعني الموت، فهي الحياة بكل ما فيها.