نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي في مقره بالمسرح الوطني، أمس الأول، أمسية شعرية أحياها الشاعر عباس جيجان، بحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، واللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعدد كبير من الأدباء وجمهور الشعر.
قدمت للأمسية الشاعرة شيخة الجابري، موضحة أن عباس جيجان قامة لها باع طويل في كتابة القصيدة، وهو صاحب حنجرة عراقية متفردة تتسلل إلى الأفئدة بسرعة البرق، فهو شاعر شعبي عراقي يحمل الجنسية الهولندية، من مواليد البصرة، له قصائد سياسية ووطنية واجتماعية، كما أن له إطلالات على الفضائيات العربية من خلال عدة برامج منها شاعر المليون وإضاءات.
في مستهل الأمسية رحب الشاعر جيجان بالحضور، معبراً عن بالغ سعادته بتواجده في أبوظبي الخير التي يعشقها بأهلها وشيوخها وناسها الطيبين، ثم تغنى بأولى قصائده مادحاً صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه قائلاً:
دولة البانيها زايد
معجزة ويصعب شرحها
قافلة بالحب تسير
ما همها كلب نبحها
أبوظبي جوهرة الزمان
تكحل عيون إلي لمحها
مثل كعبتنا نحبها
مقدسة وعالي سطحها
عقب ذلك أنشد قصيدة أهداها إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، موضحاً فيها مواقفه النبيلة تجاه وطنه وأمته العربية والإسلامية وتجاه الإنسانية كذلك، طالباً من سموه السماح إذا كان الشعر فيه تقصير؛ لأن من الصعب أن يفيه الشعر حقه الكبير، ويصفه بصقر العروبة، وواهب الصحراء، والوطن الكبير.
ثم قرأ قصيدة غزل أهداها للمغرب العربي، وقصيدة أخرى يسرد فيها قصة لقائه مع شابة هولندية، وما دار بينهما من حديث حول وطنه العراق، وحنينه لأهله، وعطشه الدائم لماء دجلة.
وأنشد جيجان قصيدة «ما أنت بعيد» تغنى فيها بتراب العراق، واصفاً إياه بالهيل والزعفران، وما ألمّ به من ويلات الحروب والحصار، وما تعرض له الأطفال من قتل وإبادة، موضحاً أن العراق أول وطن وضع سيدنا آدم عليه السلام قدمه عليه، وأول وطن رست عليه سفينة نوح، وهو أول من علم الأبجدية للتاريخ، وأول من سن القوانين.
وبمناسبة يوم الأم قرأ قصيدة أهداها لأمه، شاكياً فيها ألم الغربة وفراق الوطن والأهل، مضيفاً أن الحزن متجذر في العراقيين لا أحد ينافسهم فيه، كما تغنى بالبصرة، وشط العرب، والسيّاب، ووصف حال امرأة عراقية لاجئة في زورق مهرب عبر البحر، وما واجهها من ويلات وأهوال.
وختم جيجان الأمسية بقصيدة أهداها للفنانة الأمريكة «أنجيلينا جولي» على إنسانيتها الراقية، واهتمامها باللاجئين والنازحين والأيتام، يقول فيها:
شكراً سيدتنا أنجيلينا
يا ملاك وجاي لينا
شكراً لفنك الراقي
وهلت دموعك بايدينا
إحنا مفجوعين يا ست
يوم على الدنيا وعينا
عقب ذلك كرم حبيب الصايغ الشاعر جيجان، والشاعرة شيخة الجابري، وسلمهما شهادتي تقدير من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.