Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

حلم تحقق

$
0
0
محمد ولد محمد سالم

أكاديمية الفنون حلم تحقق ومطلب وجد أذناً صاغية..
منذ انطلاق الحركة المسرحية في الإمارات، ومعهد الفنون المسرحية حلم لدى كل المسرحيين، وفي البداية كانت قلة المشتغلين بالمسرح والمهتمين به، وندرة الطلاب الراغبين بالتخصص فيه، لا تشجع على إقامة معهد للفنون لأنه لن يجد العدد الكافي لتشغيله، وقد اكتفت وزارة التعليم ببعث الطلاب إلى الخارج لدراسة المسرح، واكتفت المؤسسات الرسمية المعنية بالمسرح بإقامة الورش التدريبية لصقل مواهب الهواة والمشتغلين بالمسرح، وظل الأمر على هذه الحال لسنوات متواصلة، حتى كان قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة الذي أعلن عنه مساء أمس الأول في ختام الدورة السابعة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، القاضي بإنشاء «أكاديمية للفنون يتم فيها تدريب وتأهيل عشاق المسرح»، متوجاً بذلك مسيرة طويلة من التأسيس والإنجازات المسرحية التي طالت التكوين والتأهيل والبنى التحتية واللوائح التنظيمية، وغيرها.
تأتي أكاديمية الفنون في لحظة تاريخية أصبحت فيها ضرورة بعد أن تضاعف زخم المسرح في الساحة الإماراتية، وأصبح الاشتغال به متواصلا على مدار العام، فقد بلغ عدد المهرجانات المسرحية ثلاثة عشر مهرجانا رسميا، على رأسها مهرجان «أيام الشارقة المسرحية»، الذي مرت عليه عقود متوالية ظل فيها المحرك الذي يدفع عجلة المسرح نحو الأمام، ومركز التقاء وفاعلية المسرحيين الإماراتيين، وفي غياب أكاديمية للمسرح كان مهرجان أيام الشارقة هو المعهد الحر الواسع الذي تعلم فيه معظم المسرحيين الإماراتيين، وكان استمراره لهذه السنوات أهم عامل في توفير الفضاء المناسب للعمل المسرحي واتساعه فظهرت مهرجانات أخرى، جديدة تلبي الحضور المتزايد للمسرح في المجتمع، منها «الموسم المسرحي الصيفي» الذي يطوف بمسرحيات مختارة من أيام الشارقة المسرحية على عدة مدن، وتنظمه جمعية المسرحيين الإماراتيين التي تنظم أيضا «مهرجان الإمارات لمسرح الطفل»، الذي يهدف إلى خلق حالة مسرحية في الوسط المدرسي، وتلبية حاجات الطفل الفكرية والمعرفية، والمساهمة في بناء مستقبله، ومثله «مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي» الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة، الذي يعم جميع مدارس الشارقة، ويوفر فرصة لطلاب المدارس للتعرف إلى المسرح، وممارسته والاكتشاف المبكر لمواهبهم.
كذلك تأتي الأكاديمية بعد أن استكملت البنى التحتية على مستوى المسارح في الشارقة بشكل خاص، وفي بقية مدن الإمارات حيث تتوفر كل المدن على مسارح مجهزة بأحدث التجهيزات، تلبي حاجة العروض والتدريبات، وبعد أن بلغ عدد الفرق المسرحية الأهلية ما يقارب عشرين فرقة مشهرة، إلى جانب نوادٍ وتجمعات أخرى غير خاصة، ينضوي تحت كل منها عشرات المسرحيين من محترفين وهواة، كبارا وشبابا وأطفالا، ما يعني أن الأكاديمية ستجد أمامها عشرات بل مئات من الشباب الإماراتيين الراغبين بالانخراط في التعليم الأكاديمي في مجال المسرح والدراما، وستجد ساحة مسرحية ودرامية قابلة لاستيعاب خريجيها، ليس على مستوى المسرح فقط بل على مستوى الدراما التلفزيونية أيضا، نظراً للتطور الكبير في الدراما الإماراتية والخليجية، وحاجتها إلى العنصر البشري المحلي في التمثيل والإخراج والكتابة، وغير ذلك، وكانت مطالبة صاحب السمو حاكم الشارقة في افتتاح دورة الأيام هذا العام بضرورة العناية بالمسلسلات المسرحية التلفزيونية، وجعل رسالتها رسالة أخلاق وقيم إنسانية، وإعلان سموه عن أن تلفزيون الشارقة سوف يبدأ في إعداد مسلسلات في هذا الاتجاه، إشارة وتأكيدا على أهمية التكوين والتدريب في مجال المسرح والدراما، لإخراج متخصصين واعين بفنهم، وبالدور الذي يقومون به اتجاه وطنهم وأمتهم.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>