يستحق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كل حفاوة وتقدير لعمله القيادي والإداري والفروسي والأدبي، وسموه رجل حكم يؤمن بالتفاؤل والإيجابية، ويعمل على رأس فريق ينطلق في أدائه من فكر حيوي يثق بالطاقة الخلاقة في عقل الإنسان، وسموه يسابق الزمن نحو المستقبل، ومن المعروف للقاصي والداني أن كلمة مستحيل ليست موجودة في قاموسه العملي المتجدد.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بكل معنى الكلمة هو رجل العصر، كما جاء في عنوان هذا الكتاب الذي بين أيدينا اليوم للقراءة والتأمل والتفكر في عقلية قيادي متفتح. رجل مبادرات ويحترم ويقيم المبادرات العملية التنموية المتفائلة، ويستقبلها بفحص نقدي وروح مرنة تكافئ العقل الإنتاجي، وتوفر له بيئة إيجابية دائماً، والسعادة والإيجابية باتتا اليوم مقترنتين بلغة وأدبيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الاسم العلم. والاسم الإماراتي العالمي الذي حوّل دبي إلى أيقونة محبة وسعادة وطمأنينة في جهات العالم الأربع، كما صنع منها نموذجاً مثالياً في الإنتاج الدائم.
بهذه الرؤية نقرأ كتاب «آراء وشواهد في رجل العصر- صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم»، تأليف وإعداد ومقابلات علي حسن خلف صقر الذي توج كتابه بإهداء جدير أن نأخذ منه هذه الكلمات المضيئة ذات الدلالة والمحبة والانتماء في إهدائه يقول المؤلف: «إلى صاحب الرؤية والإبداع وبعد النظر والفكر، إلى من نظر خلف جدار الأيام وفوق تلال السنين، إلى صاحب البصيرة النافذة والخبرة المتقدة والطموح العالي..».
نعم، إن شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تؤالف بين كل هذه الصفات التي قام عليها إهداء المؤلف.. أما مقدمة الكتاب فجاءت بلغة أدبية معرفية واضحة غطت جوانب متعددة وحيوية في شخصية سموه، سواء في السياسة أو في المجال الاجتماعي والإنساني، كما أشار المؤلف إلى مكانة المرأة في فكر وثقافة سموه.. وقال: «لقد أولى الشيخ محمد بن راشد المرأة مكانة تستحقها، حتى نالت من اهتمامه ورعايته الشيء الكثير، فهو يكنّ لها احتراماً لا حدود له، ويرى أنها نصف المجتمع، وأنها مدرسة يجب إحسان إعدادها وتأهيلها لتسهم في بناء المجتمع ونهضة الوطن..».
وبالفعل، وصلت المرأة في الإمارات وفي ظل القيادة الحكيمة إلى مراتب رفيعة في الإدارة، والدبلوماسية، والعسكرية، والثقافة والفنون والآداب، والإعلام، والتربية، والمجالات العلمية والأكاديمية، وذلك بفضل البيئة الثقافية الاجتماعية المتفتحة والمستقبلية في الإمارات. وإلى جانب المرأة أشار المؤلف إلى اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بفئة الشباب التي تمهد دائماً خريطة الطريق نحو المستقبل. يقول المؤلف.. «.. مكانة الشباب لدى الشيخ محمد في صدارة اهتمامه وفي مقامة أولوياته، كيف لا وهم رجال المستقبل وعدة الوطن وفلذة الأكباد، فهو يرعاهم من نعومة أظفارهم، وفي مدارسهم وجامعاتهم لينالوا من العلم أعلاه وأحسنه بإشرافه واهتمامه..».
يقرأ المؤلف علي حسن خلف صقر شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يقول: «.. يمتلك مقومات القيادة الرئيسية وهي: النضج والاستقامة وحب التعلم والشجاعة»، ويضيف المؤلف: «.. الكل يلاحظ أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دائماً ما يعتمد على ركيزتين أساسيتين في سياسته وهما: إشراك الآخرين معه لخلق هدف ومغزى مشترك، والمشاركة في التعبير وأخذ الآراء..».
يستند المؤلف في فصول كتابه إلى مقولات لسموه، ففي فصل «الحياة السياسية والعسكرية» نقرأ هذه المقولة لسموه «استعادة التضامن العربي تبدأ بأن ندرك حجم ومدى الخطر الذي يحيق بنا جميعاً». ومن المقولات الأخرى لسموه والتي تمثل نوعاً من العتبات التي ينطلق منها المؤلف قول سموه: «إذا كانت العربة هي السياسة، والحصان هو الاقتصاد، فيجب وضع الحصان أمام العربة».
«الفروسية ليست مجرد ركوب الخيل، بل هي أصالة وسلوك، ولقد ولدت على حب الخيل».
«إن الحفاظ على الريادة وإدامة النمو والازدهار يتطلبان الانتقال إلى عصر اقتصاد المعرفة بأسرع ما يمكن».
يضيء المؤلف على النبوغ المبكر لسموه في السياسة وفي العسكرية، ويشير إلى المناصب التي تقلدها سموه، والمدارس الحياتية والعملية التي كونت فكره وتكوينه السياسي والعسكري ويقول «.. سموه تعلم من مدرسة الحياة ومن المدرسة الأبوية، فلقد كان لملازمة الشيخ محمد والده في كل منشط سياسي وعسكري أثر كبير في نقش حجر السياسة وإبداع لوحة العسكرية معاً..».
يغذي المؤلف كتابه بشهادات من شخصيات ونخب متخصصة في مجالات حيوية عدة، وتقول الشيخة لبنى القاسمي وزيرة دولة للتسامح: «إن سموه يركز في استراتيجيته على التالي: الاهتمام الأول بالمواطن من حيث إيجاد فرص العمل وتهيئته للتغيرات الاقتصادية، والتركيز على الشفافية في العمل، وتقديم العمل الحكومي وفق أعلى المستويات في المجتمع، والاهتمام بالمناطق النائية وتفعيل دورها الاقتصادي، والتركيز على الاقتصاد المنفتح الذي يساعد على استقطاب الاستثمار الأجنبي، ووضع دولة الإمارات على الخارطة الاقتصادية العالمية بأنها بوابة الشرق الأوسط في التجارة».
هذه رؤية موضوعية مهنية للعقل الاستراتيجي الذي يمتلكه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومن خلال هذا العقل الإيجابي العملي والعلمي معاً بنى مدينة من الضوء واللؤلؤ والحيوية الاجتماعية العالمية.
وفي الجانب الرياضي يقول المؤلف «إن سموه برع في رياضات مختلفة... وهو يهوى الصيد ويشجع الرياضة والرياضيين بعطاء وسخاء من دون حدود..».
إن هذه الروح الرياضية عند سموه وبتجليات معنوياتها العالية دائماً، قد انعكست في الروح الشابة من الجيل الجديد في الإمارات التي وصلت إلى تظاهرات عالمية مرموقة، ارتفع فيها علم الإمارات بهمة أبنائها الرياضيين ونموذجهم في ذلك قادة البلاد وحكامها الحريصون على نجاحات واجتهادات أبناء الدولة.
إن الشهادات والانطباعات والمادة التي قام عليها هذا الكتاب، سواء أكانت توثيقية أم ثقافية أم تاريخية، هي معاً كلمة حق في مسيرة رجل قيادة وإبداع وتنمية ومعرفة وأدب وفروسية جوهر ثقافته النجاح والرقم واحد والمستقبل والإيجابية، وأحسن المؤلف أن ثبّت الكثير من حكم وآراء سموه بكلمات بلاغية صافية تبعث دائماً على الثقة والقوة والصفاء النفسي والروحي.
يكتبها: يوسف أبولوز