Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

حبيب الصايغ: الشيخ زايد أول المؤسسين للتقارب بين العرب والصين

$
0
0
أبوظبي: مجدي زهرالدين

أكد حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان من أوائل الذين أسسوا في العصر الحديث لتقريب الثقافة العربية إلى الصينيين في بلادهم، مؤكداً أن الصين تعتبر شريكاً تجارياً وإستراتيجياً مهماً لدولة الإمارات.
جاء ذلك خلال ترؤسه وفد الجانب العربي المشارك في ملتقى التبادل الثقافي العربي الصيني الذي عقد أول أمس ضمن فعاليات المعرض، في حين ترأس الجانب الصيني، وو شانغ تشي، نائب وزير الدولة للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون الصيني، بحضور الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعدد من كبار الكتّاب والأدباء الصينيين والعرب.
وقال الصايغ في الكلمة الافتتاحية للمنتدى: «يتيح مكان وزمان أبوظبي والإمارات مثل هذا اللقاء في حضور مميز لأصدقائنا الصينيين ونخبة من الكتّاب والأدباء والمثقفين والإعلامين العرب».
وأضاف إن اللقاء في حد ذاته، مهم وضروري، خصوصاً حين يتناول العلاقة بين الثقافة العربية والصينية، بدءاً من ذلك التاريخ المضيء على امتداد التاريخ، مروراً بطريق الحرير الذي مازال محفوراً في قلوبنا.
وتساءل في كلمته: هل نعود إلى طريق الحرير أو نعيده اليوم، وهل السبل المؤدية إليه سالكة؟
وقال: الثقافة هي اليقين، وبيننا من المشتركات ما يحوّل المستحيل إلى ممكن. الثقافة طريق، والثقافي؛ بالمعنى العميق لكن الشفيف في آن معاً، هو سياسي بالضرورة. هذا إذا أردنا التمسك بالبذور والجذور.
وتابع الصايغ: نحن قوم تربينا منذ أول الطفولة، ومنذ نوافذنا وصباحاتنا الأولى، على مأثورنا المحفور، هو الآخر في قلوبنا، وكأنه يؤسس، أبداً، لكتابة مصاير مزهوة بنهاياتها السعيدة: اطلبوا العلم ولو في الصين.
وأوضح أن الصين اليوم أقرب مما يتخيل أو يتصور، وهي حاضرة بكل ثقلها الحضاري والثقافي والتجاري، الصين هناك وهنا وفي كل مكان، فهلاّ تأملنا المشهد من جديد؟ ليست لغزاً ولم تعد أحجية.
وأردف: وعلينا كعرب وصينيين، أن نتعرف، من خلال التبادل الثقافي والمعرفي، إلى بعضنا بعضاً، أكثر وأكثر.
وقال: لقاؤنا، هذه المرة، يتيح فرصة نادرة لبدء علاقة أبجديتها الكتابة والكتاب، وحرفها الأول تعزيز شراكة حقيقية في مجالات الحياة كافة، وأولها مجال الثقافة والإبداع.
وأشار إلى أن مؤسس هذه الدولة، القائد الرمز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، انتبه إلى ذلك منذ عقود، حين أسس لتدريس وتقريب الثقافة العربية إلى أصدقائنا الصينيين في بلادهم، عبر إطلاق مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين.
وتابع الصايغ: اليوم، ها هي الصين، شريك تجاري واستراتيجي للإمارات وها هي الصين، اليوم، ضيف شرف المعرض في دورته السابعة والعشرين، ولهذا، بالإضافة إلى رمزيته الطاغية، ما يماثله في التطبيق على الأرض، حيث الصين صديق تقليدي ومعاصر للعرب، وحيث علينا نحن قبيلة الأدباء والكتاب والإعلاميين العرب والصينيين، العمل الواعي، والمخطط له جيداً، على ترسيخ هذا الواقع وتعزيز مكتسباته.
وقال الصايغ لدينا في الاتحاد العام للأدباء و الكتّاب العرب مشروع كبير لترجمة أبرز الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية والعكس صحيح أيضاً، ويسعدنا كثيراً أن نترجم من خلال هذا المشروع الإبداعات الصينية.
وختم الصايغ بالتأكيد على ضرورة أن يخرج الملتقى بإيجاد صيغة للتلاقي المستمر والمستدام في المستقبل ما بين الجانبين، وذلك حتى يتم التوصل إلى نتائج إيجابية من عملهم.
من جانبه عبر وو شانغ تشي، عن أمله في أن يؤدي الملتقى التعاون الأدبي بين الصين والدول العربية وإلى زيادة حصيلة الترجمة والنشر المتبادلين القائمة على الجهود المشتركة التي ينهض بها الأدباء والمترجمون والناشرون والباحثون من الطرفين، وإلى تقديم محتوى أكثر ثراء وأشكالاً أكثر تعدداً من الروائع الأدبية إلى القراء الصينيين والعرب.
وقال إن التواصل الأدبي ما بين الصين والدول العربية موغل في القدم، وراسخ في الجذور، وفي العصر الحديث بذلت الصين جهوداً مثمرة في تقديم الأعمال الأدبية العربية وترجمتها، إذ تم في القرن العشرين ولا سيما منذ تأسيس الصين الجديدة ترجمة ونشر عدد ضخم من أبرز المؤلفات الأدبية العربية من لبنان ومصر وسوريا وفلسطين والسعودية والمغرب والجزائر والعراق.. إلخ، وقد وصل إلى الصين كتاب (ألف ليلة وليلة) منذ ما يزيد على 100 عام وبلغ عدد الطبعات المترجمة منه إلى الصينية أكثر من 600 طبعة.
وأشار إلى الجهود المشتركة التي بذلتها أجيال متعاقبة من الأدباء والمترجمين والناشرين والباحثين من الصين والبلدان العربية في سبيل حصاد ثمار اليوم من التبادل الأدبي المثير للإعجاب بين الجانبين، والذي أسس لقاعدة متينة واسعة، لما صار عليه التبادل الأدبي بين الجانبين في يومنا هذا.
وقال إن الهيئة الوطنية للصحافة و النشر و الإذاعة و التلفزيون بالصين قامت بتنفيذ عدة مشاريع تمويلية للترجمة، تشمل مشروع النشر العالمي للكلاسيكيات الصينية)، و مشروع «عبق الكتب على طريق الحرير»، وخطة تبادل ترجمة الكتب بين الصين والعالم، والتي ترمي جميعها إلى دعم وترويج الأعمال الصينية المتميزة خارج الصين وتوسيع نطاق ترجمتها ونشرها، حتى يتسنى لشعوب العالم ومن بينها الشعوب العربية الاطّلاع على المؤلفات التراثية والمعاصرة المتميزة في الصين.
وشهد الملتقى جلسة حوار مفتوحة ناقش فيها عدد من الكتّاب و الأدباء العرب و الصينيين سبل تعزيز العمل الثقافي المشترك، والدور الذي يلعبه الأدب في بناء الحضارة الإنسانية والتعبير عن مستوى التقدم الذي تحققه الشعوب.
وأكد الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب على أن العلاقة الثقافية والأدبية هي العلاقة الأكثر سواءً بين الشعوب مستشهداً بما قاله الروائي الكبير نجيب محفوظ «الشراكة السياسية بين الشعوب هي مسألة مستحيلة، والشراكة الاقتصادية صعبة لكنها ممكنة، لكن الشراكة الممكنة و السهلة هي الشراكة الثقافية».
وقال الكاتب الصيني تشاو ون شيوان إنه على يقين من أن الأدب العربي لا يقل عن نظيره من الآداب العالمية الأخرى وذلك بسبب الحكمة والعمق التي يتحلى بهما وهي صفة مشتركة تجمعه مع الأدب الصيني، داعياً إلى تمهيد طريق حرير جديد لنقل الآداب الصينية إلى البلاد العربية والعكس صحيح.
واعتبر الكاتب الصيني ليوجين يون أن كلا الأدبين العربي والصيني يتمتعان بالعمق الفلسفي والإنساني وقد ظهر ذلك جلياً عبر جميع المراحل التاريخية، لكنه أرجع عدم قدرتهما على كسر هيمنة الأدب الغربي عالمياً إلى عامل اللغة التي يكتبان بهما والتي لا تزال تشكل عائقاً أمام انتشارهما، فالأدب الغربي يكتب معظمه باللغة الإنجليزية التي هي لغة العصر بحكم التطور التقني والتكنولوجي الذي حققته البلدان الناطقة بها مما جعلها لغة العمل الأولى عبر العالم.
من جهته نوه الأديب الدكتور خليل دومة إلى الدور الذي يلعبه الطلاب والباحثين الصينيين الذين درسوا اللغة العربية وتخصصوا بها في تعميق التواصل الثقافي ما بين الجانبين من خلال ترجماتهم وأبحاثهم وأيضاً تجربتهم الواقعية خلال فترات الدراسة التي يقضونها في العالم العربي.
وتحدث الأديب الصيني ماي جيا الذي يلقب في بلاده ب«أبو أدب الجاسوسية» عن الدور الذي لعبه طريق الحرير في انتقال الأدب والرواية الصينية إلى العالم العربي.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>