استضاف مجلس حوار، أمس الأول، الفائزين ب«جائزة الشيخ زايد للكتاب» في دورتها الحادية عشرة؛ وذلك على هامش فعاليات المعرض، بحضور الدكتور علي بن تميم الأمين العام للجائزة، وعدد من المسؤولين في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعدد من الأدباء والكتّاب.
أعرب الدكتور عبد الله العروي الفائز ب«جائزة شخصية العام الثقافية» عن بالغ شكره وامتنانه للقائمين على الجائزة وسعادته بوجوده في الإمارات، موضحاً أن هاجسه الأساسي يتمثل في نقد الموقف التقليدي الشائع في الثقافة العربية، والقائم على الانتقائية، بمعنى أن نأخذ من كل مدرسة فكرية الأفضل، ودعا العروي إلى استخدام المنطق في حياتنا، وضرورة أن نعتمد الرؤية التاريخية الواعية بأبعادها المختلفة كأساس للتفكير والاختيار، بما يوائم حاجاتنا، ويضعنا في مناخ العصر.
وتناول تامر سعيد مدير «مجموعة كلمات»، التي فازت ب«جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية»، وهي دار أسستها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وتعد دار النشر الأولى في الإمارات المختصة بنشر وتوزيع كتب قيّمة للأطفال باللغة العربية، وإنتاجها وفق المعايير العالمية، وتتميز «مجموعة كلمات» بتصاميمها الخلاقة، ورسوماتها اللافتة للأنظار، إضافة إلى المضمون الهادف والمبتكر في الكتب الصادرة عنها.
وقال عباس بيضون الفائز ب«جائزة الآداب» عن روايته «خريف البراءة»، عن كتابته الرواية بعد أن عرف كشاعر: «هذا ليس انتقالاً من الشعر إلى الرواية، لقد وجدت نفسي دائماً بين النثر والشعر منذ اللحظة الأولى التي مارست فيها الصحافة؛ حيث كنت اقترب دائماً من النثر، لقد كتبت قصيدة النثر، التي تعد مزاوجة بين الشعر والنثر، ولا أظن أن الفارق كبير بين الشعر والنثر، وقد استطاع الكثيرون أن يمزجوا بين هذين الجنسين الأدبيين، فهناك العديد من الشعراء الكبار الذين كانوا ناثرين كبارا في عصرنا مثل لورانس داريل، الذي بدأ شاعراً، وحافظ على الشعر في روايته رباعية الإسكندرية».
وأضاف: إن الشعر يحتاج إلى تركيز هائل للحظة مفتوحة على العالم والأسطورة بواسطة الصور واللغة والرموز، بينما الرواية هي قبض على لحظة راهنة، ما يتطلب أدوات أخرى.
وقال بيضون: «إن رواية «خريف البراءة» تتحدث عن الإرهاب، وفيها تصوير للحظات ترويع عاشها بعضهم، موضحاً أن ثقافة الترويع لا علاقة لها بتاريخنا وتراثنا».
من جهتها، تحدثت لطيفة بطي الفائزة ب«جائزة أدب الطفل والناشئة» عن قصتها «بلا قبعة»، قائلة
أنها بدأت بكتابة الحكايات الشعبية، وأن قصتها الفائزة تحكي عن مدينة يولد فيها الناس بألوان وأشكال مختلفة، ويرتدون القبعات، إلى أن تجرأت طفلة يوماً، وخلعت قبعتها فرأت القمر والنجوم وشمت رائحة الزهور، وسمعت صوت الطيور، رأت الطفلة عالماًَ ملوناً وجميلاً، وعرف الجميع أنها أصبحت بلا قبعة، وفي القصة دعوة إلى تقبل الاختلاف، وعدم قبول الأفكار الجاهزة والنمطية دون إعمال الفكر فيها، كما يحفز الكتاب الأطفال على التواصل مع الطبيعة وسحرها.
وتحدث الدكتور محمد شحرور الفائز بالجائزة في فرع التنمية وبناء الدولة عن كتابه «الإسلام والإنسان»، الذي تناول فيه الأسس الثابتة للإسلام كالإيمان والمواطنة والولاء، واعتمد في كتابه الذي يعد تطويراً لمشروعه الفكري، قاعدة الترتيل منهجية له، والمقصود بالترتيل هو بناء نسق يضم الموضوعات المتشابهة الواردة في آيات قرآنية مختلفة، ويحاول الكتاب إعادة قراءة النصوص في ضوء مفاهيم جديدية كالحرية والمواطنة والإيمان والإسلام، بعيداً عن مفاهيم الصراع والاختلاف، التي قادت إلى تصورات مشوهة عن الإسلام.
وقال سعيد الغانمي الفائز بالجائزة في فرع الفنون والدراسات النقدية عن كتابه«فاعلية الخيال الأدبي»، تعالج هذه الدراسة موضوعاً نقدياً دقيقاً، وهو دراسة نصوص الأساطير والفلسفة والتاريخ القديم في بلاد الرافدين، كما أن موضوع الكتاب يقع بين تخصصات مختلفة فلسفية وأثرية وتاريخية قديمة، وقد استعانت الدراسة بمرجعيات متعددة، ووظفت مجموعة كبيرة من المصطلحات والمناهج النقدية الحديثة على نحو منهجي سليم.
وتحدث الدكتور زياد بوعقل الفائز ب«جائزة الشيخ زايد للترجمة» عن ترجمته كتاب «الضروري في أصول الفقه لابن رشد»، موضحاً أنه ترجم كتاب ابن رشد إلى الفرنسية تحت عنوان «ابن رشد.. الفلسفة والشرع» محاولاً تقريب الكتاب إلى القارئ الفرنسي، ما أضاف إلى قيمة الكتاب المعرفية قيمة تواصلية، هدفها الانفتاح على الآخر بلغة زمننا، ولهذا فإن الكتاب يسهم في التعريف بالمتن الرشدي للباحثين بالفرنسية في الفلسفة العربية، ويشجع على استيعابها والحوار معها.
وتحدث الباحث الدكتور دافيد فيرمر الفائز ب«جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى» عن كتابه «من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر»، وهي دراسة فلسفية لفكر ابن باجة، تبرز بصورة تكاد تكون غير مسبوقة فرادة هذا الفيلسوف الأندلسي، ودوره في تعريف الثقافة الغربية بفلسفة أرسطو لدى انبعاث الاهتمام بفكر المعلم الأول اعتباراً من القرن الثالث عشر الميلادي.
أبوظبي: نجاة الفارس