محمد سليمان: كل شاعر يحلم بكتابة القصيدة الأجمل

ينتمي الشاعر «محمد سليمان»، إلى جيل السبعينيات، وقد شارك هو ومجموعة من الشعراء في تأسيس «جماعة أصوات» الأدبية، وتتميز لغته بالبساطة والعمق في آن، وهو ما بدا واضحاً في دواوينه ومنها: «سليمان الملك ـ هواء قديم ـ أعشاب صالحة للمضغ»، وقد صدرت مؤخراً الأعمال الكاملة للشاعر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. هنا حوار مع محمد سليمان فإلى التفاصيل.
* كيف تقيم تجربتك الإبداعية بعد صدور الأعمال الكاملة؟
- نهتم كثيراً بالأعمال الكاملة في الوطن العربي، وفي الخارج يهتمون بالمختارات، يسعى الشعراء عندنا إلى فكرة الكم، فيصدرون بعض الأعمال الأولى، التي يحسن التخلص منها عند صدور الأعمال الكاملة، وقد استفدنا كثيراً كجيل، حين جاء النشر متأخراً، ما أتاح لنا إمكانية استبعاد التجارب غير الجيدة.
* لماذا إذن استبعدت ديوانك «أحاديث جانبية»؟
- عند نشر ديواني الأول، كان هناك ديوان ظل مركوناً في الأدراج، وهو «أحاديث جانبية»، ولا يجمع بين قصائده أي رابط، على خلاف معظم دواويني إذ يجمعها سياق ما، وبالتالي كان الديوان تجربة عابرة، ورغم مرور سنوات طويلة على تجربتي الإبداعية، لم أكتب ما أحلم به، وما زلت أسعى نحو القصيدة الأجمل، وأرى أن كل شاعر حقيقي يظل مسكوناً بهذا الحلم، فبعض الشعراء يجترون تجاربهم، وعلى الشاعر الحقيقي أن يجدد جلده، يفكر ويقرأ ليرى حجم إنجازه.
* هل حاولت أن تقف في لحظة تأمل لترى حجم ما أنجزته؟
- كل شعراء العالم يقفون في لحظة تأمل، قدماء النقاد تحدثوا عن إجادة الشعراء، وعلى الشاعر أن يتأمل ما قدمه، حتى يجدد رؤيته بين كل قصيدة وأخرى، هناك قصائد أسميها تجارب شعرية، بمثابة احتشاد للقصيدة الأقوى، كان عندي فرصة لاستبعاد بعض الدواوين، وأنشر ما أعتقد أنه يمثل تجربتي.
* مع ذلك لم تستبعد ديوانك الأول «قصائد أولى».
- هناك تداخل بين هذا الديوان وديواني «أحاديث جانبية» و«القصائد الرمادية» الذي نشر عام 1984، لقد انتخبت قصائد من هذه الدواوين، لنشرها في الأعمال الكاملة.
* هل تـذكـر ملابســات البيان الذي نشــــر في أحد دواوينك وكــــان مكــــرساً للهجوم على الشـــاعر الراحـــل أمـــل دنقــــل؟
- كان ذلك سبب انسحابي من «جماعة أصوات»، اعترضت على هذا البيان، فقد كان أمل صديقي، وكان من المفروض أن يصدر ديوان لعبد المنعم رمضان، وبه بيان يمجد تجربة محمد عفيفي مطر، كانت المسألة تدور في إطار شخصي، وأنا بطبعي لا أميل إلى مثل هذه الصراعات، التي تضر بالحالة الإبداعية، وعموماً فإن الجماعة الأدبية لها وظيفة، ينتهي دورها بأداء هذا الدور، وإلا تحولت إلى ما يشبه التنظيم الإرهابي الثقافي، وعلى كل شاعر أن يضيف إلى تجربته، أو ينزوي بعيداً.
* خطابك الشعري قريب من القارئ ما سبب ذلك؟
- أن تعيش في القرية، ثم تأتي إلى المدينة، لتواجه المشاكل، وتصارع لأكثر من نصف قرن، وأحياناً تنغمس في تجربة سياسية، كل هذا مررت به، رأيت قاع المجتمع، ورأيت أحلام البسطاء.