شاكر نوري: «الصعود إلى السماء»تمزج اليومي بالوجودي

استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره في المسرح الوطني حارب الظاهري في أمسية للحديث عن روايته «الصعود إلى السماء» والتي تعد التجربة الأولى له في مجال الرواية بعد سلسلة إصدارات في القصة القصيرة والشعر، والحائزة على جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع - معرض الشارقة الدولي للكتاب 2015، وتم تقديم قراءة نقدية حول الرواية بمشاركة الإعلامي والروائي شاكر نوري، والناقد الأكاديمي أحمد الأزعر.
وقال حارب الظاهري إنه سعيد بخوض تجربة كتابة الرواية وأن رواية الصعود للسماء هي أول إصدار روائي له ولكن سبق وأن كتب روايتين قبلها لكن توقف ولم يصدرهما بعد، موضحاً أن هذه الرواية استغرقت كتابتها ثلاث سنوات وأنه يعد حالياً لرواية أخرى، وقدم الناقد شاكر نوري ورقة بعنوان «حارب الظاهري يمزج أحداث العصر بالقلب يقول فيها» يحدد لنا الأديب حارب الظاهري زمن الرواية في الثمانينات من القرن الماضي، تلك الفترة التي رافقها الكثير من الإجهاضات الفكرية في فترة غليان انقسم فيها المجتمع العربي، وقد عاش الكاتب جزءاً من هذه الفترة في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا يبرز حنين الكاتب إلى هذا الزمن الذي يقول عنه في روايته «الصعود إلى السماء» الثمانينات هي جوهر الزمن الذي تمرد على الحياة كون الزمن آنذاك مجرداً من الحسابات السياسية والقيم الدينية»،.
ويرى نوري أن الرواية تتمتع بقدرة كبيرة على الإشارة إلى اغتراب الإنسان المعاصر موضحا أن حارب الظاهري يمزج بمهارة بين اليومي والوجودي، ويضع إصبعه على ما يعانيه الإنسان المعاصر من اغتراب، لذا يضعنا الكاتب بين ما هو مادي وما هو روحي، وهنا توجد مساحة كبيرة للتأمل والرؤية.
كما شارك الناقد أحمد الأزعر بورقة نقدية تقوم على دراسة بنيوية، تناولت الرواية بشكل مفصل يقول فيها إنها جاءت على شكل مقاطع متعددة تختزل سماوات متعددة مراوحة بين عالمين مختلفين متباعدين من حيث التشكل والوظيفة، وأن أقل مقطع في الرواية استغرق أربع صفحات وأطول مقطع 13 صفحة، وفيها حس ديني لافت، كما أن كل مقطع يمكن أن يكون مكتملاً وحده فقد ظل الكاتب وفياً لمنزعه القصصي، وكأن هذه الرواية شكل من أشكال الدربة لمعراج الروح.