محمدو لحبيب
من أفضل الأوصاف التي يمكن أن تطلق على أي كاتب فترضيه عن نفسه، هي أن يقال إنه كتب السهل الممتنع، لكن ذلك السهل الممتنع عصي على الإمساك به كشيء محدد معروف أو كطريقة يمكن لأي كاتب أن ينتهجها.
ويمكن تعريف السهل الممتنع بأنه حكم تقييمي يراد به التعبير عن أن الكاتب راوح بين منطقة البساطة والعمق بحيث استطاع أن يجمع أنواع القراء حول نصه، لكن هذا لا يعد تعريفاً كما هو واضح بل مجرد تقريب للمعنى.
ولأن القراء مختلفون جداً فمن المنطقي أن تبرز فكرة السهل الممتنع كمعادل موضوعي ثالث لمفهومين وصفيين آخرين هما الكتابة السطحية، والكتابة النخبوية.
من الوارد هنا أن نسأل متى تكون الكتابة نخبوية؟ وكيف يستطيع الكاتب أن ينجو من مأزقي الإسفاف والتعالي ليصل للمنطقة الوسطى السهلة الممتنعة؟.
الكتابة النخبوية هي ذلك النص الذي يكتب لقارئ خاص على نفس مستوى الكاتب من الناحية المعرفية أو التخصصية، أو أنه قريب جدا من ذلك، وقد يكون النص النخبوي تجلياً لعقدة التعالي عند بعض الكتّاب على العامة وغالبية الناس، لكنه قد يكون بطريقة أخرى مجرد طريقة للتعبير لم يستطع كاتبها رغم احترامه لكل الجمهور أن ينزلها إلى مستواه.
وغالباً لا تستساغ تلك الكتابة ولا تقبل على نطاق جماهيري واسع، وتظل حبيسة محدودية انتشارها رغم أنها قد تكون أُعدّت أصلا لتقديم فائدة عظيمة يحتاجها ملايين الناس.
وأمام عدم القبول الجماهيري هذا يلجأ بعض الكتّاب النخبويين ربما كرد فعل عفوي إلى الإمعان في نخبوية كتاباتهم، واعتبار الجمهور عامياً جاهلاً ولا يستحق عناء محاولة الوصول إليه، في حين يلجأ البعض الآخر إلى تبسيط نصوصه بشكل مخل.
ورغم أن رضا القارئ وتجاوبه مع المادة المنتجة من قبل أي كاتب هو أمر يستحق العناء، فإن التماهي مع تلك الرغبة التفاعلية لا ينبغي أن يصل إلى درجة المطالبة بتكسير قواعد الجودة والرصانة والقيمة المعرفية، بل على الكاتب أن يتجه إلى سلوك آخر أكثر رشدا، ويبدأ ذلك بطرح بعض الأسئلة المفصلية من قبيل: أين هي المشكلة فيما كتبت والتي تعيق وصوله للجمهور؟، هل تكمن الأزمة في اللغة نفسها؟ هل هي مفارقة للغة المحكية والمتداولة على نطاق واسع؟ هل عليّ أن أتخلى عن لغة معرفية يتطلبها أحيانا النص؟ ألن يفقد ذلك النص معناه وقيمته؟، كيف أجمع بين المعادلة الصعبة في أن أكتب شيئا مفيدا وينتمي لأحلام الناس، لآمالهم، لآلامهم؟..، ذلك بالضبط هو موضوع السهل الممتنع الذي ينبغي طرحه في كل مرة يشرع فيها كاتب قلمه ليكتب ماهو سهل ممتنع.
من أفضل الأوصاف التي يمكن أن تطلق على أي كاتب فترضيه عن نفسه، هي أن يقال إنه كتب السهل الممتنع، لكن ذلك السهل الممتنع عصي على الإمساك به كشيء محدد معروف أو كطريقة يمكن لأي كاتب أن ينتهجها.
ويمكن تعريف السهل الممتنع بأنه حكم تقييمي يراد به التعبير عن أن الكاتب راوح بين منطقة البساطة والعمق بحيث استطاع أن يجمع أنواع القراء حول نصه، لكن هذا لا يعد تعريفاً كما هو واضح بل مجرد تقريب للمعنى.
ولأن القراء مختلفون جداً فمن المنطقي أن تبرز فكرة السهل الممتنع كمعادل موضوعي ثالث لمفهومين وصفيين آخرين هما الكتابة السطحية، والكتابة النخبوية.
من الوارد هنا أن نسأل متى تكون الكتابة نخبوية؟ وكيف يستطيع الكاتب أن ينجو من مأزقي الإسفاف والتعالي ليصل للمنطقة الوسطى السهلة الممتنعة؟.
الكتابة النخبوية هي ذلك النص الذي يكتب لقارئ خاص على نفس مستوى الكاتب من الناحية المعرفية أو التخصصية، أو أنه قريب جدا من ذلك، وقد يكون النص النخبوي تجلياً لعقدة التعالي عند بعض الكتّاب على العامة وغالبية الناس، لكنه قد يكون بطريقة أخرى مجرد طريقة للتعبير لم يستطع كاتبها رغم احترامه لكل الجمهور أن ينزلها إلى مستواه.
وغالباً لا تستساغ تلك الكتابة ولا تقبل على نطاق جماهيري واسع، وتظل حبيسة محدودية انتشارها رغم أنها قد تكون أُعدّت أصلا لتقديم فائدة عظيمة يحتاجها ملايين الناس.
وأمام عدم القبول الجماهيري هذا يلجأ بعض الكتّاب النخبويين ربما كرد فعل عفوي إلى الإمعان في نخبوية كتاباتهم، واعتبار الجمهور عامياً جاهلاً ولا يستحق عناء محاولة الوصول إليه، في حين يلجأ البعض الآخر إلى تبسيط نصوصه بشكل مخل.
ورغم أن رضا القارئ وتجاوبه مع المادة المنتجة من قبل أي كاتب هو أمر يستحق العناء، فإن التماهي مع تلك الرغبة التفاعلية لا ينبغي أن يصل إلى درجة المطالبة بتكسير قواعد الجودة والرصانة والقيمة المعرفية، بل على الكاتب أن يتجه إلى سلوك آخر أكثر رشدا، ويبدأ ذلك بطرح بعض الأسئلة المفصلية من قبيل: أين هي المشكلة فيما كتبت والتي تعيق وصوله للجمهور؟، هل تكمن الأزمة في اللغة نفسها؟ هل هي مفارقة للغة المحكية والمتداولة على نطاق واسع؟ هل عليّ أن أتخلى عن لغة معرفية يتطلبها أحيانا النص؟ ألن يفقد ذلك النص معناه وقيمته؟، كيف أجمع بين المعادلة الصعبة في أن أكتب شيئا مفيدا وينتمي لأحلام الناس، لآمالهم، لآلامهم؟..، ذلك بالضبط هو موضوع السهل الممتنع الذي ينبغي طرحه في كل مرة يشرع فيها كاتب قلمه ليكتب ماهو سهل ممتنع.
pechike@gmail.com