بيروت: رنه جوني
لم يكتب لمتحف موسى طيبا في بلدة قانا الجنوبية، أن يكون قبلة الوافدين للسياحة الثقافية والفنية. ما زال المتحف رغم أهميته يعيش عزلة وطنية وفي طريق متعرج ضيق تسلكه لتصل إلى واحد من أهم المتاحف التشكيلية التجريدية في لبنان. تستقبلك الرسومات الواقعية عند مدخل ارتفعت فوق بوابته لوحة رخامية عملاقة تخبر الزائر عن قيمة الفنان الذي ذاع صيته محلياً وعربياً ودولياً، ودخل الشهرة من بوابة الأفكار الإبداعية التي مزج فيها الواقع بالظلم القائم في كل الوطن العربي فنتج عنها لوحات غاية في الجمال الفني.
قبل عدة أعوام رحل الفنان موسى طيبا، ولم يكمل بعد مشروعه الكبير الذي بدأه عام 2000 حين حوّل منزل والده في قانا إلى متحف يرصد متغيرات الحياة بأبعادها الإنسانية. جمع الخيال بالواقع فتحول الحجر بين يديه إلى ناطق بالظلم أخرجه طيبا بشيء من الخيال الفني الذي أعطاه هوية مغايرة عن فناني عصره، هذا التمييز فتح له الباب على العالمية...
حجز متحف موسى طيبا الذي يقع في ثلاث طبقات موقعاً فنياً رائداً، لكل لوحة في متحفه حكاية وقصة عاشها طيبا. غلبت الواقعية اللامتناهية على أعماله حاكى الأم والطفل والأرض والوطن والتشرد.. وخصوصاً في لوحتي «الرصيف اللامتناهي» «والمرآة الكبرى» اللتين شكلتا الشرارة الفنية الأولى له، فيما كانت «الكوركيدا» التي تجسد الصراع البشري المحطة الأهم في مشوراه الذي أصر أن يحفظه في متحف يحكي للمستقبل قصة فنان آمن بالإنسانية، هذا ما دفعه ليخصص الطابق الثاني من متحفه لمجسم «تراب الدم» صنعه من حديد وخشب وأشرطة توحي للمشاهد أنه ينزف من الجراح التي أنهكت المواطن التائه، الصامد، العنيد.
تقول زوجته فدوى «موسى طيبا كان يسيطر سيطرة جيدة على مسطحه التصويري وهو يرسم ما يتسنى له من إسقاطات الذاكرة. لم يكن فناناً تعبيرياً بقدر ما كان فناناً تجريدياً، لا يميل إلى الغنائية بل يميل إلى قدر من الترميز. لقد عشنا زمناً ونحن نتجاور قبل 40 عاماً في ضيعة قريبة من بيروت، حتى أكلت الحرب بيوتنا، وعدنا لنرسم من جديد».
تضيف: «لم ييأس موسى طيبا؛ بل كان يبتسم دائماً. أذكر أحلامه الكبيرة والصغيرة، لم أستنكر يوماً عليه حلمه، بل كنت أرى فيه جزءاً من كينونة أتمنى أن تتلبس الجميع وتجعلهم جزءاً من هذا الحلم الكبير. نذر بيته لكي يكون متحفاً»، لافتة إلى أنه «في فرنسا حاول أن يستعيد قانا، وفي قانا حاول أن يرسم هدوء فرنسا؛ لذلك هو رجل في الفضاء الكائن بين الصمت والتحول».
يحوي متحف موسى طيبا، في قانا نحو 250 عملاً فنياً موزعاً بين منحوتة ومجسّمة تم إنجازها ما بين عامي 1962 و2002، في الطابق الأول خمس قاعات وثلاثة ممرات وحديقة استقبال. تحمل القاعة الأولى اسم «قاعة الوالد» تضم أعمالاً تعود إلى الأرض الأم، الإنسان التائه، المشرّد.القاعة الثانية وهي «قاعة السفير»: تعتبر الأكبر لتكون قاعة محاضرات ولقاءات وحوارات وجزءاً من أرشيف حياة الفنان. هذا بالإضافة إلى احتوائها العديد من المجسّمات الفنية المتنوعة والمشغولة من الحديد والرخام والخشب.
القاعة الثالثة هي «قاعة تربيخا» على اسم ضيعة الفنان موسى طيبا.
القاعة الرابعة تحمل اسم «قاعة القباني»، وهو محافظ مدينة بيروت في عهد الأتراك وأول مؤسّس لمجلة «ثمارات الفنون» الصادرة باللغة العربية.
أما القاعة الخامسة فهي «قاعة جبران» وتمتاز بمنحوتتين ل«دمعة وابتسامة» للشاعر جبران خليل جبران ويطغى عليها اللون الأزرق.
في الطابق الثاني مجسّم ل «تراب الدم» فضلاً عن مجموعة من 60 لوحة زيتية.
لم يكتب لمتحف موسى طيبا في بلدة قانا الجنوبية، أن يكون قبلة الوافدين للسياحة الثقافية والفنية. ما زال المتحف رغم أهميته يعيش عزلة وطنية وفي طريق متعرج ضيق تسلكه لتصل إلى واحد من أهم المتاحف التشكيلية التجريدية في لبنان. تستقبلك الرسومات الواقعية عند مدخل ارتفعت فوق بوابته لوحة رخامية عملاقة تخبر الزائر عن قيمة الفنان الذي ذاع صيته محلياً وعربياً ودولياً، ودخل الشهرة من بوابة الأفكار الإبداعية التي مزج فيها الواقع بالظلم القائم في كل الوطن العربي فنتج عنها لوحات غاية في الجمال الفني.
قبل عدة أعوام رحل الفنان موسى طيبا، ولم يكمل بعد مشروعه الكبير الذي بدأه عام 2000 حين حوّل منزل والده في قانا إلى متحف يرصد متغيرات الحياة بأبعادها الإنسانية. جمع الخيال بالواقع فتحول الحجر بين يديه إلى ناطق بالظلم أخرجه طيبا بشيء من الخيال الفني الذي أعطاه هوية مغايرة عن فناني عصره، هذا التمييز فتح له الباب على العالمية...
حجز متحف موسى طيبا الذي يقع في ثلاث طبقات موقعاً فنياً رائداً، لكل لوحة في متحفه حكاية وقصة عاشها طيبا. غلبت الواقعية اللامتناهية على أعماله حاكى الأم والطفل والأرض والوطن والتشرد.. وخصوصاً في لوحتي «الرصيف اللامتناهي» «والمرآة الكبرى» اللتين شكلتا الشرارة الفنية الأولى له، فيما كانت «الكوركيدا» التي تجسد الصراع البشري المحطة الأهم في مشوراه الذي أصر أن يحفظه في متحف يحكي للمستقبل قصة فنان آمن بالإنسانية، هذا ما دفعه ليخصص الطابق الثاني من متحفه لمجسم «تراب الدم» صنعه من حديد وخشب وأشرطة توحي للمشاهد أنه ينزف من الجراح التي أنهكت المواطن التائه، الصامد، العنيد.
تقول زوجته فدوى «موسى طيبا كان يسيطر سيطرة جيدة على مسطحه التصويري وهو يرسم ما يتسنى له من إسقاطات الذاكرة. لم يكن فناناً تعبيرياً بقدر ما كان فناناً تجريدياً، لا يميل إلى الغنائية بل يميل إلى قدر من الترميز. لقد عشنا زمناً ونحن نتجاور قبل 40 عاماً في ضيعة قريبة من بيروت، حتى أكلت الحرب بيوتنا، وعدنا لنرسم من جديد».
تضيف: «لم ييأس موسى طيبا؛ بل كان يبتسم دائماً. أذكر أحلامه الكبيرة والصغيرة، لم أستنكر يوماً عليه حلمه، بل كنت أرى فيه جزءاً من كينونة أتمنى أن تتلبس الجميع وتجعلهم جزءاً من هذا الحلم الكبير. نذر بيته لكي يكون متحفاً»، لافتة إلى أنه «في فرنسا حاول أن يستعيد قانا، وفي قانا حاول أن يرسم هدوء فرنسا؛ لذلك هو رجل في الفضاء الكائن بين الصمت والتحول».
يحوي متحف موسى طيبا، في قانا نحو 250 عملاً فنياً موزعاً بين منحوتة ومجسّمة تم إنجازها ما بين عامي 1962 و2002، في الطابق الأول خمس قاعات وثلاثة ممرات وحديقة استقبال. تحمل القاعة الأولى اسم «قاعة الوالد» تضم أعمالاً تعود إلى الأرض الأم، الإنسان التائه، المشرّد.القاعة الثانية وهي «قاعة السفير»: تعتبر الأكبر لتكون قاعة محاضرات ولقاءات وحوارات وجزءاً من أرشيف حياة الفنان. هذا بالإضافة إلى احتوائها العديد من المجسّمات الفنية المتنوعة والمشغولة من الحديد والرخام والخشب.
القاعة الثالثة هي «قاعة تربيخا» على اسم ضيعة الفنان موسى طيبا.
القاعة الرابعة تحمل اسم «قاعة القباني»، وهو محافظ مدينة بيروت في عهد الأتراك وأول مؤسّس لمجلة «ثمارات الفنون» الصادرة باللغة العربية.
أما القاعة الخامسة فهي «قاعة جبران» وتمتاز بمنحوتتين ل«دمعة وابتسامة» للشاعر جبران خليل جبران ويطغى عليها اللون الأزرق.
في الطابق الثاني مجسّم ل «تراب الدم» فضلاً عن مجموعة من 60 لوحة زيتية.