نخطئ إذا ظننا أن اليهود وحدهم كانوا الضحايا الوحيدين للرايخ الألماني، فقد امتد الخسف النازي ليشمل الغجر، والبولنديين، والمجر، وأسرى الحرب السوفييت في الحرب العالمية الثانية، وقد شغل الهولوكوست مساحة كبيرة من تفكير د. رمسيس عوض، فأصدر أكثر من كتاب، منها «أشهر معسكر اعتقال نازي للنساء رافنزبروك.. 1939- 1945» واللافت للنظر أن المرأة لم تلعب أي دور بارز في النظام النازي، وهو نظام يسيطر عليه الذكور، ويقصي النساء، ويؤمن بأن المرأة أدنى مرتبة من الرجل.
كان النازيون يرون أن المرأة خلقت للعناية بالبيت والأولاد، وإذا كان لها أن تعمل فيجب أن يقتصر عملها على السكرتارية، والتمريض، والتدريس، إلى جانب العمل في المزارع، وخدمة المجتمع، وهذا واضح من الخطاب الذي ألقاه هتلر في سبتمبر/أيلول 1935 فقد قطع في هذا الخطاب عهداً على نفسه بأنه لن يسمح للألمانيات بالحرب على جبهة القتال، وقال: «تقاتل النساء في أرض ألمانيا معارك خاصة بهن، فهن يحاربن معركة من أجل الأمة، في كل مرة ينجبن فيها طفلاً في هذا العالم».
ولهذا - كما يوضح د. رمسيس عوض - كان من الطبيعي أن يقوم النازيون بإبعاد النساء عن الاشتغال بالسياسة، وأن تقتصر السلطة والإدارة واتخاذ القرار على الرجل، فبمجرد أن تقلد النظام النازي مقاليد الحكم حتى أخذ يستبعد النساء من المناصب السياسية والمدنية، مثل الاشتغال بالقضاء والمحاماة والنيابة، فضلاً عن استبعادهن عن ممارسة الطب، وأيضاً استطاعت النازية أن تبسط سيطرتها على النشاط النسائي وتوجهه طبقاً لاحتياجاتها.
لكن مع اشتداد وطيس الحرب العالمية الثانية، وجد النظام النازي نفسه مضطراً إلى استخدام عمالة النساء لدعم المجهود الحربي وزيادة الإنتاج، وأيضاً وجدت أكثر من ثلث مليون امرأة شابة نفسها مضطرة إلى العمل في مجال الإنتاج، بسبب التحاق أزواجهن بصفوف الجيش، الأمر الذي أجبرهن على إدارة الحوانيت والمتاجر والمزارع.
وفي اليوم التالي لحريق البرلمان في برلين الذي حدث في 27 فبراير/شباط 1933 أعلن النظام النازي حالة الطوارئ في البلاد، وأمكن لوحدة البوليس الخاصة بمقتضاها احتجاز كل من تشتبه فيهم من دون محاكمة أو استجواب، ولم تمض أسابيع حتى ألقى رجال الوحدة الخاصة آلافاً من البشر في سجون مؤقتة أقيمت على عجل، وفي عام 1934 بدأت الدولة النازية بشراء الأراضي الواقعة في مدينة فورستنبرج، واشترى الحزب النازي فيما اشترى مستعمرة في قرية اسمها «رافنزبروك»، ولا يعرف أحد على وجه التحديد سبب اختيار هذه القرية لإقامة معسكر اعتقال النساء فيها، لكنه يبدو أن عزلتها وقلة عدد سكانها كانا من الأسباب القوية الداعية لاختيار هذا المكان، وبالتدريج بلغ عدد السجينات 4 آلاف سجينة.
وبعد ظهر 30 إبريل/نيسان 1945 تقدمت وحدات من الجيش السوفييتي إلى بلدة فورستنبرج المجاورة للمعسكر، وبدت البلدة سيئة، وأخيراً ظهرت امرأة تتحدث اللغة الروسية لتخبر الضابط بوجود عدد كبير من النساء المريضات في المعسكر المجاور، وشرحت له الطريق للوصول إليه، كان المعسكر يفتقر إلى الكهرباء والماء، وعندما دانت للجيش السيطرة الكاملة على المعسكر اتضح أن عدد نزيلاته لم يزد على 3 آلاف سجينة، معظمهن في حاجة ماسة إلى الدواء،، وتم تنظيف الثكنات ودفن الجثث المتراكمة، وتحول المعسكر إلى مستشفى، وتم تزويد المعسكر بالدواء والطعام، ولم تمض أيام حتى أمكن إعادة الماء والتيار الكهربائي، وأخيرا تم إجلاء جميع السجينات وتحويل المعسكر إلى موقع عسكري.
كان النازيون يرون أن المرأة خلقت للعناية بالبيت والأولاد، وإذا كان لها أن تعمل فيجب أن يقتصر عملها على السكرتارية، والتمريض، والتدريس، إلى جانب العمل في المزارع، وخدمة المجتمع، وهذا واضح من الخطاب الذي ألقاه هتلر في سبتمبر/أيلول 1935 فقد قطع في هذا الخطاب عهداً على نفسه بأنه لن يسمح للألمانيات بالحرب على جبهة القتال، وقال: «تقاتل النساء في أرض ألمانيا معارك خاصة بهن، فهن يحاربن معركة من أجل الأمة، في كل مرة ينجبن فيها طفلاً في هذا العالم».
ولهذا - كما يوضح د. رمسيس عوض - كان من الطبيعي أن يقوم النازيون بإبعاد النساء عن الاشتغال بالسياسة، وأن تقتصر السلطة والإدارة واتخاذ القرار على الرجل، فبمجرد أن تقلد النظام النازي مقاليد الحكم حتى أخذ يستبعد النساء من المناصب السياسية والمدنية، مثل الاشتغال بالقضاء والمحاماة والنيابة، فضلاً عن استبعادهن عن ممارسة الطب، وأيضاً استطاعت النازية أن تبسط سيطرتها على النشاط النسائي وتوجهه طبقاً لاحتياجاتها.
لكن مع اشتداد وطيس الحرب العالمية الثانية، وجد النظام النازي نفسه مضطراً إلى استخدام عمالة النساء لدعم المجهود الحربي وزيادة الإنتاج، وأيضاً وجدت أكثر من ثلث مليون امرأة شابة نفسها مضطرة إلى العمل في مجال الإنتاج، بسبب التحاق أزواجهن بصفوف الجيش، الأمر الذي أجبرهن على إدارة الحوانيت والمتاجر والمزارع.
وفي اليوم التالي لحريق البرلمان في برلين الذي حدث في 27 فبراير/شباط 1933 أعلن النظام النازي حالة الطوارئ في البلاد، وأمكن لوحدة البوليس الخاصة بمقتضاها احتجاز كل من تشتبه فيهم من دون محاكمة أو استجواب، ولم تمض أسابيع حتى ألقى رجال الوحدة الخاصة آلافاً من البشر في سجون مؤقتة أقيمت على عجل، وفي عام 1934 بدأت الدولة النازية بشراء الأراضي الواقعة في مدينة فورستنبرج، واشترى الحزب النازي فيما اشترى مستعمرة في قرية اسمها «رافنزبروك»، ولا يعرف أحد على وجه التحديد سبب اختيار هذه القرية لإقامة معسكر اعتقال النساء فيها، لكنه يبدو أن عزلتها وقلة عدد سكانها كانا من الأسباب القوية الداعية لاختيار هذا المكان، وبالتدريج بلغ عدد السجينات 4 آلاف سجينة.
وبعد ظهر 30 إبريل/نيسان 1945 تقدمت وحدات من الجيش السوفييتي إلى بلدة فورستنبرج المجاورة للمعسكر، وبدت البلدة سيئة، وأخيراً ظهرت امرأة تتحدث اللغة الروسية لتخبر الضابط بوجود عدد كبير من النساء المريضات في المعسكر المجاور، وشرحت له الطريق للوصول إليه، كان المعسكر يفتقر إلى الكهرباء والماء، وعندما دانت للجيش السيطرة الكاملة على المعسكر اتضح أن عدد نزيلاته لم يزد على 3 آلاف سجينة، معظمهن في حاجة ماسة إلى الدواء،، وتم تنظيف الثكنات ودفن الجثث المتراكمة، وتحول المعسكر إلى مستشفى، وتم تزويد المعسكر بالدواء والطعام، ولم تمض أيام حتى أمكن إعادة الماء والتيار الكهربائي، وأخيرا تم إجلاء جميع السجينات وتحويل المعسكر إلى موقع عسكري.