أعلنت الأكاديمية السويدية أمس عن فوز الكاتب البريطاني من أصل ياباني كازو إيشيجورو بجائزة نوبل في الآداب لعام 2017، من بين خمسة مرشحين للجائزة.
وجاء في حيثيات فوزه بالجائزة، في بيان الأكاديمية «أن الروائي والأديب كازو إيشيجورو،قد عرى في رواياته التي تتسم بقوة عاطفية عظيمة الخواء الكامن تحت شعورنا الواهم بالعلاقة بالعالم»
بمناسبة فوز إيشيجورو قالت وكالة رويترز «تمثل الجائزة عودة للتفسير المتعارف عليه للأدب بعد أن ذهبت الجائزة عام 2016 إلى المغني وكاتب الأغاني الأميركي بوب ديلان».
وعبرت سارة دانيوس، السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية عن سعادتها بفوز كازو إيشيجورو، بجائزة نوبل للآداب لهذا العام.
وأضافت في تصريحات صحفية عقب إعلان اسمه، أن إيشيجورو من الأدباء المفضلين لديها، فجميع رواياته رائعة، وهي تتناول قضايا مجتمعية غاية في الأهمية، إضافة إلى أنها ترتبط بذكريات الحرب العالمية الثانية، وأزمات ما بعد الحرب.
وأكدت دانيوس أن المختلف في أعمال إيشيجورو أنها تتأرجح بين ثقافتين، حيث وطنه الأم اليابان في محل ولادته ب«نجازاكي»، ثم وطنه المقيم فيه بريطانيا.
ولد إيشيجورو في نوفمبر/تشرين الثاني 1954 في نجازاكي، اليابان، وحصل على الجنسية البريطانية عام 1982، وينظر إليه بوصفه نتاج الثقافتين اليابانية والإنجليزية، وقد حصل على شهادة الآداب، من جامعة كينت كانتربيري 1978، واطلع على الأدب الإنجليزي والفلسفة، ثم درس الكتابة الإبداعية بجامعة إيست أنجلينا وحصل على الماجستير عام 1980، وهو زميل بالجمعية الملكية للأدب ويعيش في لندن.
ايشيجورو بحسب ما تحمل سيرته الأدبية، ومنذ بواكير أعماله، من الكتاب الذين حازوا على انتباه العديد من النقاد والجمعيات والمؤسسات الأدبية في العالم، كتب أول أعماله وهي عبارة عن ثلاث قصص عن الحرب ونشرت في 1981 بعنوان (مقدمات 7.. قصص لكتاب جدد)، وفازت باكورة أعماله الروائية وهي (منظر شاحب للتلال) بجائزة «وينفرد هولتباي ميموريال» التي تقدمها الجمعية الملكية للأدب، كما حصلت من اتحاد المكتبات الأمريكي على لقب أفضل كتاب لعام 1982.
وحصل ايشيجورو الذي يعد من أشهر مؤلفي الأدب المعاصرين في العالم على أربعة ترشيحات لجائزة «بوكر» الأدبية واستحقها عام 1989 عن روايته (بقايا النهار)، التي تحولت إلى فيلم بنفس الاسم من إخراج جيمز أيفوري.
وفي عام 2008، وضعت صحيفة التايمز إيشيجورو في المرتبة 32 في قائمتها لأعظم 50 مؤلفاً بريطانياً منذ عام 1950.
من روايات حائز نوبل الجديد واحدة بعنوان (من لا عزاء لهم) وهي الرابعة في سلسلة أعماله وتدور أحداثها في مدينة لم يذكر اسمها، قدمت الرواية عام 1995 لجائزة «ويتبريد» كما حصلت على جائزة «شيلتنهام»، ورشحت روايته (عندما كنا يتامى) 2000، لجائزتي و«يتبريد» و«بوكر». من الجوائز التي حصل عليها ايشيجور كذلك جائزة «جراناتا»عن روايته الثانية «فنان من العالم العائم».
كتب إيشيجورو سيناريو فيلم (أكثر الموسيقى حزنا في العالم) عام 2003، من إخراج جاي مادين، كما كتب سيناريو فيلم «الكونتيسة البيضاء» عام 2005 من إخراج جيمز أيفوري.
من أعمال كازو إيشيجورو المهمة روايته (فنان من العالم الطليق) وتدور في مدينة يابانية خلال فترة إعادة الإعمار بعد استسلام اليابان عام 1945.. والرواية تقدم نماذج اجتماعية طالها الكثير من التبدل و تلح عليها الأسئلة التي لا تسلم من القلق، وهي باختصار تتناول مشاعر اليابانيين حين شنت دولتهم حرباً ثم خسرتها، وما تبع ذلك من مشاعر متناقضة انتابت الكثيرين بين الخزي والهزيمة والشعور بالزهو والوطنية والكبرياء.
دائما ما تنتهي روايات إيشيجورو دون حل للصراع، كما أن القضايا التي تواجه شخصياته تدفن في الماضي وتظل بلا حل، وبالتالي دائما تنتهي هذه الروايات بنبرة من الإذعان الحزين.
الشارقة: «الخليج»