أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن الوزارة تسعى دائما لرعاية المبدعين وللارتقاء بالمواهب الإماراتية ثقافيا ومعرفيا، ليس فقط لتتبوأ مكانتها على المستوى المحلي والعربي وإنما للوصول بها الى العالمية، موضحاً أن الوزارة لديها خطط طموحة ومبادرات ضخمة لتحقيق هذا الهدف ومنها مشروع «المبدع المقيم» و«دعم المؤلفين الشباب» وجائزة القصة القصيرة وغيرها من البرامج التي لا يقف دورها على رعاية المواهب فقط وإنما يمتد ليشمل كافة المبدعين الإماراتيين في المجالات الأدبية والفنية والفكرية.جاء ذلك خلال إطلاقه أمس مشروع «المبدع المقيم» الذي يعد أحد أضخم المشروعات التي تنظمها الوزارة.
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك: إن هذا البرنامج، الذي يهدف، إلى بث المزيد، من الحيوية والنشاط، في بيئة الفكر والإِبداع، في دولتنا العزيزة نتواصل من خلاله، مع كافة المبدعين، عبر كل الإمارات ندعمهم، ونحفزهم، ونحتفي بإنجازاتهم، كما نؤكد من خلالهم، اعتزازنا بهويتنا الوطنية، وبانتمائنا وولائنا، لهذا الوطن العزيز، وفي هذا البرنامج توظف الوزارة خبرات عدد من المؤسسات العالمية في مجال الإقامة الثقافية في المراكز الثقافية والمعرفية التابعة لها بأبوظبي وعجمان ورأس الخيمة كمرحلة أولى.
وأوضح أنه «بالنسبة لطبيعة البرنامج سيتم اختيار عدد من المبدعين، من أبناء وبنات المناطق المحيطة، بمراكز الثقافة والمعرفة التابعة للوزارة، هؤلاء المبدعون، يقيمون في المراكز، لمددٍ محددة، وتوفر لهم الوزارة التسهيلات والمرافق، ومنح التفرغ، لتعزيز قدراتهم، على الإبداع والابتكار والإنجاز، ومساعدتهم على تحويل وتطوير أفكارهم، وابتكاراتهم، إلى مشروعات اقتصادية ناجحة ونأمل، أن يسهم ذلك، في إثراء الواقع الثقافي، في المناطق المحلية، وفي الدولة كلها، من خلال إنتاج ثقافي وفني، يثري المكتبات، ويعمر المعارض، بل وأيضا، يشغل المسارح، وقاعات العرض، ليكون ذلك كله تعبيراً حقيقياً وصادقاً، عن رُوح الوطن، وترجمة مؤكدة، عن آماله وتطلعاته».
أثنى الشيخ نهيان على مكونات البرنامج التي تشمل بعداً عالمياً عبر الشراكات المتعددة لدى الوزارة مع مؤسسات متخصصة في برامج الإقامة الثقافية المنتشرة في مختلف بلاد العالم،حيث يشمل هذا التعاون استقبال مثقفين في المراكز الثقافية وذلك بغرض عقد ندوات وحوارات ونقاشات مع المثقفين الإماراتيين، وتنظيم برامج تدريب مشتركة معهم، بينما يقوم البعد الثاني في المشروع على توفير الرعاية والتدريب لما يزيد على 300 من الموهوبين من طلاب المدارس والجامعات والشباب الموهوبين في مجالات فنون المسرح والموسيقى والكتابة الإبداعية في الشعر والقصة والرواية إضافة إلى الفنون التشكيلية.
وتابع الشيخ نهيان بن مبارك«إن البرنامج يجيء تجسيداً قوياً، للقيم والمبادئ، التي تشكل مسيرة الإمارات، والارتقاء بها، إلى أعلى المستويات، إنه من فضل الله علينا، أننا نعيش في وطن، عميق التراث والجذور، تاريخه متواصل وممتد، وثقافته عريضة وعميقة ومتنامية، وطن يحظى ببيئة ثقافية عريقة، يدعمها شعب أصيل، صانع للحضارة والتاريخ، يحركه فنانون، وأدباء، ومفكرون، حريصون كل الحرص، على تحقيق كل ما وهبه الله لهم، من مواهب وقدرات، إنه من فضل الله علينا، أننا نعيش في ظل قيادة وطنية واعية، تشجع الفكر المستنير، وتدعم الإبداع والابتكار، كما تحرص كل الحرص، على كل ما من شأنه، إسعاد الناس، وتحقيق جودة الحياة، في كافة ربوع الوطن».
ويهدف البرنامج لنقل الثقافة الإماراتية إلى العالمية بشكل منظم ومدروس ويلبي توجهات القيادة الرشيدة التي تسعى لأن تكون الإمارات قبلة عالمية للثقافة والمعرفة، كما يأتي استثمارا لما أنتجه البرنامج الوطني«صيف ثقافي»من مواهب تجاوزت 300 مشارك، إضافة إلى المواهب الراغبة في المشاركة، حتى تتحول مواهب وهوايات الطلبة إلى إنتاج إبداعي ترعاه الوزارة من خلال فعالياتها المحلية والدولية.
وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن فكرة البرنامج تقوم على توفير بيئة خصبة للإبداع والتألق ومنصة للحوار ومشاركة الأفكار والعمل بين مجموعة من المبدعين، حيث يلتقون ويتشاركون خبراتهم وينقلونها إلى المواهب والمجتمعات المحلية عبر المراكز الثقافية، ويبرز«المبدع المقيم»توجهات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة المتناغمة مع رؤية قيادتنا الرشيدة على أرض الواقع، لتصبح الإمارات مركز إشعاع ثقافي وحضاري لاحتضان المبدع الإماراتي وصقل خبراته.
وعن الأسلوب الذي يتبعه«المبدع المقيم»في نقل الخبرات إلى المواهب الشابة، أكد الشيخ نهيان بن مبارك أن الوزارة تتبع آلية واضحة في هذا المشروع تقوم على التوجيه والإرشاد من قبل المختصين، ثم تدريب المشاركين على القراءة الصحيحة، وكيفية البحث عن المعلومات المهمة للكتابة، من خلال الورش التأسيسية، والورش التخصصية، ثم تنظم الوزارة لقاءات لهؤلاء الشباب مع المثقفين محليا ودوليا، إضافة إلى تنظيم برنامج زيارات لكافة المعالم السياحية والثقافية في الإمارات لتعريفهم بتاريخ وحاضر الدولة، وهو ما يمكن من اكتشاف القدرات والإمكانات الأدبية، وصقل المهارات اللغوية للمشاركين، وتدريبهم على تقنيات اللغة والكتابة، على أن يتم عرض جميع الإنتاجات المعرفية والفكرية التي ينتجها المبدعون في المهرجان المعرفي السنوي للوزارة.
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن غاية وزارة الثقافة وتنمية المعرفة من مشروع«المبدع المقيم»أن تتحول المراكز الثقافية والمعرفية التابعة للوزارة والمنتشرة في ربوع الدولة إلى مراكز إشعاع في البيئة المحلية المحيطة بها على مدار العام، وأن تبني شراكات مع المؤسسات التعليمية والشبابية المختلفة لاجتذاب المبدعين، وأن تلعب دورا بارزا في خلق مجتمع معرفي بالمعنى الحرفي للكلمة، وأن تتحول المراكز إلى واحات للإبداع سواء على خشبة المسرح، أو في المكتبات، أو الفنون البصرية، أو الفنون الموسيقية، ولذا حشدت الوزارة كافة إمكاناتها وجهودها خلف هذا المشروع، الذي يتم تنظيمه للمرة الأولى هذا العام.
اتفاقية تعاون
من جانب آخر وبحضور الشيخ نهيان بن مبارك وقعت وزارة الثقافة أمس اتفاقية تعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي في إطار حرصهما على توطيد أواصر الشراكة والتعاون وترسيخ العلاقة وتبادل المعرفة والمعلومات والتعاون في مجال الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، وتتضمن الاتفاقية التعاون والتنسيق مع مركز الفنون في الجامعة لتفعيل ودعم كافة أوجه الأنشطة والفعاليات الفنية مثل الموسيقى، المسرح، الشعر، السينما، الأنشطة والمهرجانات العائلية، الاحتفالات الثقافية والمعرفية والأمسيات الشعرية بهدف تحقيق التنمية الثقافية المعرفية والفنية بمختلف الوسائل والأساليب الممكنة، إضافة إلى التعاون في إطلاق المسابقات لتعزيز مهارات الطلاب وتنمية المواهب الفنية الشابة للمساهمة في بناء جسور التواصل الثقافية وتمكين الشباب فنياً في أنحاء المنطقة
ومثلت وزارة الثقافة في التوقيع على هذه المذكرة عفراء الصابري وكيل الوزارة، فيما مثل جامعة نيويورك أبوظبي الدكتور الفريد بلوم نائب رئيس الجامعة.
وعبرت عفراء الصابري عن أملها بأن تكون هذه بداية لتعاون حقيقي مع جامعة نيويورك فيما يتعلق بكافة المجالات المتعلقة بالثقافة وتنمية المعرفة مؤكدة أن حضور الشيخ نهيان بن مبارك والكوكبة الكبيرة من القيادات الثقافية والتعليمية يعد مؤشرا على الاهتمام الكبير بهذا التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة التي تصب في صالح الثقافة الإماراتية، مشيدة بإدارة جامعة نيويورك التي تحرص على أهمية التوعية الثقافية والمعرفية لدى الشباب ودورهم البالغ في التنمية المستدامة، واهتمامها بتعزيز التواصل وتكثيف المشاركة الفعالة للطلبة وتشجيعهم للمشاركة في الفعاليات التي يتم تنظيمها بين الثقافة والجامعة.
وأضافت أنه يتم تشكيل لجنة عمل مشتركة تجتمع دوريًا لإعداد وتنفيذ البرامج والفعاليات المشتركة، وللتنسيق ومتابعة وتقييم تلك البرامج، وتقديم الدعم المتبادل والتواصل مع الجهات المختلفة بشأنها، وتقييم النتائج بناءً على الأهداف المشتركة ورفع التوصيات والمقترحات اللازمة التي من شأنها تحقيق الأهداف المشتركة، مؤكدة أن التعاون سيتخطى تنظيم الفعاليات إلى وضع رابط الموقع الإلكتروني للوزارة والجامعة على المطبوعات المشتركة ومواد الدعاية والإعلان وكافة النشاطات والفعاليات التي تنظم بالتعاون بين الجانبين.
ومن جانبه قال الدكتور ألفريد بلوم «يُعد الفن ركناً أساسياً من أركان التميز في جامعة نيويورك أبوظبي، فهو يتمتع بتواجد قوي ضمن برامجنا التعليمية ومشاريعنا البحثية ومشاركاتنا التفاعلية في مجال التوعية المجتمعية، إضافة إلى أنه عنصر حاسم في تحفيز الإدراك لفهم المعايير الجمالية والتفاصيل المعقدة التي تتميز بها الروح الإبداعية للإنسان، كما أنه يفتح مسارات جديدة لاحترام الاختلافات بين الأفراد، من حيث الثقافة والتكوين الإنساني، ويؤدي لتشكيل رؤية واضحة تمكّننا من إدراك النقاط المشتركة التي تجمعنا كبشر في بوتقة من القيم السامية للعيش في عالم أفضل».