شهدت الفترة الماضية انتشار عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرض وتتابع الكتب والمؤلفات، ما رفع نسبة معدلات القراءة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث إن مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي تشكل رافداً من روافد تعزيز القراءة وهي قناة رئيسية لمتابعة عناوين الكتب، ويرجع البعض ارتفاع نسبة معدلات القراءة إلى المبادرات والمعارض التي تشجع على القراءة. «الخليج» استطلعت آراء عدد من المشاركين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لسؤالهم عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في ارتفاع معدلات القراءة، وكانت الإجابات ما بين «نعم» و «لا»، فالبعض اعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي هي عامل يساعد على تسريع نمو القراءة، وأن ما يرفع معدلات القراءة هي معارض الكتاب وانتشار دور النشر، والبعض أكد على أن القراءة تلبس ثوباً جديداً مع ثورة المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل رافدا من روافد تعزيز القراءة، وذلك لأنها قناة رئيسية لتسليط الضوء على عناوين الكتب وتشكل حضورا يستقطب المزيد من القراء، ويدعوهم إلى تسجيل انطباعاتهم مما يشجع اكثر على صقل تجربة القراءة وأساليب الكتابة، مشيرا إلى أنه لا يمكن نسيان مبادرة القيادة الرشيدة في إطلاق عام القراءة سعياً إلى التشجيع على ممارستها وإطلاق الفعاليات المناسبة لحضور الكتاب وقيمته وأهميته في الحياة العامة على المستوى الوطني وليس على المستوى الشخصي.
وقال عمر العامري كاتب مشارك في المعرض «إن الظواهر الاجتماعية لا تقاس على عامل واحد، وأن مواقع التواصل الاجتماعي عامل يساعد على تسريع نمو القراءة، وأن ارتفاع معدلات القراءة هي بسبب المبادرات والمعارض التي تشجع على القراءة، وفي الإمارات يقام أهم معرضين للكتاب على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى العالمي، ومع وجود هذه المعارض يكون القارئ أقرب إلى الكتاب مع التنوع الكبير في الكتب المطروحة، لافتاً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي هي مواقع تروج للكتب والمحتويات وتعمل على توصيل هذه الكتب في بعض الأحيان إلى بعض المناطق.
وأشار العامري، إلى أن هناك ارتفاعا كبيرا في معدلات القراءة، حيث نقيس هذا الارتفاع من خلال زيادة الإقبال على معارض الكتاب مع ارتفاع حجم المبيعات السنوي، وخصوصا الإقبال على الإصدارات الجديدة، ومما أسهم في ارتفاع معدلات القراءة أيضا انتشار دور النشر بشكل كبير خلال الفترة الماضية ما أتاح للمؤلف والكاتب سرعة الإنتاج، وفتح آفاقاً جديدة أمام القراء.
بدوره أوضح الدكتور عبدالحميد نجيب مستشار في مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أن هناك العديد من الباحثين يعملون على دراسة موضوع ارتفاع معدلات القراءة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت القراءة تلبس ثوبا جديدا مع ثورة المعلومات، وهي ثورة السرعة، وان النشر الالكتروني له رواده ومتابعوه والنشر الورقي له رواده ومتابعوه، فلا بد من التكنولوجيا لتعاصر الجيل الجديد من أجل الدخول إلى عالم القراءة، مع ذلك تبقى هناك بعض العوائق والمحاذير وأهمها ما نلاحظه من ضعف في الكتابة والخطوط الرديئة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يكاد القارئ بسببها أن يبتعد عن القراءة العربية الصحيحة والكتابة الإملائية الصحيحة، مع انتشار ظاهرة كتاب اللغة العربية بالحروف الأجنبية.
وأشار نجيب، إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي والنشر الإلكتروني التي أوصلت الكتاب إلى جميع قارات العالم، هذا الكتاب الذي لا يقتصر على نسخ محدودة، وأصبح متوفرا على الشبكة العنكبوتية، ما ساعد على زيادة عدد القراء الجادين، من طلبة التخصص والمثقفين، والباحثين، ولكن مهما تقدمت وسائل النشر الحديثة يبقى الكتاب هو المنهل الأساسي لمصادر المعلومات، وهو تاريخ اللغة وتاريخ علمي وأكاديمي وتاريخ حضارة.
أما مريم الحمادي وهي من هواة القراءة، فأكدت أن مواقع التواصل الاجتماعي تساعد على استقطاب الشباب لممارسة القراءة، ما يزيد من نسبة معدلاتها بشكل كبير، وأن أغلب الكتاب والمؤلفين حاليا يستغلون هذه المواقع لتسويق أنفسهم ومؤلفاتهم، كما أنها تمثل بيئة خصبة للاستمرار في النشر والترويج بشكل مستمر، وعادة ما تحمل هذه المواقع طابع التشويق، حيث من الممكن أن تساعد هذه المواقع على رفع عدد القراء بشرط استخدامها بالشكل المناسب، وإلا فإنه من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي وذلك بحسب الرسائل والمعطيات الموجهة.
وقال هيثم صالح قايد العجي، إداري في إحدى دور النشر، « إن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت كثيرا على الناس والمتابعين من القراء وأعطت خيارات أخرى لممارسة القراءة مع وجود الطفرة التكنولوجية في مجال الألواح الذكية والهواتف المتنقلة، وتعمل هذه المواقع على الترويج بشكل كبير للكتب والروايات مع اختلاف محتوياتها، وتساعد على جذب القراء من مختلف أنحاء العالم لأنها عبارة عن منصات عالمية سهلة الوصول، وتغني في بعض الأحيان عن الذهاب إلى المكتبات.
أبوظبي: محمد علاونة