يكاد يكون الروائي اللبناني الفرنسي، أمين معلوف كثّف استراتيجيات النهوض بالحضارة العربية، بعبارات قصيرة ألقاها في كلمته التي استقبل فيها جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع شخصية العام الثقافية، إذ قال: «المستقبل لمن يعشق الكتب، أي لمن يعشق الحياة».
لم يكثف معلوف رؤيته الجوهرية لفعل النهوض العربي في تلك العبارة وحسب، وإنما طرح رؤيته للعالم والحياة بصورة عامة، فجعل فعل القراءة والكتابة فعلاً مقابلاً للحياة، فالكتب في تصوره هي الحياة ذاتها، وهذا يشير إلى واحدة من العلاقات الجذرية القائمة بين فعل الوجود، وفعل المعرفة، إذ الوعي بوجودنا وتلمس ظواهر ما وصلنا إليها، وما نطمح إليه هو حقيقة عيشنا وسيرة وجودنا على الأرض.
يكشف معلوف أطروحته تلك في إطار تشكيل مقارنة تاريخية بين مختلف الحضارات والبلدان التي تمسكت بالمعرفة بوصفها درب المستقبل المعبد، الأكثر أماناً، ووضوحاً، وبين تاريخ الحضارة العربية التي شهدت ولا تزال حتى اليوم تراجعاً معرفياً، يعرقل تقدمها، ويعيق نهوضها، يتزامن مع مختلف أشكال الاقتتال، والحروب الجارية.
يظل واقع الحال يشير إلى ما نحن عليه من ضعف وتراجع، فلا يكاد يقف مفكر أو مثقف على منصة إلا وأشار إلى ما نحن عليه، وما يجب العمل للتخلص منه، إلا أن الجهود المقابلة تظل حية، وتؤكد أنه في الوقت الذي تشهر بعض البلاد البنادق في وجه أهلها، ترشد بلداناً أخرى أهلها إلى الكتب والمعرفة.
لذلك لا يمكن النظر إلى جائزة الشيخ زايد، ومعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، بوصفه فعالية سنوية تحتفي بالمثقف والكتاب، وتنتهي بإسدال الستار على أركان النشر في المعرض، وإنما تتجاوز ذلك لتصبح الصوت الذي ينادي بالمعرفة في ظل كل ما يجري من جهل، والشعلة التي تنير درب الأجيال في ظل العتمة الدامسة التي يسيل فيها دماء أجيالنا.
ربما نحن العرب اليوم، أحوج إلى المعرفة والكتاب من أي وقت مضى، ففي الواقع الحالي، لا يمكن الحديث عن المستقبل والنهوض، ما لم تتوقف الصراعات والحروب، فما عاد خطابنا اليوم قائماً على فكرة النهوض الحضاري، بقدر ما نحن نحلم بفسحة أمل، وسلام يعيش فيه العرب في بلدانهم بعيداً عن التهجير القسري الذي خسرنا فيه عقول الكثير من المفكرين، والعلماء، والشباب.
يتجلى في ظل ذلك، ذكاء المقاربة التي شكلها أمين معلوف بين الكتاب والحياة، فالعلاقة بينهما اليوم تكاملية، وسببية، فلا يمكن لكل الحروب الدائرة أن تعيد إلى الحياة نصابها وتهدأ، من دون الارتكان إلى العقل والمعرفة، فالحياة العربية اليوم هي رهينة الكتاب، وفعل القراءة هو السبيل إلى الحياة.
لن يكون الحلم صعباً، لو تخيلنا أنه بثمن كل رصاصة أطلقها الكره والخراب كان يمكن أن نشتري كتاباً، فكم كتاباً حينها علينا أن نزيح عن أبوابنا لنخرج إلى العمل؟
لم يكثف معلوف رؤيته الجوهرية لفعل النهوض العربي في تلك العبارة وحسب، وإنما طرح رؤيته للعالم والحياة بصورة عامة، فجعل فعل القراءة والكتابة فعلاً مقابلاً للحياة، فالكتب في تصوره هي الحياة ذاتها، وهذا يشير إلى واحدة من العلاقات الجذرية القائمة بين فعل الوجود، وفعل المعرفة، إذ الوعي بوجودنا وتلمس ظواهر ما وصلنا إليها، وما نطمح إليه هو حقيقة عيشنا وسيرة وجودنا على الأرض.
يكشف معلوف أطروحته تلك في إطار تشكيل مقارنة تاريخية بين مختلف الحضارات والبلدان التي تمسكت بالمعرفة بوصفها درب المستقبل المعبد، الأكثر أماناً، ووضوحاً، وبين تاريخ الحضارة العربية التي شهدت ولا تزال حتى اليوم تراجعاً معرفياً، يعرقل تقدمها، ويعيق نهوضها، يتزامن مع مختلف أشكال الاقتتال، والحروب الجارية.
يظل واقع الحال يشير إلى ما نحن عليه من ضعف وتراجع، فلا يكاد يقف مفكر أو مثقف على منصة إلا وأشار إلى ما نحن عليه، وما يجب العمل للتخلص منه، إلا أن الجهود المقابلة تظل حية، وتؤكد أنه في الوقت الذي تشهر بعض البلاد البنادق في وجه أهلها، ترشد بلداناً أخرى أهلها إلى الكتب والمعرفة.
لذلك لا يمكن النظر إلى جائزة الشيخ زايد، ومعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، بوصفه فعالية سنوية تحتفي بالمثقف والكتاب، وتنتهي بإسدال الستار على أركان النشر في المعرض، وإنما تتجاوز ذلك لتصبح الصوت الذي ينادي بالمعرفة في ظل كل ما يجري من جهل، والشعلة التي تنير درب الأجيال في ظل العتمة الدامسة التي يسيل فيها دماء أجيالنا.
ربما نحن العرب اليوم، أحوج إلى المعرفة والكتاب من أي وقت مضى، ففي الواقع الحالي، لا يمكن الحديث عن المستقبل والنهوض، ما لم تتوقف الصراعات والحروب، فما عاد خطابنا اليوم قائماً على فكرة النهوض الحضاري، بقدر ما نحن نحلم بفسحة أمل، وسلام يعيش فيه العرب في بلدانهم بعيداً عن التهجير القسري الذي خسرنا فيه عقول الكثير من المفكرين، والعلماء، والشباب.
يتجلى في ظل ذلك، ذكاء المقاربة التي شكلها أمين معلوف بين الكتاب والحياة، فالعلاقة بينهما اليوم تكاملية، وسببية، فلا يمكن لكل الحروب الدائرة أن تعيد إلى الحياة نصابها وتهدأ، من دون الارتكان إلى العقل والمعرفة، فالحياة العربية اليوم هي رهينة الكتاب، وفعل القراءة هو السبيل إلى الحياة.
لن يكون الحلم صعباً، لو تخيلنا أنه بثمن كل رصاصة أطلقها الكره والخراب كان يمكن أن نشتري كتاباً، فكم كتاباً حينها علينا أن نزيح عن أبوابنا لنخرج إلى العمل؟
محمد أبو عرب
Abu.arab89@yahoo.com