Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

«حديقة الخير».. الوطن قوي بوحدة أبنائه وتعاضدهم

$
0
0
الشارقة: محمدو لحبيب

في رابع عروض «مهرجان الإمارات لمسرح الطفل» في دورته الثالثة عشرة، الذي يقام في «قصر الثقافة» في الشارقة، قدمت فرقة مسرح دبي الشعبي عرضاً بعنوان: «حديقة الخير» من تأليف وإخراج عبدالله صالح، وتمثيل كل من: لطيفة عبدالله صالح، حمد الحمادي، محمود القطان، فؤاد القحطاني، رحاب حميد، سلطان بن دافون، علي التركي، عبدالله المهيري، عبدالعزيز حبيب، عايشة العبار، طلال محمد، محمد عادل، جواهر عاشور وغيرهم.
يبدأ العرض بأغنية استعراضية ترحيبية قبل رفع الستارة وخارج الفضاء المسرحي؛ حيث ينزل المؤدون إلى الجمهور، ويوزعون ثماراً متنوعة على الأطفال، في محاولة للفت الحضور وجعلهم في قلب الحدث المسرحي.
بعد ذلك تفتح ستارة العرض، وعلى جانب الخشبة تجلس طفلة راوية تقرأ قصة «حديقة الخير»، ويشترك معها في الخلفية ديكور متقن لحديقة جميلة متعددة الأشجار، زاهية الخضرة، وفي عمق الفضاء المسرحي ثمة شاشة عملاقة تعرض صوراً لشلالات ومياه وجبال خضراء، وكأنها تحصر المتفرج في قلب جمال الحديقة الرائع.
تبدأ أحداث القصة التي تحكي عن بستان يملكه «أبومنال»، ويعيش فيه مع ابنته التي تعشق الحيوانات، وتتخذهم أصدقاء لها في الحديقة ترعاهم وتكرمهم وتوفر لهم الحياة السعيدة، غير أن الأب المشغول بديونه المتراكمة لا يرى كل هذا الجمال المحيط به، ويبدو مهتماً أكثر بالعثور على حل لمشكلته قبل أن يدخل السجن.
ويرسل مؤلف ومخرج العمل حوارات ذات دلالات مهمة على ألسنة الحيوانات الموجودة في الحديقة، تتحدث عنها وعن أنها وطن لهم، عاشوا فيه لفترة طويلة وعليهم ألّا يتركوه ولا يهملوه.
ويجسد ذلك من خلال الحوار، الذي يظهر فيه «قرد» وهو عازم على ترك الحديقة، وحين يحاول العصفور وابنه إثناءه عن رغبته في تركهم، يقول إنه سمع عن غابة قريبة فيها الكثير من فصيلته من القرود، وهي مملوءة بالموز، وأنه سيذهب ليقيم هناك.
تلك العبارات البسيطة المرسلة على ألسنة الحيوانات، صنعت إشارات رمزية قوية وعميقة تتحدث عن العلاقة بالوطن، وكيف ينبغي حمايته وكيف يجب أن تكون علاقتنا به.
وفي بعد درامي تصاعدي يدخل المقاول «الحنتير» وابنه الحديقة رغبة في شرائها من «أبي منال»، ويلوح له بإمكانية مساعدته في حل مشاكله المالية، فيرضخ لرغبة «الحنتير» ويوافق على بيع الحديقة، رغم رفض «منال» ومعها حيواناتها؛ ذلك الرفض الذي لم يلاق أي آذان صاغية لا من أبيها ولا من الحنتير، فبدأت أعمال الهدم؛ من أجل تحويل الحديقة إلى مبنى يدر المال.
تتوحد منال مع حيواناتها في موقف مناهض لأعمال الحنتير، وفي مشهد رمزي جميل يعود «قرود» الذي تحبه كل الحيوانات في الحديقة، وتطلب منهم منال أن يثقوا أن قوتهم في وحدتهم، ثم يتفقوا على خطة مزدوجة لإنقاذ الحديقة، فتعمل الحيوانات على بث الرعب في نفوس العمال الذين جاؤوا إلى الحديقة من أجل الهدم وتخويفهم بشتى الوسائل، وتستطيع منال أن تحصل على أمر بوقف الأعمال الإنشائية التي هدمت الحديقة.
وتتصاعد الأحداث إلى ذروتها حين يكتشف المتفرج أن «الحنتير» هو شخصية شريرة ومحتالة، وأنه مطلوب قضائياً في عمليات نصب واحتيال، وتأتي الشرطة التي تلقي القبض عليه، لتعود الراوية الطفلة مرة أخرى وتنتهي أحداث الحكاية المسرحية.
تميز العرض بديكوره الواقعي واستخدام الشاشات الكبيرة كخلفية للحديقة، الأمر الذي أضاف أبعاداً جمالية على الخشبة، واستطاع المخرج عبر إتقانه وتحكمه في الحركة على الفضاء المسرحي اجتذاب جمهور الأطفال إليه وجعلهم يتفاعلون مع أداء الممثلين، ووظفت الموسيقى والاستعراضات والإضاءة والمؤثرات البصرية والصوتية بطريقة متناغمة ومتسقة.
استطاع العرض أن يقدم رسالة فنية معبرة، بطريقة جمعت كل أنواع الفرجة وساهمت الاستعراضات الغنائية في العرض في تكثيف الحركة، ونجح من خلال ذلك في إيصال رسائله الإيجابية للأطفال.
وفي تصريحه لجريدة «الخليج» قال عبدالله صالح: إنه سعيد لأن فكرة المسرحية تزامنت مع «عام الخير» في الإمارات، وأنه سعيد لأنه استطاع تقديم عمل أرضى الجمهور من الأطفال، وهم فئة خاصة من الصعب أن تقدم لها معان وحوارات بطريقة تمتعهم وتبهجهم وتوصل الرسالة إليهم في نفس الوقت.
وفي الندوة التطبيقية التي تلت العرض أشار نواف يونس مدير الندوة إلى أن المخرج نجح في تحويل فكرته إلى فرجة رائعة اجتذبت الأطفال، وأنه من الواضح تميزه في بذل جهد كبير سواء على مستوى الديكور أو الإكسسوارات، أو الاشتغال على الحركة بغية اجتذاب انتباه الأطفال الذين بحكم سنهم عادة لا يركزون في الحوارات كثيراً.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

Trending Articles