الشارقة: محمدو لحبيب
قدمت فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني ضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الثالثة عشرة 2017،عرضاً مسرحياً بعنوان «منصور وفراشة الأميرال»، من تأليف حميد فارس وإخراج محمد حاجي، وتمثيل كل من: نورة، عبد الله الحريبي، هناء، إبراهيم المنصوري، عبير الجسمي، محمد أنور، سارة، وتميز العمل باستعراضات غنائية منفذة باحترافية عالية من تصميم إبراهيم عون، وبإكسسوارات وديكورات تعتمد نفس الإبهار البصري.
تركزت حكاية العرض حول الطفل منصور العاشق للفراشات، فهو يلاطفها ويلعب معها في حديقة بيته، يريد منصور أن يلعب في دنيا الفراشات دون إيذائها، وهو في سبيل ذلك يتعرف إلى فراشة البلوط، وتصطحبه إلى عالمها، لكن ملكة الفراشات ومستشارتها تعتبران أن فراشة البلوط خرقت قانون الفراشات بعدم اللعب مع الغرباء، وأنها باصطحابها منصور إلى دنياها استحقت العقوبة، وبعد مشاورات بين الفراشات، يصدر الأمر بحرمان فراشة البلوط من اللعب نهائياً.
لكن منصور يتأثر بذلك ويتحمل المسؤولية قائلاً إنه هو الذي طلب اللعب معها، وأنه لن يؤذيها لأنه مولع بالفراشات وعوالمها الزاهية الملونة، وتقرر الملكة بعد ذلك أن تسمح لمنصور باللعب مع الفراشات بعد ما اقتنعت بكلامه وصدقه.
يمثل منصور في العرض المسرحي وفي فكرة النص، ذلك الإنسان الطيب المحب للكائنات الأخرى من حوله، والمستعد للتعامل معها دون تعسف ولا ظلم. تتوالى الأحداث بعد ذلك ليظهر المعادل الموضوعي في العرض لشخصية منصور، والمتمثل في الصيادين اللذين يهجمان على الفراشات بغية اصطيادها بشبكات معدة لذلك الغرض، وينجح «صيود» وأخوه «صياد» في اصطياد الفراشة الصغيرة ابنة الملكة والتي خرجت من شرنقتها للتو، ويذهبان بها إلى بيتهما دون أن تفلح توسلاتها في إقناعهما بتركها وإعادتها إلى أمها وصديقاتها الفراشات.
يقود منصور الفراشات إلى تتبع الصيادين بغية محاولة إنقاذ الفراشة الأسيرة، و بعد تحر ومتابعة من قبل فراشة البلوط، يكتشفون أن«صياد» و«صيود» يمران من وادي العناكب، وهو الوادي الذي يشكل مصدر خوف للفراشات ولأحد الصيادين أيضاً.
تخرج العناكب بقيادة زعيمتها لتأسر الفراشات ومعها منصور، ثم بعد حوار مع منصور يقرر الجميع أن يتحد لاصطياد الصيادين ومعاقبتهما وتحرير الفراشة.
يتحقق لهم ذلك وتعود للفراشة حريتها، وبعد حوار رمزي معبر عن حال ذلك النموذج من البشر الذي يحاول فرض سطوته وظلمه على الطبيعة ومخلوقاتها بغية اللهو والاستغلال البشع، يتعهد «صياد» و«صيود» بعدم التعرض للفراشات، وتركها تمارس مهمتها التي تتمثل في نشر الجمال، مقابل أن يتم تحريرهما وتركهما يعودان إلى منزلهما. تميز النص ببساطته، وركز المخرج على الحركة واللعب بمنتهى الجودة على خشبة المسرح، واستخدم الإضاءة والمؤثرات والحيل البصرية بطريقة أبهرت الجمهور، وجعلته يتفاعل مع العرض. وقال حاجي في تصريح «للخليج»، إنه سعيد بردة فعل الجمهور وتفاعله مع العمل، وأكد أنهم عملوا طوال ثلاثة أو أربعة أشهر على العرض، واهتموا بكل جزئياته.
وشدد على أنه تعمد أن تكون الحركة والاستعراض، أكثر كثافة في إيصال المعنى من الكلام، لأن هذا هو ما يناسب الجمهور المستهدف من الأطفال، واختزل المخرج فكرة عرضه في أنه بالتعاون يمكن أن نصنع المستحيل.
مصمم الاستعراضات والمشرف على الأداء الحركي إبراهيم عون أشار إلى أنه ابتدأ العمل بشكل عام كمصمم للأداء الحركي في الإمارات سنة 2014، وأن عرض «منصور وفراشة الأميرال» هو أول تجربة له في المهرجانات مع مسرح رأس الخيمة الوطني، وأكد أنه من الصعب أن تعطي للممثلين أداءً حركياً معقداً، وأنه عمل مع الممثلين في العرض على حركة المجاميع الكبيرة، واشتغل على تناسق الحركة مع الموسيقى، حيث امتدت التدريبات لمدة شهرين كاملين، ولثلاث ساعات في كل حصة تدريب.