نظم المجلس الوطني للإعلام، أمس، في المعرض، ندوة ثقافية تحت عنوان «كيف ننشئ جيلاً قارئاً» وذلك في منبر ابن رشد، شارك فيها كل من الشاعر والإعلامي والروائي علي أبوالريش، والإعلامية والكاتبة الإماراتية شيخة الجابري، وأدارتها الدكتورة مريم الشناصي.
وتمنى علي أبوالريش أن يتعاون اتحاد كتاب الإمارات مع وزارة التربية والتعليم، من أجل رصد جميع كتب الأطفال الموجودة في الإمارات، لكي يتعرف الطفل إلى واقعه من خلال الكتب المتوفرة في الساحة المحلية، كما أن اتحاد الكتاب هو الجهة التي تستطيع تغذية الوزارة بكل ما تريد.
بدورها أكدت الكاتبة شيخة الجابري على الدور المهم للمكتبة المدرسية التي تعزز فعل القراءة عند الأسرة، ودعت الوالدين والموجهين لكي يقوموا بدورهم في ترسيخ عادة القراءة عند الأطفال، كما أكدت على الدور الذي يلعبه اتحاد كتاب الإمارات في المجتمع، بما تتوفر عليه مكتبته من إصدارات ثقافية لكتاب إماراتيين معروفين على الساحة.
وفي مداخلة للشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، علق على الاستراتيجية الوطنية للقراءة التي أعلنت، أمس، وضمت مفردات عدة منها: تخصيص شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل وشهر مارس/آذار من كل عام من أجل تفعيل القراءة، ونتجت عن خلوة المئة، حيث كان اتحاد الكتاب موجوداً وبقوة ضمن اللجنة التي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتشكيلها لكي تشرف على عام القراءة، نحن جداً معجبون بما حدث ونباركه وسنكون شركاء فيه، لأن هذا يعطينا الثقة والطمأنينة على أجيالنا المقبلة، ولكن لا نخفي استغرابنا من عدم وجودنا كاتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الاستراتيجية، فالاتحاد اليوم في الطليعة في مؤسسات المجتمع المدني في الإمارات، وكذلك هو يقود مسيرة اتحاد الكتاب والأدباء العرب، ونكرر أن ما حصل كبير ومهم، ونحن سعداء به، وعلى استعداد تام للمشاركة الفعالة فيه، وبالأمس وقعنا مذكرة تفاهم مع مبادرة أقدر، التي يشرف عليها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والتي تتم على مستوى الجامعات والمدارس، والعام الماضي انضم 40 عضواً من الشباب إلى اتحاد الكتاب، فنحن نتحرك على قدر الإمكانيات الموجودة.
وقال الصايغ، قبل سنوات كانت هناك مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم تضمنت تشكيل فريق من وزارة التربية، يستفيد من نتاج أبناء الإمارات من خلال كتبهم في الشعر والسرد والنقد، بحيث يضمن في المناهج، ولكن هذه خطوة كانت متعثرة، ولم يحصل فيها تقدم، وتمنى أن يعاد النظر فيها لأن التعليم ركيزة وطنية ترجع في ضوء تغير التعليم، التعليم هو في الأساس، لكن قراءة الحاصل في مدارسنا هو فصل التعليم عن القراءة، إذا أراد الطفل أن يقرأ شيئاً خارج المنهج ينهاه المعلم، وقد رأيت بأم عيني طفلاً في معرض الكتاب كان يريد أن يشتري رواية لأمه، فقال له المعلم بسرعة لقد تأخرنا.
وألقت الندوة الضوء على موضوعات أساسية ركزت على القراءة باعتبارها سلوكاً ونشاطاً يومياً وذلك في إطار سياسة واستراتيجية تتصل بتوسيع المعرفة وتعزيز وترسيخ الثقافة وتعميقها بين مختلف أفراد المجتمع، إضافة إلى دور الإعلام الذي يشكل مرآة للمجتمع والناقل الأساسي لتفاعلاته ومسار تحركه وتطوره.
واستعرضت الندوة المبادرات التي تعزز ثقافة القراءة في الإمارات ودور مختلف القطاعات العاملة في الدولة لتمكين المعرفة واستدامة القراءة ودور مؤسسات التنشئة الاجتماعية والثقافية في تعزيزها بين الشباب والأطفال إلى جانب دور اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في السياسة الوطنية والقراءة.
وأوصى المشاركون في الندوة باستخدام الإعلام استخداماً ثقافياً منتجاً واستحضار برامج ثقافية غير مملة تجذب الجمهور واستضافة كتاب ومثقفين يشجعون على القراءة، فضلاً عن برامج حوارية في التلفاز والصحف والإذاعات.
وطالب المشاركون باستدامة القراءة وتعزيزها متمنين أن يتم الاستثمار الفعلي والحقيقي لجهود الدولة على صعيد المبادرات المتعلقة بتعزيز القراءة، وتضافر المؤسسات لتوسيع ثقافة القراءة في الإمارات.