تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في خورفكان، مساء أمس الأول، فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان خورفكان المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة في الشارقة بمشاركة عدد كبير من فناني المسرح والأداء والرسم والاستعراضات والفنون الشعبية.
حضر حفل الافتتاح عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة، وعبد الله الصم النقبي رئيس المجلس البلدي في خورفكان، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة، وحشد من المسؤولين والمديرين.
اتسم المهرجان بالطابع الكرنفالي حيث تنوعت عروضه على مدار اليوم وحتى الساعات الأولى من صباح أمس، بين الفنون الفولكلورية والشعبية وفنون المسرح بكل أنواعه بين الجماهيري والكشفي والمدرسي والارتجالي.
وخصصت الجهة المنظمة للمهرجان، ثلاثة مسارح مجهزة بكافة التقنيات الصوتية والضوئية لتقديم العروض المسرحية وفنون الأداء والمسابقات، مع وضع لافتات ملونة لسهولة الوصول للمسارح ومعرفة اسم العرض المسرحي وموعده بثلاثة ألوان مميزة وهي الأخضر والأحمر والأزرق، فيما خصصت مساحات واسعة للجمهور وللفعاليات الشعبية والأنشطة، إضافة إلى مواقع ومسارح صغيرة خصصت للورش التدريبية وحلقات الرسم وبرامج الأطفال.
مسيرة المهرجان
في مسيرة كرنفالية فنية وثقافية، انطلقت الحشود من دوار فندق أوشيانيك المطل على الشاطئ إلى دوار الميناء، تتقدمها الفرق الموسيقية، ومن خلفها في حركة منظمة تتوافد فرق الخيالة رافعة أعلام الدولة، يتبعها مجموعة من السيارات الكلاسيكية والحديثة التي تنافس أصحابها في تزيينها للمنافسة على لقب أجمل سيارة، والعديد من العروض عبر مسارح متجولة محمولة فوق ناقلات مخصصة لهذا الغرض.
بدأ المهرجان بعروض أدائية وفنون شعبية واستعراضية تمثل عدة ثقافات مختلفة من أكثر من قارة منها الصين والهند وكوبا وجنوب إفريقيا؛ أمتعت آلاف المشاهدين على ضفاف الشاطئ، إلى جانب العديد من العروض المحلية المميزة من فنون شعبية وفولكلورية.
تبعها تقديم العرض الشعبي الإماراتي «الهبان» على المسرح الأخضر، وعكس عبر النغم والأداء، لمحة من الإرث الغنائي والأدائي المحلي، ومن ثم انتقل الجمهور إلى «المسرح الأزرق» ليشاهد ثلاث مسرحيات قصيرة كانت حازت جوائز في المهرجانات التي نظمتها إدارة المسرح خلال السنة المنصرمة، وهي مسرحية «القلب الحساس» لمدرسة النخوة للتعليم الأساسي، و«بلا أجر» لمدرسة أبو الأيوب الأنصاري للتعليم الأساسي، و«دياية ع الفحم» من عروض المسرح الكشفي، وقدمتها فرقة مفوضية كشافة الشارقة.
ومن العروض الجماهيرية التي قدمت في المهرجان المسرحية الكوميدية «العيال طفرت» من تأليف الفنان أحمد الجسمي وإخراج حسن رجب، وبطولة عبد الله صالح، وجمعة علي، وبدرية أحمد، وناصر محمد، ومروة راتب، ونورة علي، ونصر حماد، وخلود أحمد، وسعيد المعمري، وماجد أحمد الجسمي.
ومن بين العروض التي نالت استحسان الجمهور مسرحية «المهرجون» لمسرح بني ياس، وهي من تأليف وإخراج مرعي الحليان.
كما عرضت مسرحية «الذاكرة والخوف» التي أعدها سعيد الهرش عن مسرحية «الحريق» للكاتب المسرحي العراقي الراحل قاسم محمد، وهي معدة عن مسرحية «الملك لير» لوليم شكسبير ولكنها عولجت بحيث تحيل إلى المشهد السياسي العربي الراهن. وكانت هذه المسرحية قدمت في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في دورته الماضية.
مكونات المهرجان انسجمت تماماً مع جماليات المدينة الطبيعية حيث تم اختيار موقع الفعاليات بعناية على شاطئ مدينة خورفكان حيث الطبيعة الخلابة والمياه الصافية.
وعبر تعدد المسارح المكشوفة أتاح المهرجان للجمهور مشاهدة ممتعة لا تقتصر على لون محدد بل شملت جميع أشكال الفنون المسرحية والشعبية والفولكلورية.
بموازاة هذه العروض كانت المسارح الصغيرة تعرض مسابقات صناعة الأقنعة وتصميمات الأزياء وسط اهتمام ملحوظ من العائلات التي توافدت إلى موقع المهرجان. وارتكزت فكرة التسابق في الأزياء والأقنعة وحتى في زينة السيارات على مبدأ تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع.