Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

حسن شريف.. 40 عاماً من نشر الثقافة الفنية

$
0
0
الشارقة: محمدو لحبيب

نظمت مؤسسة الشارقة للفنون يوم أمس في الرواق 5 في ساحة المريجة، ملتقى تحت شعار «حسن شريف.. ملتقى تقاطعات»، وقد حضر الملتقى كل من ريم شديد نائب مدير المؤسسة، والشيخة نورة المعلا مدير مراكز الفنون بالمؤسسة، ومنال عطايا مدير متاحف الشارقة، والدكتور يوسف عيدابي المستشار الثقافي في دارة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للدراسات الخليجية، وعبد الرحيم شريف أخو الفنان الراحل حسن شريف، وكاثرين ديفنز من متحف بمبيدو، وعدد من تلامذة ومعاصري الفنان الراحل، وجمهور متنوع وكبير من الفنانين ومتذوقي الفن والمهتمين به.

بدأ الملتقى بكلمة ريم شديد التي أوضحت فيها علاقة هذا الملتقى بالمعرض الاستعادي للفنان حسن شريف والذي تقيمه المؤسسة وينتهي يوم بعد غد، والجهود التي بذلتها الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة المؤسسة، من أجل إبراز ذلك المعرض، ومقاربة أعمال الفنان الراحل، وقالت موضحة ذلك: «لقد أوشكنا في مؤسسة الشارقة للفنون على إسدال الستار على المعرض الاستعادي لحسن شريف، الذي عملت الشيخة حور القاسمي على تقييمه، وبذلت جهداً كبيراً استغرق أكثر من سنتين، اطلعتْ خلالها على ما يقارب أربعة آلاف عمل فني، وعملت على صياغته بحيث يقدم نظرة شاملة ومعمقة على نتاجه الفني بكافة مكوناته الجمالية وأنماطه التعبيرية، وذلك في محاولة لإلقاء الضوء على مسيرة أربعين عاماً من الإنتاج الإبداعي المستمر والمتواصل».
وأضافت شديد شارحة هدف الملتقى وكونه مقاربة أخرى لتجربة الفنان حسن شريف: «نحن اليوم في مقاربة أخرى لتجربته، نقيمها عبر هذا الملتقى النوعي، محاولين المضي مع مجموعة من الفنانين والنقاد والأصدقاء الذين عاصروا تجربته، وعرفوها عن قرب، من أجل تعميق الحوار والوقوف على أبرز التقاطعات والسمات التي شكلت ملامح سيرته الفنية والحياتية».
جرت بعد ذلك الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان (دور حسن شريف كمعلم)، وأدارتها الشيخة نورة المعلا، وضمت الفنانين محمد كاظم، عبد الله السعدي، ومحمد أحمد إبراهيم، وتناولت بشكل عام تجربة كل منهم مع حسن شريف كأستاذ ورائد من رواد الفن التشكيلي في الإمارات، وكيف أسهم في تطوير الفن في الدولة، وشكل مدرسة متنوعة ضمت إلى جانبه عدة مثقفين وشعراء وكتاب وفنانين آخرين.
وأبرز الثلاثة مكانة حسن شريف عندهم كمعلم، وقالوا إن العلاقة الفنية مع حسن لم تكن تقليدية، بل مرت من خلال العلاقة الإنسانية المتميزة، وأشاروا إلى أن تعرفهم إليه بدأ سنة 1984، منذ بدايات جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، حيث كان حسن شريف متواجداً بشكل أساسي ينشر علمه وفنه.
وأبرز المتحدثون في الجلسة كيف كان أسلوب حسن شريف مع الطلاب، وكيف أنه أحس مبكراً بأن ثمة خللاً في فهم الأساليب الفنية وكتب عن ذلك عدة مقالات، وترجم عدة نصوص عالمية، من أجل تقريب الفن للمتلقي العادي.
وأكد المتحدثون الثلاثة في الجلسة أن شريف كان طوال أربعين سنة يؤثر في الجميع، وليس فقط في الفنانين، فقد كان يجتمع مع الشعراء والكتاب والأدباء، ويناقش معهم المسائل الثقافية والفكرية، وكانت أغلب تلك الحوارات تتسم بالتلقائية المنظمة البعيدة عن الأكاديمية النخبوية، حيث كان الراحل مستمعاً جيداً كما كان متحدثاً جيداً.
وأبرز المشاركون في الجلسة الأولى كيف استطاع حسن شريف أن يجابه ويتغلب على بعض الذهنيات التي كانت سائدة في بداياته حول الفن، وكيف حاول تثقيف الجمهور من خلال مقالاته من جهة، وكيف كان يثقف مُشاهِدَه الخاص من جهة أخرى، حيث كان يقول: أنا محتاج لمشاهد يتمتع بالعمل من دون أن يسأل عن معناه، وقالوا بأن حسن شريف لعب دور المدرس والإعلامي والناقد من أجل نشر الثقافة الفنية، وتشكيل سمات خاصة للفن التشكيلي في الإمارات.
وعن الظروف الحالية ومقارنتها بالفترة التي ظهر فيها حسن شريف، والتطور الحاصل في مسيرة الجيل الجديد قال المشاركون في الجلسة إن الجيل الحالي يتمتع بإمكانيات كبيرة، ويوجد في مناخ مختلف، حيث باتت الدولة ترعى الفنون والثقافة بشكل عام، وبات المجتمع أكثر انفتاحاً على التطورات الجديدة في الثقافة، وأصبحت المؤسسات الثقافية توفر للجيل الجديد كل ما يمكنه من التعبير عن إبداعاته من دون عوائق.
الجلسة الثانية في الملتقى كانت حوارية بعنوان ( تهيئة الظروف أمام حركة الفن الجديد)، وحاورت فيها الشيخة نورة المعلا الدكتور يوسف عيدابي، واستعرض فيها عيدابي المراحل التاريخية والظروف الثقافية والسوسيولوجية التي رافقت ظهور حسن شريف، ومدى الصعوبات التي كان يواجهها الفن بشكل عام، وأكد عيدابي أن بداية التغيير في كل ذلك كان في الثمانينات، مع المشروع الثقافي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث بدأ الاهتمام بالبنى التحتية الثقافية، وتشجيع المجتمع المدني على الاشتراك في الممارسة الثقافية، وقد كان الفنان حسن شريف من أوائل من ساهموا في إثراء تلك الفترة.
ولفت الدكتور يوسف عيدابي إلى دور جريدة الخليج الإماراتية التي كانت تدعم الحداثة، وتنفتح على العالم العربي والأفكار التجديدية الثقافية فيه، وأبرز الدور الكبير الذي لعبه الملحق الثقافي للجريدة والذي تأسس على يد الأديب محمد الماغوط، في تقديم الفن الجديد.
كما أكد الدكتور عيدابي على دور دائرة الثقافة منذ إنشائها في دعم الفنون والثقافة وتأسيس الوعي بهما ومساعدة كل أطياف المجتمع في الشارقة على الانخراط في العمل الثقافي.
وقال عيدابي إن التلاحم الذي وجد في تلك الفترة بين الشعراء والفنانين والأدباء شكل قوة ثقافية هامة، وأوضح دور حسن شريف في ذلك، وأشاد بمميزاته كمعلم، حيث قال إنه لم يكن يعلم تلامذته كي يكونوا نسخة أخرى عنه، بل كان يعلمهم بشكل فردي ويبرز لهم الجماليات العامة، كي يترك لكل منهم فضاءه الإبداعي الخاص به.
وختم الدكتور يوسف عيدابي كلامه بالتأكيد على أن الجيل الحالي محظوظ جداً بوجود كل تلك التراكمات والبناء الثقافي الحالي مما يسهل من فرصه في إظهار مواهبه.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>