محمدو لحبيب
منذ القرن التاسع عشر والشاعر والروائي الفرنسي الراحل فيكتور هوجو موجود في الذاكرة الجماعية العالمية كواحد من أبرز الكتاب والأدباء في العالم.
ربما لا يعرفه الكثيرون كشخص بمقدار ما يعرفون رائعتيه «البؤساء» و«أحدب نوتردام»، ومع ذلك هو شاعر ومسرحي وروائي ترك بصمات تستحق الاستكشاف.
وُلِدَ فيكتور هوجو في فبراير/شباط عام 1802 بمدينة بيزانسون في فرنسا، وبرغم دراسته للحقوق وتدريبه على العمل في مجال المحاماة، إلا أنَّهُ اتخذ من كتابة الأعمال الأدبية مهنةً له، وأصبح أحد أبرز الشعراء والروائيين والكُتَّاب المسرحيين الفرنسيين، أنتج جُلَّ أعماله أثناء تواجده في باريس وبروكسل وجزر القنال الإنجليزي، عاش حياة المنفى لمدة خمسة عشر عاما أثناء حكم نابليون الثالث، وبعد عودته من المنفى، تم تعيينه رئيساً فخرياً لجميعة الأدباء والفنانين العالمية سنة 1878، وتُوفِّيَ هوجو في مايو/أيار عام 1885 في باريس.
تتفق أغلب المصادر التي تتناول سيرة هوجو أنه لم يُعْرف كروائي في فرنسا بقدر ما عرف كشاعر، فقد ألف العديدَ من الدواوين.
غير أنه عرف خارج فرنسا بوصفه كاتباً روائياً كتب واحدة من أعظم الروايات العالمية حتى الآن، نعني هنا رواية «البؤساء»، والتي لم يتوقف نجاحها وانتشارها على المستوى الورقي المكتوب، بل احتفت بها السينما العالمية وكذلك المسرح.
يصنف هوجو كواحد من الكتاب الرومانسيين حيث يظهر من خلال رواياته وأشعاره وأعماله كلها تقريباً، ذلك الولع الشديد الذي يسكنه بالطبيعة وبجمالها، وبالنفس البشرية وعمقها المرتبط بالبيئة من حولها.
ويرى البعض أن «البؤساء» مثلا كانت رواية عظيمة لأنها عكست كل الشاعرية والرومانسية اللتين يتمتع بهما فيكتورهوجو، وأظهرت اهتمامه بالإنسان وبالعدالة الاجتماعية، وجاءت زاخرة بلحظات من الشعر والجمال، وفيها بشكل واضح تجل لعمق الرؤية وذلك ما جعل منها عملا كلاسيكيا لا يحدده وقت، وأحد الأعمال العظيمة في الأدب الغربي حتى اليوم بعد 156 سنة من كتابته.
ألف هوجو كذلك روايته الشهيرة الأخرى «أحدب نوتردام» والتي أثارت ضجة كبيرة من شدة إعجاب النقاد والقراء بها، وترجمت إلى العديد من اللغات.