الشارقة: عثمان حسن
صدرت حديثاً عن دار: ذات السلاسل، رواية «النجدي» للكاتب الكويتي طالب الرفاعي، وقد وصلت إلى القائمة الطويلة في جائزة البوكر العربية لعام 2018، وهي تستند إلى التراث أو تهتم في المقام الأول بالتراث البحري الكويتي من واقع قصة حقيقية لنوخذة اسمه النجدي، وحظيت الرواية باهتمام النقاد حال صدورها، وهي جديدة في موضوعها بالنسبة للمؤلف الذي قدم روايات عن مواضيع ذات صلة بالرجل والمرأة والعمالة الوافدة وغيرها.
حظيت الرواية بثناء القراء، كما وصفها كثيرون بالرواية الجميلة والحميمة، بسبب موضوعها المأساوي، الذي يسرد تفاصيل النهار الأخير من رحلة الشيخ النجدي مع صديقيه للصيد في عرض البحر وضياعهما.
إحدى القارئات علقت على الرواية بقولها: «حكاية مختلفة بأجواء جديدة، كعادة طالب الرفاعي مع كل عمل»، وأضافت: «نوفيلا جميلة عن عشق البحر واليوم الأخير في حياة النوخذة النجدي.. يوم حافل بالذكريات والعواصف والفخر».
توقفت القارئة عند محطات فاصلة في حياة «النجدي»، حيث يعرض نصفها الأول بعض ملامح حياة الغوص في الكويت، أما نصفها الثاني فيتحدث بإسهاب عن بطل الرواية، وهو ذلك الرجل المسن، الذي يستحضر ماضيه، ليكتشف متأخراً غدر البحر وضعفه أمام العاصفة.
ووصفت هذه القارئة العمل بأنه مشوق وذو إيقاع سريع، كما أعجبها الجهد المبذول في جمع المعلومات، وانسيابية السرد، وتسليط الضوء على شخصية مهمة لم تكن تعرفها من قبل.
قارئة ثانية توقفت عند اللغة العذبة التي يكتب بها الرفاعي، وتلك العوالم المدهشة من الصور والمشاعر والأحاسيس التي تفيض بها الرواية، وتقول: «رواية كويتية صميمة تشتم فيها رائحة البحر والطيب والبخور، وتستمع لصوت الموج وأغاني النهام».. وتعبر القارئة عن سعادتها بوصول الرواية إلى القائمة الطويلة للبوكر، وتتمنّى أن تنتقل إلى القائمة القصيرة.
«كأننا نعوم في البحر..»، هذا بعض مما كتبه أحد القراء الذين أعجبوا بالرواية. وأضاف: كأننا أمام مشهد سينمائي عن تلك اللحظات العصيبة التي تصور نهاية حياة النجدي، كما يتوقف القارئ نفسه عند لغة السرد وما فيها من محمول تراثي، ومفردات تعبر عن أحداث حقيقية جرت في الكويت.
ويتفق مع هذا الرأي قارئ آخر، حيث الكويت القديمة، وحكايات الموانئ، وذكريات المرافئ، والنواخذة،ورزق البحر، وطعم الملح، ومغامرة استخراج اللؤلؤ.. ويقول: «رواية قصيرة وجميلة، لمن أراد معرفة ماضي الكويت وتاريخها وحياتها، بعيداً عن مبالغات الأعمال الدرامية التلفزيونية».
وتختصر قارئة إعجابها بالرواية بتوجيه سؤال إلى كاتبها بقولها: كيف يمكن لشغفك أن يشكل حياتك؟ وتجيب: سؤال جاءت إجابته في رواية جميلة للكاتب طالب الرفاعي، حيث شغفه البحر حباً، فأبحر به في سنوات شبابه، وعشق تفاصيله، وحفظ سكناته وتقلب مزاجه، وعندما كَبُر أبحر فيه بذكرياته وشوقه.
من جانب آخر، تعبر قارئة عن فتور أصاب الرواية في بدايتها، لكنها تتوقف عند منتصف هذا العمل الذي جذب اهتمامها، فواصلت قراءته حتى النهاية، وأكدت أنها أصبحت تبحث في محرك جوجل عن بطل الرواية، هذا النوخذة الذي يتصف بالشجاعة، وعشق البحر، حتى قتله البحر، وقتل أعز أصدقائه بعد رحلة هادئة انتهت بعاصفة هوجاء.
«الإرادة الحقيقية للإنسان الكويتي، وكيف أن هذه الإرادة أثارت إعجاب القاصي والداني»، هو ما يسطره قلم أحد القراء وصف الرواية بأنها جميلة، تعيد الكويتيين إلى ماضي الأجداد الشاق والمملوء بالمصاعب، ولكنها؛ أي الرواية، تحمل عمقاً تاريخياً ثميناً.