أثارت رواية «ساعة بغداد» للكاتبة العراقية الشابة شهد الراوي الكثير من النقاش على موقع «غود ريدز»، ذلك أنها رواية تشتبك مع واقع عراقي حزين، وهي فترة الاحتلال والتشرد والدمار، التي ألقت بظلالها على جيل واسع من الشباب العراقيين، والكاتبة واحدة منهم.
صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2016 عن دار الحكمة للنشر والتوزيع في لندن، ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2018.
تدور أحداث الرواية في منطقة راقية من أحياء بغداد في التسعينات من القرن العشرين، وترويها طفلة تجد نفسها مع عائلتها في ملجأ محصن ضد الغارات الجوية الأمريكية.
قارئة وجدت في «ساعة بغداد» أسلوباً جديداً يكسر نمطية تعاقب الأحداث، وقالت: «شهد الراوي فاجأت القراء برواية مذهلة تختلط فيها الواقعية بالأحلام والكوابيس والخيالات، في حركة سردية تشي بولادة جديدة قد نعثر عليها لاحقاً في الكتابات الشابة».
وتضيف: «لا يمكن أن يتطور الأدب دون سجالات ونقاشات خلّاقة وبنّاءة، ومن هذا الجدل ما دار أخيراً حول الرواية التي تطرح بطلتها الطفلة أسئلة وجودية بريئة، ثم تتعرف إلى المحيط الاجتماعي الذي يتكدس فيه بشر هاربون من القصف».
وتعلق القارئة على أسلوب الرواية بتأكيدها أنه جديد وأقرب إلى أساليب السرد العالمي من ناحية كسر نمطية تعاقب الأحداث، وترى فيها عملاً يطرح هموم جيل لا يمكن تجاوزه عند قراءة خريطة الأدب الحديث في العراق والوطن العربي.
قارئة أخرى تؤكد، أن مؤلفة الرواية، كاتبة مبدعة وخيالها واسع ولغتها ساحرة، تستطيع أن تسرق الدموع من العيون، وترسم الابتسامة في الشفاه، وتطرح أسئلة شائكة.
سر الرواية في تلقائيتها، هو تعليق أحد القراء، وهو نفسه السر الذي أوصل عمق المعنى ووهجه، ليصنع قصة من الممكن أن تتناولها الأجيال القادمة، لأنها كتبت بأنامل خضبتها التجربة الواقعية الصعبة.
قارئ آخر يناقش ردة الفعل السلبية، واجهتها الرواية، ويرى في ذلك مجافاة للواقع، وهو يعتبرها عملاً يستحق القراءة، ذلك أنها تخالف السرد العراقي النمطي، وتنهل من ينبوع آخر، ويقول: «ربما تكون كاتبتها (وهذا يُحسب للرواية) لم تقرأ للروائيين العراقيين، وإنما انشغلت بالروايات العالمية الناجحة، وخصوصاً تلك التي تحولت إلى أفلام مشهورة، وطُبعت منها طبعات عديدة وتوزعت بالملايين»، ويضيف: «لغة الرواية بسيطة ومكثفة ومحببة وجذابة».
في ذات الإطار يعتقد أحد القراء أن الرواية، مكتوبة بطريقة حديثة، رسمت بروح عراقية، يتداخل فيها الخيال مع الواقع، وهناك ذكاء في الانتقال بين الأحداث يطرد الملل.
وتتفاعل قارئة مع هذه الرواية إلى حدود التعاطف الشديد، وترى فيها وقائع وأحداثاً وأشياء لا تخطر على البال، وتقول: «قرأت أول خمسين صفحة في هذا العمل وكنت أقارن كل شيء بحياتي عندما كنت طفلة وبعض المقاطع كأنها حدثت معي»، وتضيف: «وصلت فصل الرواية الذي عنوانه (فصل المستقبل) وفيه صرت أبكي بدموع غزيرة».
الشارقة: عثمان حسن