Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

صبري ناشد.. عاشق نحت الخشب

$
0
0
القاهرة: «الخليج»

يوضح د. صبحي الشرنوبي في دراسته عن الفنان صبري ناشد، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة، أن صناعة التماثيل في مصر طوال العصور القديمة، ترتكز على الخامات الصلبة مثل الأحجار أو الأخشاب، بإزالة الطبقات الخارجية من الكتلة، وهناك أعداد محدودة من التماثيل كانت تصنع من المعادن بطريقة الصب، ويرجع السبب في قلتها إلى تآكل معظمها بسبب الصدأ، وإعادة صهر بعضها الآخر في العصور الغابرة للاستفادة مما فيها من معدن، وهو ما جعل المصريين القدماء، لا يُقبلون على صناعة التماثيل من المعدن إلا في حدود ضيقة.
وفي العصر الحديث تألق الفنان صبري ناشد، في إخراج آليات الجمال من الخشب الذي استخدمه في معظم تماثيله التي نحتها من خامة لا تقبل التسوس، حيث استطاع أن يطوع خامة الخشب لتكون تجسيداً للحركة التي تضفي على منحوتاته مزيداً من الرشاقة.
كان الفنان صبري ناشد لا يبيع تماثيله، وإنما يحتفظ بها ليقدمها لجمهور معارضه، باعتبارها جزءاً منه مستمراً ومتصلاً ومعبراً عن تطوره الفني، وقد كان يشارك بانتظام في معارض صالون القاهرة السنوي من عام 1960.
قطعة الخشب بين يدي صبري ناشد، تشبه قطعة الحجر بين يدي الفنان الذي ينفذ تماثيله بأسلوب النحت المباشر على الحجر، فهو لا يلجأ إلى الغراء واللصق والإضافة، لكنه يقيم تماثيله في كتلة واحدة من الخشب، ويعمل معتقداً أن أي خطأ لا يمكن إصلاحه، وأن حدود حركته أثناء العمل محكومة بالحجم الذي بدأ عمله فيه، ولهذا يدخل صبري ناشد ضمن فناني النحت الذين ينهشون الخامات الصلبة.
كان صبري ناشد لا يصنع تماثيله المصغرة من الطين أو الشمع أو الجبس أو خامة رخوة، ثم يعيد تنفيذها نحتاً في الجذوع والكتل الخشبية، لكنه كان يصنع بضعة خطوط على الورق، ويتأمل كتلة الخشب التي يعالجها شهوراً حتى لا تتشقق بعد تشكيلها. وفي هذه الفترة يتم تعديل الخطوط الهشة المرسومة على ورق مهمل من كراسة قديمة، لكي يتماثل الخط الخارجي المرسوم مع الخط الخارجي للجذع الذي أمامه، وتتحقق المعايشة والحب لنحت التمثال، ثم يبدأ العمل.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>