الفجيرة: محمد الوسيلة
دشن الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فعاليات «بيت الشعر» في جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بأمسية شعرية بصحبة عازف العود الفنان علي عبيد الحفيتي مدير عام أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، وذلك بحضور الشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي، وخليفة الكعبي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، وخالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية وجمهور غفير.
قدم الأمسية التي أقيمت على مسرح غرفة تجارة وصناعة الفجيرة الإعلامي فايز اليماحي، مستعرضاً مسيرة حبيب الصايغ الذي يعد واحداً من أهم الشعراء العرب المعاصرين، وحاز العديد من الجوائز الثقافية، منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2007، وجائزة (تريم عمران) فئة رواد الصحافة.
بدأت الأمسية الشعرية بمقطوعة موسيقية قدمها الفنان علي عبيد الحفيتي بمرافقة عازف الغيتار رامي حسام، وقدم الحفيتي مقطوعة موسيقية من مؤلفاته التي استمدت من التراث والفولكلور الإماراتي، إضافة إلى ألوان متعددة من الموسيقى الشرقية والغربية.
واستهل حبيب الصايغ أمسيته الشعرية بقصيدة يحتفي فيها بمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمناسبة عام زايد تحت عنوان «إلى القائد المؤسس في ذكراه ال 13» فقال:
أطلت على الأحلام منك المواهبُ
وفاض على الأيام ما أنت واهبُ
وما بين بحرين: الشجاعة والندى
ركبتَ، فضجت بالسمو المراكبُ
فدلت عليها، يوم تاهت، مواكبٌ
وذلت لديها، حين تاهت مراكبُ
عرفناك للجوزاء نداً وصاحباً
فما كان للعلياء مثلك صاحبُ
وقرأ الصايغ قصيدة بعنوان «الحب من طرف واحد»، يقول فيها:
نما الحب من طرف واحد/ فأمالَ الهواء قليلا وغير طقس الحمائم في ليل أسرابها.
كما قرأ قصيدة يتحدث فيها عن دور المرأة في الحياة التي تضفي جمالاً ومحبة، يقول في قصيدته «زمن النساء»:
النساء لهن النسائم والطقس أول ما يُشتهى
ولهن المجون الخفيف
لهن حلاوتهن الأنيقة بين السنين
لهن الصهيل الرشيقُ
ولهن المساء صديقُ
كما ألقى الصايغ قصيدة «سلطان»، وهي مهداة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على ما يقدمه للثقافة في الإمارات ومحيطها العربي الكبير من رعاية ودعم، فقال:
بلغتْ أرومتك السماء بمجدِها
فوصلتَ هاديَها بلاحِقِ عهدِها
وهتفتَ: ها أنا أمة معدودة
في جِدِّها لا في مناقب جَدِّها
وورثتَ أخلاق الملوك فزدتَها
شرفاً إلى شرف الحجاز ونجدِها
وعراقِها وسوادِها وبياضها
والبِيض من رايات أول وعدِها
وختم الصايغ الأمسية بقصيدة بديعة إلى الجالية السودانية، بعنوان «إلى السودانيين»:
الإمارات موئل النبل والسودان
تأبى إلا الأبي النبيلا
والإمارات توأم المجد والسودان
إن الأصيل يهوى الأصيلا
أيها الأهل فالدماء شموخ
وانتهاء إلى عناصر أولى
يشهد الرمل في أبوظبي والبحر
كذا والسماء ميلاً فميلا
أنكم صنتم الوفاء بناءً
وانتماءً زولاً يسابق زولا
وفي ختام الأمسية كرم الشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي، يرافقه خليفة الكعبي وخالد الظنحاني المشاركين في الأمسية الشعرية بدروع تذكارية تقديراً لمشاركتهم المتميزة.
أعلن حبيب الصايغ عزم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عن افتتاح فرع جديد في الفجيرة في القريب العاجل، مشيراً إلى أن الفجيرة تزخر بالعديد من المواهب والشباب المؤهل للفعل الثقافي، مستشهداً بخالد الظنحاني الذي وصفه بالخامة المتميزة القادرة على إدارة النشاط الثقافي.
ووجه الصايغ رسالة محبة إلى أهالي الفجيرة وقيادتها الرشيدة التي كرست حالة ثقافية وفنية على المستوى الدولي، مشيراً إلى أن الفجيرة إمارة تعشق الشعر، يتضح ذلك من خلال الحضور الكبير للأمسية، مؤكداً أن تدشين بيت الشعر بجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية يعد انطلاقة مهمة ليس للثقافة في الفجيرة فحسب، وإنما للثقافة الوطنية، وأن الجميع مدعو للإسهام في نشاط الجمعية.
وقال الصايغ: نبارك تدشين بيت الشعر في الفجيرة، ونتمنى له النجاح المنشود، ونؤكد أن إمارة الفجيرة تستحق منا الكثير، بعد أن قدم أبناؤها الكثير للوطن قبل وبعد قيام الاتحاد.
وأعرب خالد الظنحاني عن سعادته بتدشين بيت الشعر بأمسية قدم فيها القامة حبيب الصايغ شعره الرصين المتميز، مشيراً إلى أن اختيار الصايغ في حفل افتتاح البيت جاء باعتباره مدرسة شعرية تعلم منها ونهل من معينها كثير من شعراء الإمارات.
وقال: إن انطلاق فعاليات البيت الشعر يأتي تحقيقاً لأهداف جمعية الفجيرة الثقافية الاجتماعية، التي تسهم في دعم الحراك الثقافي في المنطقة، من خلال اتباع خطط استراتيجية تستهدف نشر الثقافة والتوعية بين أفراد المجتمع، والتي تنسجم مع استراتيجية الدولة في التنمية الثقافية. موضحاً أن بيت الشعر هو منبر حر للإبداع والتميز الشعري، ويهدف إلى دعم الطاقات والمواهب الجديدة وتنمية الذائقة الشعرية.