ولد الشاعر الإماراتي عبدالله الهدية الشحي عام 1962 في رأس الخيمة، وهو من شعراء القصيدة العربية الفصحى والنبطية، وقد ألّف العديد من الأناشيد الملحمية، وما يعرف بفن الأوبريت، خاض بحور الأغراض الشعرية المختلفة وهو في العقد الثاني من العمر، وشارك في العديد من الأمسيات داخل وخارج الدولة، ومثّل الإمارات في الأسابيع الثقافية في عدة دول، كما أسهم في الحركة الأدبية والمشهد الشعري من خلال المحاضرات والأمسيات الكثيرة في المراكز والمؤسسات والنوادي واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وهو يعمل على تكريس حب الشعر الفصيح والنبطي وعلم العروض والقوافي من خلال برامجه الإذاعية.
له عدة إصدارات: «ابتسام العمر» و«إلى متى» و«أين أنت»، ينشر قصائده في مختلف الصحف والمجلات داخل وخارج الإمارات، وقد حصل الشاعر عبدالله الهدية الشحي على العديد من الجوائز في مجال الشعر، منها جائزة العويس للإبداع عن ديوانه «الباحث عن إرم» كأفضل ديوان شعر.. وفيما يلي حوار مع الهدية حول تجربته الإبداعية:
}ما هو شعورك إزاء تكريمك مؤخراً في جائزة العويس للإبداع؟
حظيت بعدة تكريمات أعتز بها، كتكريمي من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتكريمي على مستوى دول الخليج العربية كشخصية أدبية في مجال الشعر، كما أشكر جميع القائمين على جائزة العويس للإبداع لاختيار ديواني «الباحث عن إرم» كأفضل ديوان شعر، ولا شك أن التكريم له مفعول الفيتامين في جسم الإنسان، خاصة مع هذه الكوكبة من الفائزين، والجائزة ولا شك تضع مزيداً من المسؤولية على عاتقي.
} ما الذي ميز ديوانك الفائز بجائزة العويس؟
أعتقد أن الديوان يحمل قضية شتات المثقف العربي بشكل عام، خاصة قضية ضياع اللغة العربية، وهو يحمل هموم ضياع الهوية الثقافية العربية بشكل عام.
} ما رأيك بمقولة الفن للفن؟
الفن للفن تعني الحرية المطلقة، وأعتقد أن ذلك غير موجود، حتى في الكتابة، لا بد من سلطات، ومنها سلطة الذات، يجب أن تكون رقم 1 لدى الكاتب أو الفنان أو الشاعر، لا يمكن أن نتجاوز القيم، ربما الإنسان تكون له شطحات، ولكن هذا لا يعني أن يتبرأ من قيمه، ومن ولائه وانتمائه، جمالية القصيدة في إبداعها وليس فقط في الحرية المطلقة، يجب أن يكون الشاعر صاحب مبادئ وقيم، ومع احترامي لجميع الأديان، لكن، نحن أمة وسطية حتى في الشعر، لقد انتهى زمن الغزو الثقافي وأتى زمن الاختراق الفكري، هذه مذاهب فنية تصلح لأمم أخرى، جمالية الشعر ليس بالتقريرية، وليس بالحرية المطلقة، ولكن بخلق الدهشة والإبداع.
} هل كتبت قصيدة النثر؟
نعم كتبتها، فلا إشكالية عندي إزاء أشكال الشعر، المهم أن يكون للشعر قيمة فنية وقيمة أدبية، ويحمل قضية، بشرط أن يراعي مشاعر الآخرين.
} ماذا يحتاج الشاعر كي يكون ناجحا ومتألقا وجماهيريا؟
الشاعر غير مسؤول أن يكون وسيلة إعلام، لأن هذا الدور أخذته الصورة، وهي تغني عن ألف كلمة كما يقال، لكن ينبغي أن يتساءل الشاعر دائما ما الجديد، وبالنسبة لي أؤمن جداً بمقولتي وهي «أنا أنا، وأنا لست أنا، أنا وأنت أنا»، فالشاعر يجب ألا يحصر نفسه في خصوصية ذاته وبكائياته الخاصة، لأن الآخر حينها سيقول «ما لي وهذا الشعر» ولكن عندما يلامس الشاعر شغاف قلب المتلقي الذي يقرأ القصيدة، ويسقطها على نفسه، سيصبح الآخر امتداداً للشاعر، الناس تبحث عن السعادة عن الحياة والأمل، جمالية الكون أن الكون وحدة واحدة، وعلينا أن نفكك هذا الكون، ونرى كل يوم بشكل جديد.
الشاعر ليس مصلحاً اجتماعياً، فالقصيدة يجب ألا تخرج عن شاعريتها، واليوم نجد عدداً من الشعراء يتحرجون من شعر الغزل بسبب الوضع الراهن الذي تمر به الأمة، وللأسف دعينا نتساءل: كم شاعراً فصيحاً كتب في الأحداث الأخيرة التي تمر بها الدولة؟ بينما نجد أن النبطي عاش القضية بتفاصيلها، الناس تريد أن نقدم لها الأنشودة والقصيدة الوطنية.
} بماذا تختم هذا الحوار؟
أقول «نحن بحاجة ماسة وماسة جداً إلى تخصيص جائزة في الشعر لمن يكتب الفصحى من فئة الشباب، نحن ليس لدينا امتداد شعري للقصيدة العربية الفصحى، لا أحد ممن يكتبون الشعر تحت سن 25 سنة، نحن بحاجة لشباب يمثلون الدولة في القصيدة الفصحى».