Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

مسجد «بيبي خانوم».. جوهرة سمرقند

$
0
0
الشارقة: غيث خوري

تقف العمارة بين أهم الفنون التي شهدها العالم الإسلامي، وأحد أبرز المجالات التي أبدع فيها المسلمون على مر العصور، وتعتبر مدينة سمرقند العاصمة التاريخية لأوزبكستان إحدى حواضر الإسلام العريقة بعمارتها الإسلامية المتميزة، وبطابعها الخاص، وقد أطلق عليها الرحالة العرب اسم «الياقوتة» الراقدة على ضفاف نهر زرافشان.
ومن أبرز العمائر الإسلامية في سمرقند، مسجدها الجامع أو مسجد «بيبي خانونم»، يشغل المسجد الجامع أهمية كبيرة ومؤثرة في المشهد المعماري لمدينة سمرقند وفي المشهد المعماري الإسلامي، وذلك أنه يجمع في تصميمه بين تخطيط المساجد الجامعة الأولى ذات الصحن المكشوف والظلات الأربع وتصميم المدارس ذات الإيوانات الأربعة ويمزج بينها جميعاً مختزلا كل طرز العمائر الدينية.
يأخذ المسجد شكلاً مستطيلاً، ويبلغ طول ضلعه 167م وعرضه 109م، ويتوسط الجامع صحن أوسط مكشوف 76م طولاً و63 عرضاً تحيط به الأروقة من جميع الجهات، وعلى امتداد المحور الطولي للمبنى يقع المدخل الرئيسي للمسجد، وثمة أربع منائر دائرية عالية ورشيقة تقع في أركان المسجد الأربعة.
يتشكل حرم المسجد من أروقة عميقة تغطي فضاء واسعاً، وجميع الأروقة تتألف من أعمدة مرمرية تسند قباباً صغيرة تكون سقف المسجد، ويتم الانتقال من الصحن إلى الحرم عبر إيوان لبوابة عالية وضخمة.
وتعتبر قبة المسجد الهائلة من أكبر وأجمل القباب بلون بلاطاتها الخزفية الزرقاء، وإلى جانبها فثمة قبتان أخريان واقعتان على امتداد المحور العرضي للمسجد، تشكل كل منهما هيئة بنائية تكرر عناصر القبة الرئيسية الموجودة في فضاء الحرم، ولكن بمقياس اصغر.
وتقف في المسجد مئذنتان أسطوانيتان مكسيتان ببلاطات خزفية تزدان بزخارف هندسية تتخللها كتابات مكررة بالخط الكوفي المربع لعبارة «محمد رسول الله»، وبكل مئذنة فتحة باب معقودة تؤدي إلى درجات سلم يصعد إلى شرفة الآذان. وهناك أربع مآذن بواقع مئذنة ذات بدن مربع الأضلاع في كل ركن من أركان الجدران الخارجية للجامع، وهي تزدان جميعاً ببلاطات من الخزف الملون.
ويقول الدكتور خالد سلطاني في بحثه عن مسجد سمرقند الجامع: إن وحدات المجمع المعماري للمسجد مبنية على اقترانات متداخلة بين الأشكال المعمارية والاستخدامات اللونية، فثمة وحدة بنائية، نجدها مكررة في جميع العناصر التصميمية للمسجد، وهذه الوحدة تعتمد على توظيف منظومة المقياس التناسبي والتي بإمكانها أن تسهم في تضخيم الأبعاد بصورة واضحة، كما أن حضور الاستخدامات الواسعة «للون» والتلوين في عمارة مسجد «سمرقند الجامع، يظل يمثل أمراً غاية في الأهمية، فالأثر اللوني الناجم عن توظيفات الرقش «الأرابسك» والذي يغطي سطوح جميع عناصر المبنى بدءا من تلوينات الجدران المحيطة وحتى مسطحات القباب التي كسيت باللون الأزرق الفيروزي، تجعل من مبنى المسجد ذاته قطعة فنية فريدة من نوعها».
إضافة إلى العناصر المعمارية الفريدة في هذا المسجد الجامع، فقد تعددت وتنوعت طرق وأنواع الزخارف الموجودة، فقد استخدم الطوب المزجج باللون الأزرق الفيروزي والداكن، وكذلك البلاطات الخزفية والرخام بل والفسيفساء الرخامية والزجاجية، وتداخلت فيها العناصر والتشكيلات االهندسية التي أضفت سحراً في جميع أرجاء المسجد.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>