Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

الشمس تبكي والبحار بلا شواطئ في قصائد 10 شعراء

$
0
0
الشارقة:«الخليج»

نظّم بيت الشعر في الشارقة أمسية رمضانية تضمنت قراءات شعرية وفقرة إنشادية حضرها محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر وعدد من الشعراء والإعلاميين والمثقفين والمهتمين، وشارك فيها كل من الشعراء بشرى عبد الله وجميل داري وعبد الكريم يونس وهبة الفقي وعلي العامري ومحمد العزام وماجد عودة ومحمد نجيب قدورة ومحمد غبريس ونزار ناصر والمنشدين عمر قصاص ومعتصم الحرباوي وقدمها حسن أبو دية.

استهلت القراءات الشعرية الشاعرة الإماراتية بشرى عبدالله بنص فارق يفتح باب الروح على الكثير من التساؤلات بين الذات والآخر بلغة عالية حلّقت في فضاء التفعيلة الواسع، ومنها: هنالك في الروح بابان/ نافذتان/ وشمسٌ لها رغبةٌ في البكاءِ/ وصمتٌ يلوِّحُ للشمسِ/ ألا بكاءَ سيروي الحنين/ فلا تفتحوا البابَ / خلوا الهواءَ/ يمارسُ طقسَ التجلي

الشاعر جميل داري بدأ نصه وكأنه في حالة أنسنة للقصيدة وحوار يغلب عليه التمني للعودة بالزمن إلى الوراء ليجوب في فضاءات وبحار بلا ساحل حيث قرأ:

يا ليتني كنتُ فتىً غضّا
أحتضنُ السماءَ والأرضا
أجوبُ في بحرٍ بلا ساحلٍ
بغير موجِ الحلمِ لا أرضى
لكنني في هرمي قابعٌ
بعضي يذوبُ تاركاً بعضا
الذكرياتُ في دمي مرةٌ
أنيابُها كم تتقنُ العضّا

عبد الكريم يونس جاء محملاً بهمومه الذاتية وشاطرته القصيدة بكائياته من خلال لغة توشحت بالحزن وهي تعيش في غربة وقلق وجودي:
كلّ يومٍ في ليالي غربتي

أحتسي ما كنتُ في أمسي احتسيتْ
أقتفي الأحلامَ أبني أملاً
بين لولا في خُطا دربي وليْتْ
فيخيبُ الظنّ في ما أقتفي
ويهدّ اليأسُ عندي ما بنيتْ
هبة الفقي قرأت في أولى مشاركاتها في بيت الشعر نصاً أظهرت من خلاله مقدرة على الحضور والتجلي:

هنا في إمارات العطاءِ نشيدُنا

وكم طاب فيها منشدٌ وهديلُ
رسمنا على درب الفضائلِ نهجنا
وما عزّنا أنَّ الإباءَ خليلُ
إذا ما ارتضى الإنسانُ بالذلِّ ساعةً
فكلّ طريقٍ يمتطيهِ ذليلُ
وإنا من الإسلامِ نلنا مهابة
لها في قلوبِ المعتدينَ عويلُ
علي العامري قرأ نصاً تميز باللغة العالية والإيحاء التأملي، وكان حضوره كطائرٍ حلَّ سريعاً على غصن المشاعر، ترك الغصن في شوقٍ إلى مزيدٍ من الغناء:
الغرابُ يجيءُ من المستحيلِ/ إلى شجرٍ واقفٍ في التلالِ/ يظلّ هنالك/ مستبسلاً قُربَ عُزلتِهِ الحجريةِ/ ينقشُ فوق الطبيعةِ سيرةَ أسلافهِ الميّتينَ/ ينامُ الغريبُ وحيداً/ وقد غادرتهُ الطيورُ إلى إثمها/ ووحيداً يرفرفُ بين الأعالي/ بمنقارهِ يحملُ الريحَ / والأرخبيلْ
قرأ محمد العزام نصاً عمودياً فارقاً في لغته وأخيلته ذا حضور لافت:
كلامٌ تجلّى من أقاصٍ بعيدةٍ
وفاضَ له كونٌ يهيمُ به شعرا
تجلّيْتُ في حقلٍ من القمح أخضرٍ
وأفشيتُ سرّي في سنابلهِ جهرا
توقف ماجد عودة مع الزمن، في محطة الأربعين المكتنزة بالكثير من التجارب التي تجبر صاحبها على إعطائها بعض الوقت للتأمل:
مني إليكَ أزفّ بعضَ مدامعي
فتُلملمُ العبراتُ بعضَ مسامعي
وتُسابقُ الآهاتُ أنّاتي التي
ما بين مخمصتي وبين أصابعي
وتُعاودُ اللحظاتُ مني لمحة
كانت تشاطرني بسهد مخادعي

محمد نجيب قدورة قرأ للوجع القومي والهمّ العربي وأهدى نصه الروحي إلى ناجي العلي:

يا حي يا قيومُ يا مبري
حتّامَ أرقبُ فرحةَ النصرِ
وعلامَ صوتي في الربيعِ غدا
عقباهُ تنفيخٌ على الجمر؟
هي عيشةُ الموتى على كفنٍ
نقشت مراثيهم بلا حبرِ
محمد غبريس قرأ نصاً أظهر فيه جراحاته التي تحاول أن تبتلعه في واقعٍ يبحث فيه عن نفق للخروج إلى أمل جديد قادم:
لأول مرةٍ أخشى تسلطَ دمعتي/ وأخونُ أوراقي/ لمن أتلو حنيني/ والجراحُ تكادُ تبلعني
كأني ميتٌ هذا الصباح/ وليس لي نعشٌ/ سوى أملٍ مسجى فوق أحداقي

واختتم القراءات الشعرية نزار أبو ناصر بقصيدة تلامس الوجع الذاتي:

كنتُ احتمالاً يُرى في بذرةٍ وبها
رمزُ ارتباطٍ بجذر الدوح لو شُقّا
صرتُ المُضيّعَ في دربٍ لقافلةٍ
فيها الدليلُ يُرابي غربةً حمقا
واختتمت الأمسية بفقرة إنشادية حملت الكثير من التجليات الرمضانية للمنشدين عمر قصاص ومعتصم الحرباوي، وكرّم بعدها محمد البريكي المشاركين في الأمسية.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>