كان فرانسيس بيكون صوت جميع الأوروبيين الذين حولوا القارة الأوروبية من غاب إلى أرض كنوز الفن والعلم، وجعلوا منها مركز العالم، فقد بدأت اليقظة الأوروبية من سبات العصر الوسيط بروجر بيكون الذي توفي عام 1294 ونمت مع ليوناردو دافنشي وبلغت كمالها مع كوبر نيكوس وجاليليو ومع أبحاث جلبرت في المغناطيسية والكهربية، وأبحاث هارفي في الدورة الدموية، وثمة مخترعات ثلاثة لم يعرفها القدماء هي الطباعة والبارود والبوصلة، كان لها تأثير هائل، لقد غيرت هذه المكتشفات الثلاثة وجه العالم: الأول في المعرفة، والثاني في الحرب، والثالث في الملاحة، ثم ترتبت عليها تغيرات لا تحصى بحيث يمكن القول إنه لم يكن لأي إمبراطورية أو مذهب أو نجم أي قوة أو تأثير في الشؤون البشرية يفوق ما كان لهذه الكشوف الميكانيكية.
يشير عادل مصطفى في كتابه الصادر عن دار رؤية للنشر والتوزيع بعنوان «أوهام العقل» وهو يمثل قراءة في «الأورغانون الجديد» لفرانسيس بيكون، إلى أن الورق حل محل الجلود الرقيقة باهظة الثمن التي كانت تستخدم في الكتابة، والتي جعلت الرهبان والقسيسين يحتكرون العلم والتعليم بسبب فدح أثمان هذه الجلود، وبرزت الطباعة التي طال انتظارها وكانت تكاليفها رخيصة وانتشرت في كل مكان، كان هذا بمثابة تأميم للمعرفة وتصدع لكهنوت علمي جثم على صدر أوروبا ردحاً طويلاً من الزمن. أما البارود فقد برزت لفرانسيس بيكون أهميته في حماية إنجلترا البروتستانتية من قوة إسبانيا الكاثوليكية وكذلك في نقل السيادة على البحار من يد الإسبان إلى الإنجليز، وذلك بعد أن أدخلت البحرية الإنجليزية في تصميم بوارجها المدافع الثقيلة منذ عصر هنري الثامن في أوائل القرن السادس عشر.
أما البوصلة فقد قهرت جهل الناس بالأرض وأتاحت لهم التعرف على أصقاع العالم والإبحار في ما وراء عمودي هرقل، فحتى القرن الخامس عشر لم تكن السفن تغامر بالابتعاد عن الخطوط الساحلية للمحيط الأطلسي، وذلك لأسباب منها أنه لم يكن هناك جدوى من ذلك، لكن السبب الأهم هو أنه لم يكن من المأمون المغامرة بدخول مناطق لم يكن فيها أي معالم توجه الملاح.
يقول بيكون في مقدمة كتابه «تفسير الطبيعة»: «لقد اعتقدت بأنني ولدت لخدمة الناس، وقدرت أهمية الخير العام، فسألت نفسي عن أكثر الأمور نفعاً، وما المهمات التي أعدتني الطبيعة لأدائها أو ما المهمات التي تتناسب مع مؤهلاتي الطبيعية، وبعد بحث لم أجد عملا يستحق التقدير أكثر من اكتشاف الفنون والاختراعات والتطور بها للرقي بحياة الإنسان، لقد وجدت في طبيعتي مقدرة على البحث عن الحقيقة وعقلاً دواراً يكفي للبحث عن تلك الغاية العظيمة، أعني إدراك الأمور المتشابهة».
يشير عادل مصطفى في كتابه الصادر عن دار رؤية للنشر والتوزيع بعنوان «أوهام العقل» وهو يمثل قراءة في «الأورغانون الجديد» لفرانسيس بيكون، إلى أن الورق حل محل الجلود الرقيقة باهظة الثمن التي كانت تستخدم في الكتابة، والتي جعلت الرهبان والقسيسين يحتكرون العلم والتعليم بسبب فدح أثمان هذه الجلود، وبرزت الطباعة التي طال انتظارها وكانت تكاليفها رخيصة وانتشرت في كل مكان، كان هذا بمثابة تأميم للمعرفة وتصدع لكهنوت علمي جثم على صدر أوروبا ردحاً طويلاً من الزمن. أما البارود فقد برزت لفرانسيس بيكون أهميته في حماية إنجلترا البروتستانتية من قوة إسبانيا الكاثوليكية وكذلك في نقل السيادة على البحار من يد الإسبان إلى الإنجليز، وذلك بعد أن أدخلت البحرية الإنجليزية في تصميم بوارجها المدافع الثقيلة منذ عصر هنري الثامن في أوائل القرن السادس عشر.
أما البوصلة فقد قهرت جهل الناس بالأرض وأتاحت لهم التعرف على أصقاع العالم والإبحار في ما وراء عمودي هرقل، فحتى القرن الخامس عشر لم تكن السفن تغامر بالابتعاد عن الخطوط الساحلية للمحيط الأطلسي، وذلك لأسباب منها أنه لم يكن هناك جدوى من ذلك، لكن السبب الأهم هو أنه لم يكن من المأمون المغامرة بدخول مناطق لم يكن فيها أي معالم توجه الملاح.
يقول بيكون في مقدمة كتابه «تفسير الطبيعة»: «لقد اعتقدت بأنني ولدت لخدمة الناس، وقدرت أهمية الخير العام، فسألت نفسي عن أكثر الأمور نفعاً، وما المهمات التي أعدتني الطبيعة لأدائها أو ما المهمات التي تتناسب مع مؤهلاتي الطبيعية، وبعد بحث لم أجد عملا يستحق التقدير أكثر من اكتشاف الفنون والاختراعات والتطور بها للرقي بحياة الإنسان، لقد وجدت في طبيعتي مقدرة على البحث عن الحقيقة وعقلاً دواراً يكفي للبحث عن تلك الغاية العظيمة، أعني إدراك الأمور المتشابهة».