Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18113

باحثون يقيّمون معالم الثقافة في الواقع العربي

$
0
0
دبي: علاء الدين محمود

عقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب «الأمانة العامة» ضمن برنامج اجتماعات المكتب الدائم المنعقدة هذه الأيام في دبي، جلسة بحثية ثالثة بعنوان «السياسات الثقافية في الوطن العربي» تحدث فيها عدد من الكتاب العرب، بحضور كثيف تقدمه الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعر حبيب الصايغ، واستهدف المتحدثون موقع الثقافة والاهتمام بها في الوطن العربي، وقدم الجلسة د. ربحي حلوم من الأردن الذي عرف بالمشاركين، وقام بإعطاء صورة عامة عن الاهتمام بالثقافة في البلدان العربية.
أول المتحدثين د. يوسف ربايعة «الأردن» الذي نبه إلى أنه يجب التمييز بين هذه المؤتمرات التي يقوم بها المختصون والتي يقوم بها السياسيون، موضحاً أن هناك خلطاً بين الجانبين، مؤكداً ضرورة أن يقول المثقفون ما يرونه صائباً لتنمية وتطوير المجتمعات العربية في الجانب الثقافي، فهم غير مسؤولين عن تنفيذ قرارات تخص الحكومات والأنظمة السياسية في الوطن العربي، فهنالك عادة إشكالية في هذه المسألة، وهذه الإشكالية ستبقى دائماً إلى نهاية التاريخ، مشيراً إلى علاقة المثقف بالسياسي، وهنا تكمن أهمية المثقف إذ عليه أن يقوم بدوره ويتمسك به، مؤكداً أن المثقفين العرب يعيشون حرائق السياسيين فعليهم أن يبقوا متوازنين في أطروحاتهم، وأبرز د. ربايعة جانباً من ورقته حول تمويل الثقافي الرسمي في الوطن العربي، لتبيان التمويل الرسمي المختص بدور الأنظمة والحكومات في تمويل الثقافة في الوطن العربي، وقدم ربايعة مسحاً يعكس حجم التمويل الرسمي للثقافة في البلدان العربية متناولاً عدداً من الدول، وخلص من تلك الدراسة إلى أن هناك دولاً عربية تحاول بناء استراتيجيات مالية لتمويل الثقافة، وأن هنالك دولاً نجحت في تخصيص ميزانيات سنوية جيدة، غير أن الكيفية العشوائية وعدم وضوح الرؤية التي صرفت بها الوزارات هذه الأموال لم تكن شفافة من جهة، ومن جهة أخرى لم تصرف هذه الأموال بطريقة مفيدة، ولم تحقق أهدافها في المشاريع الثقافية الكبرى على ضوء استراتيجية كفيلة بخلق المناخ الثقافي والفكري والفني في المجتمعات العربية.
ناجح المعموري «العراق» تحدث عن الحالة العراقية بشكل خاص والعربية في اشتباكها مع موضوعة الإرهاب، وظاهرة «داعش» محوماً حول التحولات التراجيدية ليس في العراق فقط، بل العالم العربي ككل خلال القرن الماضي مؤكداً حدوث مداخلات وقراءات عن الثقافة والمثقف التي حصل فيها نوع من التفكك والخلخلة، بسبب الاضطراب السياسي واجتياح جماعات الإرهاب الديني «داعش»، وذكر المعموري أن له رأياً شخصياً في ما يتعلق ب «داعش» يريد أن يضع المتلقي أمام نوع من التصورات الفلسفية والمعرفية في بلدان العالم حول موضوعة المخيال، وماذا يعني المخيال أو التخييل بالنسبة للجماعات، وهي الموضوعة الخطيرة التي عاشتها المجتمعات العربية بعد الإسلام وقبل الإسلام، لكن الاهتمام بها جاء متأخراً بالنسبة لنا على يد د. محمد أركون، لكنها بالفلسفة العالمية ابتدأت بوقت مبكر في الستينات، وهناك كتاب جيلفر دوران وهو ترجم للعربية، وأسس عدداً من الثنائيات الأساسية هي التي تقدم رسماً واضحاً وجوهرياً لعلاقات الجماعات القديمة والثقافات القديمة والديانات السائدة، وهذا الكتاب رغم كونه مبكراً لكن جاء بعده كتاب المخيال لسارتر، ودفعت الفلسفة الفرنسية للكف بشكل من الأشكال عن هيمنة العقل الأداتي، وكان لذلك أثره المتعلق في الحالة العراقية، وهنا يقود المعموري شيئاً فشيئاً حول ظاهرة «داعش» وبروزها متحدثاً عن أفكار شوبنهاور عن الإرادة، وانحرافاتها في الفلسفة النتشوية وتحولها إلى قوة إرادة تحولت عند فوكو إلى إرادة معرفة، أي امتلكت الثقافة نوعاً من السلطة القادرة على أن تجري كثيراً من المتغيرات في البنى المجتمعية، ومن ثم دلف مباشرة إلى موضوع «داعش» معتبراً إياها حصيلة الواقع بكل تناقضاته وتمتلك تخيلات خاصة بها، وهي التي دفعت بها مع عوامل مجاورة للعراق وعوامل أبعد من دول الجوار لاجتياح العراق وهددت بغداد تماماً، بعض الدراسات العسكرية فسرتها بفشل القوات العراقية والحقيقة هو فشل ثقافة التخييل العراقي ونجاح لتخيلات «داعش»، لأنها دخلت بتصورات وبتخيلات متعلقة بموروث عربي وإسلامي، وهذا يتطلب منا كنخب إعداد أجيال جديدة تؤهل ثقافياً بمعرفة وعقل نقدي قادر على الدخول إلى الماضي والتعامل معه، ليس بوصفه ماضياً مقدساً وإنما ماضياً قادراً على أن يقرأ دون المساس بالمقدسات العليا.
من جهته أكد الكاتب العماني بدر بن سالم بن حمدان أهمية الثقافة متحدثاً عن الثقافة العربية والحراك الاجتماعي، متناولاً عدداً من تعريفاتها ومشدداً على أن الثقافة سيكون لها تأثيرها اليوم في الحراك الاجتماعي لأسباب لخصها في العولمة والإعلام والتطور التكنولوجي، وتقارب الشعوب وأفكارهم، مشيراً إلى أن للمثقف دوره في الحراك الاجتماعي، ويرى سالم أن ما يمر به العالم العربي اليوم يجعل للثقافة أهميتها في البروز في المستوى السياسي والاقتصادي والتنموي والفكري والديني والاجتماعي.
بينما يرى الإماراتي د. سيف بن راشد الجابري أن الوطن العربي استلهم ثقافته من القرآن والسنة وأقوال العلماء من مختلف مناهجهم الثقافية التي بنت علاقات قوية مع غيرها، وأصبحت جزءاً من ثقافات الشعوب التي تتطلع إلى مكانة بارزة في العالم، غير أن دخول السياسة غيرت من معالم فكرها وطريقة عملها وقيدت ثقافة الوطن العربي بسياسته، مشيراً إلى أن التأثير السلبي لمناهج الثقافة قاد إلى ضعف في الثقافة العامة، حتى صار الوطن العربي من أضعف شعوب الأرض ثقافة ومعرفة وقراءة، واضعاً عدداً من المحاور للارتقاء بالثقافة ورفع مستواها.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18113

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>