Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18131

الإمارات بلد التعايش

$
0
0
غيث خوري

يلعب مفهوم التسامح دوراً مركزياً في المجتمعات الإنسانية، سواء على الصعيد المحلي أو حتى تجاه المجتمعات الأخرى، ويقف مفهوم التسامح في مواجهة ضدية صلبة في وجه مفهوم التعصب بكل أشكاله، فهو تعبير وسلوك أساسي يسمح بتجاوز أشكال الاختلاف نحو فكر أكثر قبولاً وتنوعاً وتجاوزاً للفروق بين أبناء المجتمع الواحد والإنسانية جمعاء.
لقد ظل مفهوم التسامح أحد المفاهيم الراسخة التي دافع عنه أصحاب الفكر في كل الأزمنة والأماكن، واعتبروه أحد المعابر الضرورية والأساسية في سبيل بلوغ مجتمع بشري متعايش بشكل سلمي، وساعٍ للارتقاء والتطور عبر المشاركة والتعاون والقبول.
في ظل الخطابات التي تؤسس لصراع الحضارات وترسيخ الأيديولوجيات العنصرية، تتأكد ضرورة التسامح بالنسبة لمجتمعات اليوم، باعتباره حجر الأساس في مواجهة الأفكار المتعصبة، ومقاومتها عبر ترسيخ قيم التعايش في ثقافة ووجدان المجتمع.
من هنا فإن الإمارات، تقدم نموذجاً فذا في التعايش، يضمن لجميع الجنسيات على أرضها العيش في وئام تام، كما يجعل الإمارات بيئة مثالية للحياة والعمل تحت مظلة التسامح التي تشمل الجميع دون استثناء.
لقد أخذت الإمارات على عاتقها العمل على نشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال في الداخل والخارج بهدف تحقيق السلام العالمي، ويتضح ذلك في مبادراتها المستمرة لتعزيز منظومة هذه القيم، وكذلك في انخراطها الفاعل في كل جهد أو تحرك إقليمي أو دولي، لتعزيز الحوار والتفاهم بين الحضارات والثقافات والأديان، وهذا ما يجعلها نموذجاً عالمياً ملهماً للتسامح والتعايش.
كما سعت لضمان حرية الأديان على أرضها ومكافحة العنصرية والكراهية، فأصدرت قانوناً بشأن مكافحة التمييز والكراهية، هذا القانون يفرض عقوبات مشددة، في حالة التحريض على الكراهية أو أي شكل من أشكال التطرف.
إن نموذج الإمارات الفريد في احتضان ثقافات العالم، والقدرة على جعلها تتعايش سلمياً، إنما هو مفهوم متأصل في جوهر الثقافة العربية، وهو استمرار لإرث تاريخي أصيل، بعيداً عن التشوهات التي أصابت هذا المفهوم في مراحل تاريخية مختلفة، كما إن الإمارات في ظل دورها الرائد في نشر قيم التسامح والتعايش، فإنها تحرص على إظهار الصورة الحضارية للدين الإسلامي الحنيف ومبادئه التي تحث على التسامح والابتعاد عن الغلو، باعتبارها من الوسائل الضرورية لمواجهة نزعات التطرف والتعصب التي يقف وراءها بعض القوى والتيارات المتشددة.
إن هذا التعايش الفريد لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة جهود حثيثة تبذلها الدولة لتحقيق متطلبات الحياة الكريمة للجميع، وقد نجحت من خلال الرؤية الحكيمة والتزام العمل الجاد لأبنائها، في تقديم نموذج يحتذى به في التفاهم والتسامح والعيش المشترك والانفتاح على الآخر والتناغم مع حضارات وثقافات العالم، باعتبار أن ذلك هو الطريق لمستقبل السعادة البشرية جمعاء.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18131

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>