لم تعد فكرة إنقاص الوزن بالجلوس على كرسي والكتابة فكرة جنونية ، بعد أن سجلتها الفنانة والمؤلفة «جوليا كاميرون» في كتابها الجديد «الكتابة حمية» والذي تعتبره تجربة شخصية مفيدة في مجال أهمية الإبداع للصحة.
وترى «جوليا» وهي مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً وعنوانه «طريقة الفنان» والذي يوجه القراء إلى كيف يصبحون أكثر إبداعاً، أن الانخراط في الإبداع مثل الكتابة سيمنع الكاتب من الإفراط في تناول الطعام، وتسجيله ما يأكله سيكشف له مدى علاقته مع الطعام ومحاولة تحسينها مستقبلاً.
وشرحت «جوليا» في لقاء أجرته مجلة «النيوزويك» كيف أن عد الكلمات بدلاً من السعرات الحرارية ساعدها على تحسين حياتها معتبرة أن الأداة التي تعتبر حجر الأساس لذلك، كتابة ثلاث صفحات كل صباح حول أي شيء يزعج الكاتب أو يثير انتباهه أو يرغب في البوح به.
وترى أن الكتابة كما تسعى إلى إبرام السلام بين الكاتب وبعض مشاعره المختلطة ، مثل مشاعر الإحباط التي سيتخلص منها بالاندفاع نحو ما يكتبه ، ستجعله بالتالي يكتشف ويستخرج الأشياء التي تلتهم روحه بدلاً من استكشاف طريقه نحو الطعام ليلتهمه.
وبرأيها تساعد الكتابة الصباحية الكاتب على التخلص من التوتر الزائد قبل بدء يومه، كما تفعل قائمة مكتوبة بالأطعمة التي سيأكلها الشخص خلال اليوم والتي تخلّص الكثيرين من عشوائية التهام الأطعمة من دون وعي.
وقالت جوليا «إن تجربتها استلهمتها من معاناتها لأن «المعاناة أم الاختراع» ، بعد اضطرارها ومنذ ثلاث سنوات لابتلاع أقراص دوائية لمعالجة اضطرابات مزاجها، فازداد وزنها بشكل درامي ما جعلها تفكر في حل للتخلص من هذا الوزن والنجاة من هوة أخرى تنزلق ناحيتها، فخطرت لها فكرة الاستنجاد بالكتابة التي تسعفها عادة في التخلص من توترها، لتحوّلها إلى أداة معالجة صحية من خلال كتابة عدة صفحات في صباح كل يوم.
وكما أنقذتها فكرة الاستغراق في الكتابة من معضلة «الأكل العاطفي» الذي يحدث للإنسان بسبب تقلبات مشاعره، أسعفها كذلك تدوين كل ما يجد طريقه إلى فمها في ورقة، كما أفادتها طريقة الإجابة عن أربعة أسئلة تطرحها على نفسها يومياً مثل: هل أنا حقاً جائعة؟ هل هذا ما أريد آكله؟ هل هذا ما أريد أن آكله الآن؟، هل هناك أي طعام آخر يمكنني أكله بدلاً عن التهام قطعة الكعك بالفراولة؟ ونجحت جوليا في الوصول إلى الوزن المثالي الذي تنشده.
ولا يهم برأي «جوليا» التي ألهمت الملايين بمؤلفاتها الكتابة على الحاسوب أو على الورق، رغم أن الكتابة العادية والأبطأ وتيرة كما تقول «تعمّق علاقة الكاتب مع عواطفه بعكس الكتابة على الحاسوب والتي قد تحقق السرعة المطلوبة، لكنها لا تصل إلى العمق المطلوب بين الكاتب ومشاعره».
basema.younes@gmail.com