Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

د. محمد عبد المطلب : هناك نصوص لمؤلفين كبار لا تستحق القراءة

$
0
0
القاهرة: سماح إبراهيم

تشغل مكتبة الناقد الأدبي الكبير محمد عبد المطلب حيزاً كبيراً من منزله، تلك المكتبة التي قام بتأسيسها منذ أكثر من خمسين عاماً، من عدة أماكن، حتى تكدست بآلاف الكتب المتنوعة، وإن كانت كتب الدراسات البلاغية تطغى عليها، بحكم تخصص ناقدنا.

كيف كونت مكتبتك التي تشغل معظم منزلك؟

مكتبتي موزعة على كل حجرات الشقة، وعندما فاضت الكتب وزادت على طاقة حجرة المكتبة، أصبحت الكتب توضع أعلى الأسرة وأسفلها، وكذلك الأمر بالنسبة للمقاعد والطاولات بالمنزل، لدرجة أن حفيدي سألني سؤالاً غريباً، حيث قال: هل يوجد لديك مكان يخلو من الكتب؟! لقد جمعت هذه الكتب منذ سنوات طويلة، بمبالغ قليلة جداً، على عكس هذا الزمن، الذي نحتاج فيه لمبالغ باهظة، لتكوين مكتبة صغيرة، فقد كنت في بداية الأمر أذهب إلى مكتبة عم علي خربوش بالسيدة زينب، وهي مكتبة مكونة من طابقين.
كنت أقضي فيها وقتاً طويلاً للبحث في الكتب الملقاة على الأرض، أجمع ما أحتاجه منها، ثم أذهب إلى عم علي وأدفع له خمسة قروش، وكذلك كان الأمر بالنسبة لسور الأزبكية الذي أسهم في تشكيل الثقافة العربية، حين كان موئلاً لأغلب المثقفين العرب، وقد اقتنيت منه العديد من الكتب.
وفي فترة الستينات والسبعينات كانت المؤسسات الثقافية الرسمية تصدر طبعات شعبية من الكتب المهمة، بأسعار زهيدة، وأذكر أنني اقتنيت معجم «لسان العرب» بعشرة جنيهات، وكذلك «القاموس المحيط» بنفس السعر، فضلاً عن أنني وبعد أن عرفني المبدعون بدؤوا يهدون لي نسخاً من أعمالهم، من هنا اكتظت مكتبتي بالكتب.

لكن هل تقرأ كل ما يهدى إليك من كتب؟

الحقيقة أنني أختار ما أقرؤه من كتب، لأن الضغوط التي أواجهها من التدريس في الجامعة، والمقالات التي أكتبها في عدة مجلات، تتطلب مني مجهوداً كبيراً، يمكن أن أقرأ صفحتين فقط من ديوان شعر ثم أتركه لأنه لا يستحق القراءة، وكذلك الأمر بالنسبة لرواية تهدى إلي، هناك نصوص لمؤلفين كبار لا تستحق القراءة بصرف النظر عن مؤلفها، فقد يكون مؤلفاً كبيراً ويقدم عملاً أدبياً رديئاً، أو يكون مؤلفاً مبتدئاً ويقدم عملاً ذا قيمة، مقياس القراءة لدي هو الجودة وليس الشهرة.

ما أكثر الكتب التي تضمها مكتبتك؟

الدراسات البلاغية وكتب الشعر ونقده، لكن في المرحلة الأخيرة بدأت تتزايد في المكتبة كتب الثقافة والنقد الثقافي، بسبب اهتمامي الأخير بالدراسات النقدية.

هل تذكر أول كتاب قمت بقراءته وأسهم في تشكيل وعيك؟

أول كتاب قرأته هو «القرآن الكريم» وأسهم بالفعل في تكويني، كذلك هناك كتاب «ألف ليلة وليلة» لكن الذي أذكره جيداً هو أن والدي رحمه الله كان يعشق الكتب البوليسية، ويحضرها إلى المنزل، فكنت بدوري أقوم بقراءتها في المرحلة الثانوية، معجباً بما تحمله من إثارة، لكن عندما التحقت بالجامعة كانت تشغلني الدراسات البلاغية، وهي التي كونت لدي الفكر البلاغي في ذائقتي النقدية.

كيف تصف علاقتك بمكتبتك؟

هي علاقة عشق من الطراز الأول، علاقتي بمكتبتي هي التي حرمتني من السفر الطويل خارج مصر، لا أتحمل الابتعاد عن المكتبة طويلاً، وعندما أبتعد عنها لعدة أيام أشعر بغربة كبيرة، أعرف موضع كل كتاب في مكتبتي، ودائماً أسعى إلى قراءة كتب البلاغة فيها، بخاصة كتب عبد القاهر الجرجاني.
الكتاب هو حياتي أولاً وأخيراً، وقد ازداد اهتمامي به بعد عملي بالجامعة أستاذا، وأصبحت الكتب هي زادي الذي أعيش عليه، خاصة كتب التراث، على الرغم مما يُقال عني أنني ناقد حداثي، لكن حداثتي مرتبطة بالتراث من الدرجة الأولى، ولا أقبل من الحداثة إلا ما أستخدمه في التراث، والكتاب سيظل معي إلى ما شاء الله.

متى تطرق أبواب مكتبتك من أجل القراءة؟

القراءة تبدأ لدي من الساعة الخامسة مساء حتى العاشرة، وفي الصباح من العاشرة إلى الواحدة ظهراً، إلا إذا كان هناك ارتباط بعمل أكاديمي أو معيشي، وفيما عدا ذلك فهذه أوقات مقدسة للقراءة والكتابة.

ماذا تقرأ في هذه الأيام؟

أنا مشغول حالياً بإعداد بحث مطول للمشاركة به في مؤتمر أدبي عن أثر الثقافة الشعبية في السرد الروائي، لذا أقرأ في كتب التراث الشعبي، لأنجز هذه الدراسة.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>