Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

أزمة القراءة تعود إلى رداءة المنتج المكتوب

$
0
0
القاهرة: أحمد سراج

هذه محاورة عن المكتبة والكتاب وشجون القراءة والكتابة، مع الأكاديمي التونسي الذي يملأ الدنيا صخباً بمواجهاته مع الجوائز الأدبية الكبرى، ويقدم قراءة شبه أسبوعية لعمل أدبي عربي من المحيط إلى الخليج، يساعده على ذلك تواصله المستمر عبر (فيس بوك) مع الكتّاب العرب.

هل ترى أن علاقتك بالمكتبة تأخرت؟

- نعم، فلم ألمس جلدةَ كتاب إلا في سنتي الابتدائية الأولى. ولم أملك كتاباً ملكية خاصة إلا عبر جوائز آخر السنة الدراسية. وبسبب من ذلك تأخّر اهتمامي بتكوين مكتبة شخصية. لكن الكتاب الآن يملأ كلّ فضاء بيتي.

كيف تقتتني الكتب؟

- شرائي للكتب قليل ودقيق جداً، لكن إهداءات الكتب كثيرة. وبحكم طبيعة عملي فإني أقضي أغلب وقتي في قراءة الكتب التي تُهدى إليّ أو في الكتابة عنها.

ما الكتب التي تعود إلى قراءتها كل فترة؟

- أميل دوماً إلى إعادة قراءة نصوصنا الأدبية الكبرى سواء أكانت في النقد أم في الشعر أم في النثر، كما أتحيّن كل فرصة مناسبة لقراءة كتابات بارت ودولوز وميشال أونفري وسلافوي جيجيك.

هل ترتب مكتبتك باستمرار؟

- لا، لقد تكفّلت زوجتي بترتيب مكتبتي عندما لاحظت أنني أشيع من حولي فوضى كُتُبية عارمة، ولا أخفي حقيقة أنني أفسد دوماً جميع ترتيباتها. ربما لأنني أخاف من كل كتاب صامت في الرفّ، فتراني أفتحه وأقرأ منه شيئاً ثم أضعه إلى جواري، حيث توجد كتب أخرى مفتوحة تنتظر دورها في وجبة قراءة. الكتب التي توضع في الرفوف ولا تُقرأ قد تتحول إلى أشباح وتخنق أصحابَها في الليل، هكذا يُخيّل إليّ.

البعض له أكثر من مكتبة.. كيف تقيّم هذا؟

- إن وُجد هذا، فإنني أراه ترفاً فيه مبالغة وتصنّع.

هل تقرأ كتبك التي قمت بتأليفها؟

- لا أقرأ كتبي أو مقالاتي، ربما لأنني أخشى أن أقف فيها على وهنٍ مَّا.

هل تقرأ الكتاب الإلكتروني؟

- نعم، بدأت أعوّد نفسي على قراءة الكتب الإلكترونية رغم أتعاب القراءة من الشاشة، الكتب الإلكترونية ثروة معرفية وثورة. وأزعم أن منطق التاريخ ينبئ بأن الكتاب لن يكون إلا إلكترونياً.

القراءة والسفر.. هل يجتمعان؟

نعم، فأنا لا أسافر إلا ومعي كتاب. لقد تبيّن لي أن القراءة بالطائرة مثلاً تنفع في التخفيف من دوخةِ السفر، وقد تقلّل أيضاً من عادة البحلقة في خلق الله.

لو كان عليك السفر إلى مكان منعزل والاكتفاء بخمسة كتب.. فماذا تختار؟

- قد أستثمر خيرات تلك العزلة في كتابة شيء أحس بدبيبه الآن في ذهني. الحياة لا تمكننا من بذخ تلك العزلة، معيشنا الاجتماعي نقيض القراءة.

من الكاتب الذي تحرص على أن تكون كتبه في مكتبك؟

- الجاحظ الذي قال في افتتاحية البيان والتبيين: «اللهم إنّا نعوذ بك من فتنة القول»، هذا الرجل لم يُقرأ بعدُ على كثرة ما كتب عنه.

كيف تتعامل مع كتب الإهداءات؟

- أفرح كثيراً بالكتب التي تصلني من الكتّاب الذين أعرفهم، ومن أولئك الذين لا أعرفهم، وأحرص على قراءتها والكتابة عنها حسب الإمكان.

* ما الكتاب الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟

- لعن الله الحسد الذي يمنعني من ذِكر عنوان الكتاب.

* هل القراءة في خطر؟ وكيف ننميها لدى أجيالنا؟

- إذا كانت القراءة في خطر فإن أمر ذلك عائد في جزء كبير منه إلى الكتابة، بل أذهب إلى القول إن ضمور عادة القراءة من فعلنا اليومي سببه طبيعة المكتوب نفسه، الكاتب العربي لم يتنبه بعدُ إلى أنّ العالَم الآن صار مضغوطاً بجميع ما فيه، ولا يحتمل الهذر والحشو. مشكلتنا أننا نكتب بإسهال، ونناقش مسائل عافها القارئ، والحال أنّ ظروفنا العامة وطبيعة عصرنا تميلان إلى أن يكون المكتوب مكثَّفاً دونما غموض وجريئاً دونما تهوّر وذا صلة بحياة الناس وقيمهم، على الكتابة أن تكون مثل رصاصة لا تُخطئ أهدافها، لأن القارئ الراهن على قلق دائمٍ وينفر من كلّ إطالة أو تكرار مجاني. ومن ثمة يبدو لي أنه ليست لدينا أزمة قراءة، نحن نعيش أزمة كتابة.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>