يلفت معرض «انعكاس» للفنان الأردني بشير حجه، المقام حالياً في النادي الثقافي العربي في الشارقة نظر الزائر بسمتين بارزتين، هما الدقة الشديدة في اختيار الألوان وتنسيقها برشاقة تجعل عين الناظر إليها تستريح منسابة مع إيقاع لوني متدرج ومتناسق، وهي ألوان فاتحة تضع المتفرج في أجواء فرح رومانسي جميل.
يتجول حجه في رياض مزهرة، والسمة الثانية هي إلحاحه الشديد على رسم الخيل في أغلب لوحاته، فكأن الفرس هي الثيمة الثابتة فيها، يرسمها في أوضاع مختلفة، وحتى حين يغيب شكل الفرس، فإنه يترك شيئاً من ملامحها في صورة آدمية، مثل تلك الفتاة التي رسمها بخصلات شعر متطايرة كأنه عرف فرس، ومثل تلك العين الآدمية المفتوحة في نصف وجه كأنها تنظر بحدة من بؤبؤ واسع جميل كأنها عين فرس.
ويضم المعرض 25 لوحة، وتظهر الأسماء التي أطلقها الفنان على لوحاته ارتباطاً جوهرياً بين مشاعره الذاتية وبين اللوحة التي يرسمها، مثل: (اللقاء، موطني، محطات2، حائرة، خريف العمر، صباح بشاير، مهرة، صبيحة بغداد، وداع، عزوتي)، وترتبط تلك التسميات بمعنى الانعكاس عند بشير حجه، الذي يعني انعكاس المشاعر والأحاسيس وأحداث الحياة اليومية على لوحة وألوان الرسام الذي يحاول أن يلتقط ذبذبات الحياة بفرشاته، فيسكبها على شكل ألوان، ليست هي الواقع المادي الماثل، ولكنها انطباعه في ذات الفنان، وربما يكون ارتباط ذلك التمثيل الفني بالفرس استدعاء للمعاني التي ترمز لها الفرس وليس ذهاباً إلى شكل الفرس المادي، فالتناسق والرشاقة والقوة والجمال والسرعة وحدة النظرة والتحدي كلها معانٍ جميلة ترمز لها تلك الفرس، وهي معانٍ لروح جميلة منطلقة حرة يريدها الفنان أن تسود العالم، لتنفي كل المعاني السيئة وكل المشاعر السوداوية.
لا تقتصر لوحات حجه على الثيمة المرتبطة بالفرس، فهناك أيضاً لوحات تجريدية يتخذ فيها من تنسيق الألوان المائية، وتعاقب الضوء والظل أبعاداً رمزية لمشاعر الحب والفرح والجمال.
الشارقة: محمد ولد محمد سالم