مسيرة الاتحاد مهجة الحقب
أرست إماراتنا في شاطئ الشهب
فيها الأماني ورايات الحياة غدت
ترفرف اليوم في قلب، وفي هدب
فيها الأماني تدلى عهدها عبقاً
لما أطل عليها زايد النجب
شيخ، ومن آل ياس، من بهم شمخت
هذي القلوب كنخل وارف الرطب
أرض الإمارات فيه صفقت فرحاً
وأشعلت بهجة التاريخ والحقب
هذي الإمارات من كفيه رونقها
من بعد ما أذن الرحمن بالسبب
وزايد الخير باسم الله مبدؤه
وملتقاه، وما أجرى على الكتب
شيخ أحب بلاد الله قاطبة
وكان في جوده الدقاق كالسحب
فاضت يداه غماماً فانتشت أمم
وغردت بعدما ذاقت عطاء أب
الاتحاد به أرسى لنا جبلاً
من الشموخ، وفاض الرمل بالذهب
وغرد الشعب حباً في مسيرته
وانداح فجر المنى في أفقنا الرحب
فصفق الخل مختالاً بغرته
والرمل والبحر يختالان في طرب
هذا رسول بلاد الشمس منطلق
نحو النجوم، فلا تسأل عن السبب
ناداه مجد إمارات، فأبدلها
بثوبها ثوب عهد باسم قشب
كل الإمارات غنت فيه صادحة
وغادرت حقبة الآلام والتعب
وغاب زايد، لكن، لم تغب أبداً
عهوده، بل غدت شمساً إلى العرب
يسترشدون بها في يوم شدتهم
ويمخرون بها في الموقف اللجب
وموكب المجد يمضي في خليفتنا
قيادة، فهو بدر الشعب والأرب
فاضت رؤاه سخاء في مسيرتنا
حتى بلغنا عنان المجد والرتب
فيه تفيض إمارات العلا كرما
فليقرأ الدهر ما خطت من الكتب
وليث أمجادنا، أعني أبا خالد
محمد، فيه نجلو حندس الكرب
كزايد، ترقأ الآلام همته
من جرح صنعاء، حتى صرخة النقب
ما نام يوماً على ضيم بأمته
ولا توسد أياماً على وصب
إن الإمارات نور، للأنام به
أنغام حب، وفيها المجد للعرب
فانعم براية عز لا مثيل لها
من التسامح والأمجاد والأدب