دبي: محمد ولد محمد سالم
نظم «مقهى كتّاب» بداون تاون مردف مساء أمس الأول أمسية أدبية استضاف فيها الكاتبين الإماراتيين الدكتور سلطان النعيمي، والدكتور حمد الحمادي، للحديث عن تجربتيهما الأدبيتين، وأدار الأمسية جمال الشحي مدير دار كتّاب، الذي رحب بالكاتبين، وقال إن تنظيم الأمسية يأتي في إطار برنامج مقهى كتاب الثقافي الأسبوعي الهادف إلى تنشيط الساحة الثقافية، وإتاحة الفرصة للكتاب للقاء بقرائهم.
الدكتور سلطان النعيمي تحدث في الأمسية عن تجربته في كتابة مجموعته القصصية «7 دقائق على انفراد.. من المُسكّن إلى العلاج»، وروايته «اليوم» وقال إن اتجاهه إلى الكتابة الأدبية رغم تخصصه في السياسة، كان نتيجة لسعيه إلى إيصال أفكار تتعلق بالمجتمع أكثر مما تتعلق بالسياسة، وقد وجدت الكتابة السردية بأسلوبها الأدبي الجاذب، أقدر على إيصال تلك الأفكار، وترسيخها لدى القارئ. وقد ركز في مجموعته على فكرة المكاشفة، منطلقاً من كون المجتمعات العربية، لا تحب المكاشفة، ولا تعالج المشاكل بصورة مباشرة، وتفضل أن تأخذ المسكّن بدلاً من العلاج، خصوصاً في القضايا الاجتماعية، فعندما تكون لدى شخص ما مشكلة أو خلاف مع آخر، فإنه بدلاً من أن يحلها مع الشخص المعني، يذهب إلى شخص آخر فيحكي له، ولا يمكن لذلك الشخص إلا أن يهدئه مؤقتاً، وهذا هو «المسكّن»، وكان الأحرى به أن يتجه إلى الشخص المعني مباشرة، وهذه الرؤية هي التي تحاول المجموعة أن تقدمها، عبر قصص تلامس الواقع، يسعى أبطالها إلى الانتقال من المُسكّن إلى العلاج، بعد أن قرروا اتخاذ أسلوب المكاشفة والجلوس مع المعنيين ليبوحوا بما في خلجات صدورهم. كل ذلك في سبع دقائق على انفراد، وذلك من خلال عدة نماذج من العلاقات التي ينشأ فيها سوء تفاهم وتحتاج إلى مكاشفة، كعلاقة الابن بوالده، وعلاقة الزوج بزوجته، وعلاقة المدير بموظفه، وغيرها.
وتحدث النعيمي أيضاً عن روايته «اليوم» قائلاً إنها تسعى إلى جعل الإنسان يعطي قيمة ليومه الذي يعيش فيه، وتنبهه إلى أن الزمن هو ثلاث لحظات، الماضي الذي انقضى ولا سبيل لعودته، والحاضر الذي نعيشه الآن، والمستقبل المؤمل الذي لا نعرف كيف سيكون، وعليه فليس لنا إلا الحاضر، وعلينا أن نعيش اللحظة بكل تفاصيلها، فنعمل ونحب ونفرح بكل إخلاص، وألا نوقف عجلة الحياة أياً كان جلال ما فقدناه أو عِظم ما ننتظره.
وأضاف النعيمي أن الرواية تقدم حبكة درامية مشوقة، فالبطل الذي توفي أفراد عائلته تصله رسالة من شخص مكتوباً فيها أنها من شخص توفي منذ ثلاثة أشهر، ولا يعرف من هو هذا الشخص، ولا ما الذي يريد منه، فيبدأ رحلة الأسئلة والبحث عن الحقيقة الكامنة وراء الرسالة، وفي النهاية سيكتشف أن عليه أن يعيش حياته الحاضرة الآن، ولا يعلقها على الماضي، ولا المستقبل.
بدوره تحدث الكاتب حمد الحمادي عن روايته «ريتاج» التي لقيت نجاحاً كبيراً بفوزها بجائرة الإمارات للرواية، وتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان «خيانة وطن» والذي لقي نجاحاً كبيراً أيضاً، وقد نوه الحمادي بأنه راضٍ عن الطريقة التي حوّلت بها الرواية إلى مسلسل، فقد نجح المسلسل في إيصال فكرة الرواية، وكشف دلالاتها.
وأضاف الحمادي أن الرواية بنيت على أحداث حقيقية، مقتبسة من «قضية التنظيم السري» الذي استهدف زعزعة الأمن والنظام في الإمارات، فتقدم أحداث حياة امرأة شابة تقوم على رعاية والدها المريض، فتتبرّع له بجزء من كبدها لعلها تنقذه مما يعانيه، وتصحبه في رحلة علاجه الطويلة، وتمنحه كل حياتها برضا وإخلاص، غافلة عن أنها قد تجاوزت الثلاثين من العمر، وأصبحت مهددة بالعنوسة، ويبدو الأب في حياته الطبيعية رجلاً عادياً يمارس حياته بشكل طبيعي، لا يستشف منه أي شيء مغاير لما هو عليه في السر، لكن النهاية تحمل مفارقة، وتكشف عن الوجه الخفي لذلك الأب، فهو عضو في «تنظيم سري»، وكان يساهم في تمويل ذلك التنظيم، بتحويل الأموال إلى الخارج عن طريق وسيط يدعي أنه مالك المنزل الذي يقيم فيه الأب وابنته.
ولفت الحمادي إلى أن ما وقع لبطلة الرواية هو نفسه ما وجدنا نحن أنفسنا فيه حيال ذلك «التنظيم»، فالبطلة وجدت نفسها وسط قصة خداع كبرى، كان بطلها أقرب الناس إليها، وهو والدها، ولم تلبث أن اكتملت مأساتها بأن خدعها من كان من المفترض أن يصير زوجها، وهو الشاب الذي أحبته، ورأت أنه سيعوضها عما فاتها، لكنها كانت تعيش وهماً ما لبث أن تكشفت لها حقيقته.
نظم «مقهى كتّاب» بداون تاون مردف مساء أمس الأول أمسية أدبية استضاف فيها الكاتبين الإماراتيين الدكتور سلطان النعيمي، والدكتور حمد الحمادي، للحديث عن تجربتيهما الأدبيتين، وأدار الأمسية جمال الشحي مدير دار كتّاب، الذي رحب بالكاتبين، وقال إن تنظيم الأمسية يأتي في إطار برنامج مقهى كتاب الثقافي الأسبوعي الهادف إلى تنشيط الساحة الثقافية، وإتاحة الفرصة للكتاب للقاء بقرائهم.
الدكتور سلطان النعيمي تحدث في الأمسية عن تجربته في كتابة مجموعته القصصية «7 دقائق على انفراد.. من المُسكّن إلى العلاج»، وروايته «اليوم» وقال إن اتجاهه إلى الكتابة الأدبية رغم تخصصه في السياسة، كان نتيجة لسعيه إلى إيصال أفكار تتعلق بالمجتمع أكثر مما تتعلق بالسياسة، وقد وجدت الكتابة السردية بأسلوبها الأدبي الجاذب، أقدر على إيصال تلك الأفكار، وترسيخها لدى القارئ. وقد ركز في مجموعته على فكرة المكاشفة، منطلقاً من كون المجتمعات العربية، لا تحب المكاشفة، ولا تعالج المشاكل بصورة مباشرة، وتفضل أن تأخذ المسكّن بدلاً من العلاج، خصوصاً في القضايا الاجتماعية، فعندما تكون لدى شخص ما مشكلة أو خلاف مع آخر، فإنه بدلاً من أن يحلها مع الشخص المعني، يذهب إلى شخص آخر فيحكي له، ولا يمكن لذلك الشخص إلا أن يهدئه مؤقتاً، وهذا هو «المسكّن»، وكان الأحرى به أن يتجه إلى الشخص المعني مباشرة، وهذه الرؤية هي التي تحاول المجموعة أن تقدمها، عبر قصص تلامس الواقع، يسعى أبطالها إلى الانتقال من المُسكّن إلى العلاج، بعد أن قرروا اتخاذ أسلوب المكاشفة والجلوس مع المعنيين ليبوحوا بما في خلجات صدورهم. كل ذلك في سبع دقائق على انفراد، وذلك من خلال عدة نماذج من العلاقات التي ينشأ فيها سوء تفاهم وتحتاج إلى مكاشفة، كعلاقة الابن بوالده، وعلاقة الزوج بزوجته، وعلاقة المدير بموظفه، وغيرها.
وتحدث النعيمي أيضاً عن روايته «اليوم» قائلاً إنها تسعى إلى جعل الإنسان يعطي قيمة ليومه الذي يعيش فيه، وتنبهه إلى أن الزمن هو ثلاث لحظات، الماضي الذي انقضى ولا سبيل لعودته، والحاضر الذي نعيشه الآن، والمستقبل المؤمل الذي لا نعرف كيف سيكون، وعليه فليس لنا إلا الحاضر، وعلينا أن نعيش اللحظة بكل تفاصيلها، فنعمل ونحب ونفرح بكل إخلاص، وألا نوقف عجلة الحياة أياً كان جلال ما فقدناه أو عِظم ما ننتظره.
وأضاف النعيمي أن الرواية تقدم حبكة درامية مشوقة، فالبطل الذي توفي أفراد عائلته تصله رسالة من شخص مكتوباً فيها أنها من شخص توفي منذ ثلاثة أشهر، ولا يعرف من هو هذا الشخص، ولا ما الذي يريد منه، فيبدأ رحلة الأسئلة والبحث عن الحقيقة الكامنة وراء الرسالة، وفي النهاية سيكتشف أن عليه أن يعيش حياته الحاضرة الآن، ولا يعلقها على الماضي، ولا المستقبل.
بدوره تحدث الكاتب حمد الحمادي عن روايته «ريتاج» التي لقيت نجاحاً كبيراً بفوزها بجائرة الإمارات للرواية، وتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان «خيانة وطن» والذي لقي نجاحاً كبيراً أيضاً، وقد نوه الحمادي بأنه راضٍ عن الطريقة التي حوّلت بها الرواية إلى مسلسل، فقد نجح المسلسل في إيصال فكرة الرواية، وكشف دلالاتها.
وأضاف الحمادي أن الرواية بنيت على أحداث حقيقية، مقتبسة من «قضية التنظيم السري» الذي استهدف زعزعة الأمن والنظام في الإمارات، فتقدم أحداث حياة امرأة شابة تقوم على رعاية والدها المريض، فتتبرّع له بجزء من كبدها لعلها تنقذه مما يعانيه، وتصحبه في رحلة علاجه الطويلة، وتمنحه كل حياتها برضا وإخلاص، غافلة عن أنها قد تجاوزت الثلاثين من العمر، وأصبحت مهددة بالعنوسة، ويبدو الأب في حياته الطبيعية رجلاً عادياً يمارس حياته بشكل طبيعي، لا يستشف منه أي شيء مغاير لما هو عليه في السر، لكن النهاية تحمل مفارقة، وتكشف عن الوجه الخفي لذلك الأب، فهو عضو في «تنظيم سري»، وكان يساهم في تمويل ذلك التنظيم، بتحويل الأموال إلى الخارج عن طريق وسيط يدعي أنه مالك المنزل الذي يقيم فيه الأب وابنته.
ولفت الحمادي إلى أن ما وقع لبطلة الرواية هو نفسه ما وجدنا نحن أنفسنا فيه حيال ذلك «التنظيم»، فالبطلة وجدت نفسها وسط قصة خداع كبرى، كان بطلها أقرب الناس إليها، وهو والدها، ولم تلبث أن اكتملت مأساتها بأن خدعها من كان من المفترض أن يصير زوجها، وهو الشاب الذي أحبته، ورأت أنه سيعوضها عما فاتها، لكنها كانت تعيش وهماً ما لبث أن تكشفت لها حقيقته.