تختتم مجلة «الهلال» عام 2016 بملفين في عدد ديسمبر/ كانون الأول، أحدهما عن نجيب محفوظ، والآخر عن شكسبير، الأول في ذكرى 105 أعوام على ميلاده، والثاني في ذكرى مرور أربعة قرون على وفاته.
في الافتتاحية يتساءل رئيس التحرير سعد القرش: لماذا نجيب محفوظ؟ ويجيب بأنه ليس لأن محفوظ العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل (1988)، وإنما لأنه كسيرة شخصية وإبداعية متعدد الدلالات، قبل فوزه بنوبل تطاول عليه صغار لا يقدرون خلفيته المعرفية الليبرالية، فنالوا من أدبه عقاباً على آراء سياسية لم يلزم بها أحداً. وبعد الجائزة تكالبوا عليه تربحاً من التقرب إليه، والنطق باسمه، وقد خشي محفوظ أن يعطله بريق الجائزة عن إضافة الجديد إلى مشروع شيده على مهل، منذ الصمت الأول الذي دام نحو خمسة عشر عاماً، ولم ينس مرارته قط، ولا يزال تراث محفوظ الغزير يشكل تحدياً وحرجاً لأغلب النقاد؛ فالكثيرون استسهلوا إعادة إنتاج دراسات سابقة عن رواياته الشهيرة، وأهملوا أعمالاً منها «أفراح القبة»، التي وجدت فيها الدراما منجماً ثرياً، أما قصصه القصيرة فما زالت مستبعدة من الدرس الأكاديمي والنقدي.
في الملف يكتب محمود عبد الوهاب عن الحس الصوفي والإقبال على المسرات في «أصداء السيرة الذاتية» وتتقصى د. بهيجة مصري إدلبي «رحلة ابن فطومة» مشبهة إياه بجلجامش معاصر مثقل بحيرة الأسئلة وتكتب د. نجاة علي عن الراوي والمؤلف الضمني في بعض رواياته.وواكبت «الهلال» أغلب دول العالم في الاحتفال بمرور 400 سنة على وفاة شكسبير، بنشر أكثر من دراسة في أكثر من عدد، وفي ختام عام شكسبير تنشر دراسة عنوانها «من معرّة النعمان إلى ستراتفورد» لأحمد عنتر مصطفى، أما الدكتور خالد أبو الليل فيكتب تحت عنوان «مسرح شكسبير واستلهام الحكي الشعبي» تجربة شخصية يقارن فيها بين مسرحية «تاجر البندقية»، وحكاية «تاجر الملح»، ويتساءل عما إذا كان شكسبير قد استلهم قصصاً شعبية عربية؟.