Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

«ثورة دون كيشوت».. طرح فانتازي يحلل ظاهرة التطرف

$
0
0
وهران: غيث خوري

شهدت الليلة السابعة من ليالي مهرجان المسرح العربي في الجزائر، تقديم العرض المسرحي التونسي «ثورة دون كيشوت» ضمن عروض المسابقة الرسمية، للمخرج الشاب وليد الدغسني وأداء كل من: أماني بلعج، ويحيى فايدي، ومنى تلمودي، وناجي قنواتي ومنير العماري.
تدور أحداث العرض، الذي أنتجته «فرقة كلندستينو للإنتاج المسرحي»، في عالم غرائبي؛ حيث تستيقظ المدينةُ فجأةً على وقع كائنات غامضة تخرج من النفايات وتتمدّد بسرعة، لتبسط سيطرتها على كامل المدينة وتحتل مناطق حيوية فيها.
تواجه الكائنات مقاومة من سكّان المدينة، لكن ذلك لا يكفي للوقوف في وجهها، إذ تُواصل بسط سلطتها على الفضاء العام والخاص، وتخريب كلّ ما يمتّ إلى الحياة والجمال بصلة، مستعينة بشبكة من أصحاب المال والنفوذ، ومؤسّسة بذلك لواقع جديد مرعب، من خلال هذه الحكاية، يبدو العرض بمثابة مساءلة للواقع السياسي والاجتماعي في تونس اليوم، حيثُ تعبّر الكائنات الغامضة والغريبة التي تخرج من مكبّ النفايات عن ظواهر استجدّت في المجتمع كالتطرّف والإرهاب.
إنها الكائنات التي يتحالف معها رجال المال والنفوذ، الذين يبدون مستعدّين للتحالف مع أية جهة تفرض منطقها.. وفي تقديمه للعرض، يوضح الدغسني انه استوحى فكرة مسرحيته من رواية «دون كيشوت»، مضيفاً أنه وظّف هذا الإرث الأدبي العالمي حسب معطيات الحالة التونسية، ليقدّم «طرحاً فكرياً وفلسفياً للواقع السياسي والاجتماعي والنفسي الذي يشهد تحوّلات كثيرةً ومعقّدة». انبنت المسرحية في مختلف مشاهدها على ثنائيات الظلمة والنور، الجنون والعقل، الظلم والعدل، الشعب والنخبة، الإرهاب والأمن، الجهل والمعرفة، السفسطة والصدق، الإعلام والحقيقة، والخير والشر..، وهي ثنائيات اتسمت بالتباين إلى حد التضاد، وأجهضت أحلام الثورات العربية وجعلتها تنحرف عن مسارها وعن تحقيق أهدافها.
وشهد المؤتمر الفكري المصاحب للمهرجان، الندوة المحكمة لاختيار أفضل ثلاثة نصوص مسرحية موجهة للطفل، وقد تألفت لجنة التحكيم من د. إياد السلامي، و فتحي عبد الرحمن، وأدار الندوة د. حميد علاوي. شارك في هذه المسابقة كل من: دحو فروج من الجزائر بنصه «صفر واحد»، ومصطفى عبد الفتاح من سوريا بنصه «دارين تبحث عن وطن»، وكنزة مباركي من الجزائر «جحا ديجيتال»، ومحمد مستجاب من مصر «صورة سيلفي».
نص «صورة سيلفي» موجه للفئة العمرية بين 6 12 سنة، وهي مسرحية توعوية تقدّم جملة من المضامين القيمية تتعلق بالحث على التعلم، والاهتمام ببناء الشخصية، وتبدأ المسرحية من غرفة عصام، والتي تحوي العديد من الألعاب، وهي كرة قدم، دبدوب، الدراجة، الكتاب.
أحداث المسرحية تبين حالة القلق والاضطراب، التي أصابت الشخصيات بسبب الهاتف أو بسبب عصام الذي أحضر الهاتف، وعندئذ يخيم على الألعاب القديمة الحزن، وتبدأ تفكر بكيفية الخلاص من الهاتف، وبمرور الوقت، يستطيع الهاتف أن يبين للآخرين بأنه ليس سبباً، وهذا يجعلهم قلقين حول مستقبل عصام، ويقرر أن يفعل شيئاً، ليرجع عصام إلى جادة الصواب، والاستفادة من تقنية الهاتف الذكي من دون إهمال الواجبات والمسؤوليات الأخرى، فينضم الهاتف إلى الأصدقاء كصديق يفكر بمستقبل عصام، وتنتهي المسرحية بصورة سيلفي تجمع الجميع، ويعود عصام إلى الاهتمام بدروسه ومستقبله.
أما «صفر واحد» فهي مسرحية تضم شخصيات إنسانية تمثلت بالطفلين فريد ونور، وتدور حول تقنية الحاسوب، والعصر التقني، ويتحدث الموضوع عن أساسيات علم الحاسوب وأهميته، ليكون في خدمة الإنسان والمجتمع، والنص يدور حول ذكاء الإنسان، وكيف يستطيع استخدام التقنيات العلمية والحديثة، وإن الإنسان هو من صنع العلم والتقنية وهي عمليات ناتجة عن العقل البشري.
ويحمل نص «دارين تبحث عن وطن» جملة من القيم الإنسانية كالتعارف والتعاون والمحبة ومساعدة الآخرين وحب الوطن والعمل الجاد.
أما «جحا ديجيتال»: فهي مسرحية تضم شخصيات تراثية مثل جحا في إطار معاصر، وهي تتحدث عن تقنية الهواتف الذكية، والتقنيات الحديثة، والتي استطاعت أن تسيطر على عقول الناس.
وبعد التشاور أعلنت اللجنة المحكمة نتائج هذه المسابقة، حيث حجبت الجائزة الأولى لعدم استيفاء النصوص المترشحة للشروط المطلوبة على صعد تربوية تقنية لغوية، وجاءت المرتبة الثانية من نصيب مصطفى عبد الفتاح بنصه «دارين تبحث عن وطن» وكنزة مباركي بنصها «جحا ديجيتال»، وجاء كلدحو فروج بنصه «صفر واحد»، ومحمد مستجاب بنصه «صورة سيلفي» في المركز الثالث.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

Trending Articles