فاز العرض المسرحي المغربي «خريف» لفرقة مسرح أنفاس، المشارك في مهرجان المسرح العربي بجائزة «الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي» والتي تبلغ قيمتها مئة ألف درهم إماراتي، جاء ذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم مساء أمس الأول في دار الثقافة في مدينة مستغانم الجزائرية، بحضور عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وإسماعيل عبدالله، أمين عام المهرجان، وعبدالوحيد تمار، والي ولاية مُسْتَغانم، وعبدالغاني زعلان والي ولاية وهران، ولخضر بن تركي مدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
العرض من إخراج أسماء الهوري، وتأليف الراحلة فاطمة الهوري، وتمثيل فريدة بوعزاوي، وسليمة مومني، ووضع الموسيقى الفنان رشيد البرومي، والإضاءة رضا عبدلاوي، والسينوغرافيا، حنان باري.
وأعلن إسماعيل عبدالله عن احتضان تونس للدورة المقبلة من المهرجان في 2018، قائلاً: «ننظر إلى الدورة المقبلة في واحدة من حواضر المسرح العربي، تشغل قلوب المسرحيين العرب بالمدهش؛ حيث تُسلّم الجزائر مشعل الدورة القادمة إلى الغالية تونس؛ حيث تم الاتفاق مع وزارة الثقافة التونسية على تنظيم الطبعة العاشرة».
ونقل وزير الثقافة الجزائري تحيات الرئيس عبدالعزيز بو تفليقة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لاختياره الجزائر مكاناً لإقامة الدورة التاسعة للمهرجان، في حين قرأ إسماعيل عبدالله برقية موجهة من الهيئة العربية للمسرح إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، جاء فيها: باسمي وبالنيابة عن المشاركين في الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي، دورة عز الدين مجوبي، التي نظمت على أرض الجزائر من العاشر إلى التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني 2017، أشكركم على التعاون المثمر والخلاق بين الهيئة العربية للمسرح والديوان الوطني للثقافة والإعلام، بإشراف من وزارة الثقافة، وباحتضان من ولايتي وهران و مُسْتَغانم، وأرفع إلى مقامكم السامي آيات الشكر والتقدير لرعايتكم الكريمة هذه الدورة التي حلقت بفعالياتها الفكرية والتدريبية والفنية إلى آماد وآفاق رحبة، ما كان لها أن تكون لولا أن روح الجزائر العظيم أرض الشهداء وموئل الأحرار ومنبع الجمال، كانت حاضنة أحلام وطموحات وتجليات ما يزيد على ستمئة مسرحي جاؤوا إلى حمى الجزائر بكل ما تقتضي المرحلة التي تمر بها أمتنا من أفكار ومقترحات جمالية للدفاع عن هويتها في وجه العواصف التي تسعى للنيل من حاضرها وماضيها ومستقبلها، جاؤوا محملين بالأحلام ذاتها التي انطلقتم بها، تلك الأحلام ظلت زادكم وزوادكم، حتى نالت البلاد استقلالها، ذات الأحلام التي بنيتم فيها جزائر الحضارة والعزة، ذات الأحلام التي قبضتم فيها على جمر حريتها لتبقى عصيّة على النيل منها، ذات الأحلام التي ترسم أقواس النصر والتقدم والتنمية.
توصيات لجنة التحكيم
تشكلت لجنة تحكيم المهرجان من الدكتور يوسف عايدابي رئيس اللجنة / السودان، رندا الأسمر/ لبنان، الدكتور عجاج سليم/ سوريا، فتحي عبدالرحمن/ فلسطين ويوسف الحمدان/ البحرين.
وعقدت اللجنة اجتماعاتها بشكل دوري يومي وفي نهاية العروض لاختيار العرض الفائز بالجائزة وخرجت بمجموعة من التوصيات:
1- مع التقدير لجميع اللغات واللهجات المحلية على امتداد مساحة الوطن العربي، توصي اللجنة بضرورة الاهتمام باللغة العربية، لأنها اللغة الأوسع انتشاراً، والأكثر قدرة على نسج أواصر التفاهم بين الشعوب التي تعيش على أرض ومساحة الوطن العربي وباعتبارها مفهومة لجميع سكان هذه المنطقة.
كان واضحاً ضمور اللغة الفصحى في غالبية العروض المشاركة، بل وكثرة الأخطاء الواردة فيها، مما يتهدد اللغة الأم في المسرح الذي نريده مؤثراً وفاعلاً في حياة الجماهير.
2- تقدر اللجنة السعي الدؤوب عند جميع المشاركين لاستخدام التقنيات والوسائط التكنولوجية الحديثة، والسعي لتوظيفها في عروضهم المسرحية ولكن ما لفت انتباه اللجنة أن الكثير من عروض المهرجان قد استخدمت هذه التكنولوجيا بدواعي الرؤى الإخراجية أو من دونها وبإسراف لا مبرر له.
3- تؤكد اللجنة على الكثير من التوصيات التي وردت في مهرجانات عربية وفي دورات المهرجان السابقة حول ضرورة الاعتناء الحقيقي بالممثل باعتباره الشريك المبدع مع المخرج والمؤلف.
4- تؤكد اللجنة على تقديرها واحترامها لجميع الخيارات الإبداعية لرؤى المخرجين المشاركين، ولكن تودّ لفت الانتباه إلى أن الذهاب إلى ما بعد الحداثة وما بعد الدراما.. وغيرها من التيارات الغربية التي شاعت في الألفية الجديدة، لا يعني بأي حال من الأحوال الانفصال عن الواقع الفكري والجمالي المحلي والعربي، خوفاً من البلبلة الفكرية والمنهجية التي ستصيب أجيال الفنانين الشباب.
5- لاحظت اللجنة قصوراً في التعامل مع بعض النصوص المسرحية؛ حيث تم تقزيم النص درامياً وفكرياً ولغة، وانحساره بالتالي إلى بضع كلمات أو عبارات من دون رابط درامي.
6- توصي اللجنة بضرورة مراجعة شروط الاشتراك بالمسابقة، في سبيل تجويد ورفع سوية العروض المشاركة.
7- تتمنى اللجنة أن تكون عروض دولة الإمارات حاضرة في جميع دورات المهرجان باعتبارها الدولة المنظمة والراعية والممولة للمهرجان.
ووصفت اللجنة العرض الفائز بأنه نجح في الوصول إلى قلوب وعقول الجميع، سهل ممتنع، قدم لنا رؤية إبداعية واضحة قوية بليغة تمس البشرية جمعاء. وعبر رؤية متميزة وظف العرض باقتدار فضاء العرض المسرحي إلى مشهديات جسدية، تتناغم فيما بينها وتتقاطع لغة الحركة والإيماءة بمختلف أبعادها، الفنية السيميائية بلغة الكلام، ووظف عناصر العرض الأخرى، من سينوغرافيا وموسيقى تألق مؤلفها في عزفها في نسيج فني مترابط، وفي تعبيرية بليغة توحدت جميع مفرداتها وعناصرها لتجعل من الشكل تجلياً للمضمون الإنساني.
كما تمكن الأداء من تنغيم الفعل والصراع الداخلي، لنرى في الجسد والصوت روحاً واحدة تجسد الألم والمقاومة، وتجسد رؤية الإخراج بتوهج وإبداع.